المرشد الأسري
■ ابني في الصف السادس، وهو دائماً شارد الذهن، خصوصاً وقت مذاكرة الدرس أو المراجعة أو القراءة، وحتى في المدرسة غير منتبهٍ؟
■ ■ يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً: السرحان أو الشرود الذهني، ظاهرة أو نتيجة لمشكلة ما يعانيها الابن، ولا تحل هذه الظاهرة بطريقة مباشرة، كأن نقول له: ركز معنا في الدرس أو انتبه وقت الشرح، فهذه حلول مؤقتة حالية تنفع وقت السرحان سرعان ما تعود الظاهرة إلى حالتها الأولى، ولا تحل هذه الظاهرة إلا بتحليل حالة الابن النفسية منها أو العائلية أو التعليمية حتى نصل إلى لب المشكلة، فأول خطوة للحل هي تشخيص الحالة ومعرفة أسبابها، فالسرحان آفة لها أسبابها وأكثر الأسباب انتشاراً أسباب عائلية، فالخلافات الأسرية الظاهرة منها والخفية، تترك رواسب ذهنية للابن تنتشر بشكل متباين تظهر أعراضها بالسرحان وفقدان التركيز وكثرة النسيان، فالمبادرة في حل المشكلات العائلية ستسهم بصورة فورية في القضاء على هذه الآفة.
وقد ينشأ السرحان عند شرح الدرس أو المذاكرة بسبب إهمال الدروس اليومية أو كثرة التغيب من المدرسة أو عدم حل الواجب، فالدراسة عملية متكاملة المعلومات متتابعة الحلقات فأي نقص منها قد يؤدي إلى الإحساس بالعجز والكسل والاتكالية، ما ينتج بعد ذلك السرحان أو الشرود الذهني، ما لم نكتشف المشكلة مبكراً، فالحل سيكون مجهداً، والمشكلة ستكبر بل قد تفرز وراءها مشكلات عدة، منها نفسية مثل الخوف أو اليأس أو الأرق، أو مشكلات في الحصيلة التعليمية، كتدني الدرجات أو الرسوب في بعض المواد الدراسية، والدور مشترك بين البيت والمدرسة، فقد يكون الطالب مبدعاً ولكن الدرس ممل، ووسائل الشرح غير جذابة ولا محفزة، وأحياناً يكون نتيجة للضوضاء الخارجية أو شدة حرارة الصف أو البرودة، وهناك قدرات متفاوتة بين القوة والضعف بين الأبناء كالذكاء والفهم وسرعة الحفظ والقراءة والاستيعاب، فالضعيف في الاستيعاب مثلاً ستنتهي به الحال إلى السرحان، إذ يحاول أن يركز في المعلومات السابقة أو الفائتة.
وهناك مشكلات ذاتية فبعض الأبناء لهم رغبة في اللعب وقت المذاكرة، وبعضهم يغلب عليهم الخيال الحالم، فالمدرس الناجح هو من يجذب الطالب فيجعله يركز حتى لو غلبه السرحان أو قهره النوم بعبقرية التواصل، ولباقة التعامل، وسحر البيان، وخبرته في التعامل مع مشكلات الطلبة، وهناك طرق تساعد الأسرة على علاج هذه الظاهرة، منها النوم المبكر، فالذهن يكون صافياً عندما يكون نوم أبنائنا في الليل مبكراً وكافياً، كما أن الطعام الصحي لأبنائنا له دور فعال على تقوية الذاكرة وتصفية الذهن.