مواطن يبتكر مشروعاً لاستغلال مياه المكيّفات
دعا المواطن الدكتور عبدالله الشيباني، وهو مختصص بمجال العقارات، وزارة البيئة والمياه والبلديات إلى تبني مشروع ابتكره، يحول المياه الناتجة عن أجهزة تكييف الهواء إلى مياه لري الحدائق والمزارع، واستخدامها أيضاً كمصدر لرفع منسوب المياه الجوفية بالمدن التي تعاني الجفاف، وخفض نسبة الرطوبة في الجو.
شبكة صرف الأمطار دعا الدكتور عبدالله الشيباني إلى استغلال المياه الصادرة من أجهزة تكييف الهواء، بتوجيهها إلى شبكات صرف الأمطار، موضحاً أن مدناً كبرى في الدولة فصلت خطوط الصرف الصحي عن خطوط صرف مياه الأمطار، ويمكن أن يتم توجيه المياه المجمعة إلى خطوط صرف الأمطار. وأضاف أن هذه الخطوط يمكن توصيلها إلى محطات تحلية المياه، وعند تحليتها سيتم توفير جزء كبير من نفقات تحلية مياه البحر شديدة الملوحة. |
ويقوم مشروع الشيباني على جمع مياه أجهزة التكييف في شبكة أنابيب موجهة إلى باطن الأرض، ما يرفع منسوب المياه الجوفية بكميات كبيرة، ويدعم الأمن المائي في الدولة، مشيراً إلى أن المياه المجمعة يمكن أن توجه إلى محطات التحلية وتصبح صالحة للشرب، أو حفظها في خزانات لاستخدامات لإطفاء الحرائق.
وأضاف أنه طبق التجربة في مدرسة كبرى بمدينة العين قبل ما يزيد على عامين، وأثبتت نجاحاً كبيراً، مشيراً إلى أنه أطلق موقعاً إلكترونياً، أخيراً، يوضح فيه المشروع لتتولى الجهات المعنية تبنيه.
وذكر الشيباني، لـ«الإمارات اليوم»، أنه تم إجراء دراسة حول حجم المياه التي تصدر من 10 آلاف جهاز تكييف من النوع الشائع في الدولة في 100 يوم، وتم تقديرها بنحو مليوني لتر، وهي كمية كبيرة من المياه تهدر دون أي استخدام.
وتابع: «تم تقدير كمية المياه التي تصدر من أجهزة التكييف في مدينة العين خلال 100 يوم، بـ24 مليون متر مكعب من الماء المكثف والمقطر، وهذه الكمية المهدرة يمكن تخزينها جوفياً، ومن ثم استخدامها في ري الغابات والمزارع والحدائق، أو معالجتها معالجة بسيطة واستهلاكها للشرب».
ولفت إلى التعاون مع جامعة الإمارات، لإجراء دراسات وتحاليل مخبرية حول صلاحية هذه المياه للاستهلاك الآدمي، وأظهرت النتائح أن نسبة الملوحة في مياه التكييف أقل من النسبة الموجودة في مياه الشرب المعبأة والمبيعة في الأسواق، كما أظهرت أن تركيز المعادن فيها أقل من الحد المسموح به، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية لشرب المياه، ما عدا نسبة أيونات الرصاص وهي بسيطة جداً مصدرها مخارج الأنابيب وتجمع المياه.
وقال الشيباني، الذي استعان بخبرات مختصين بمجال البيئة والمياه والجيولوجيا، إن هذه المياه يمكن تحليتها بكلفة تقل بنسبة 60%، عن تحلية مياه البحر، مؤكداً أن ثلث المياه المستخدمة في الدولة للزراعة والصناعة والمنازل من مصادر المياه الجوفية، لذا يكتسب المشروع أهمية كبيرة كونه يغذي مخزون المياه الجوفية، ويسهم في تحقيق توفير اقتصادي.
واعتبر أن تطبيق هذا المشروع يحول المنازل ومراكز التسوق والمصانع إلى مؤسسات منتجة وليست مستهلكة، ويقلل استهلاك الوقود المستخدم في التحلية، ويرفع الرصيد المائي الجوفي، مضيفاً أن «المشروع يحد من أضرار عدة، تسببها المياه الصادرة من أجهزة التكييف، أبرزها ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو عند تفعيل عدد كبير من أجهزة التكييف في وقت واحد».
ووثق الشيباني بالفيديو تجربة عملية للمشروع، طبقها في مدرسة «أم الإمارات» في مدينة العين، وهي مدرسة كبيرة تستوعب 600 طالبة، موضحاً أنه تم توصيل نصف أجهزة التكييف في المدرسة، والبالغ عددها 156 جهازاً بشبكة لتجميع المياه، ثم حقَنها في أعماق الطبقة الصخرية للمياه الجوفية، واستغلها في ري مزروعات بالمنطقة.
وأشار إلى أن المنطقة، التي تم تخزين المياه فيها بالمدرسة، تحولت إلى منطقة خضراء تنمو فيها الأشجار، بينما تعاني مناطق مجاورة تصحراً، وهناك إمكانية لتطبيق هذا المشروع في المنازل والشركات، بما يحد من أضرار مياه أجهزة التكييف على المباني، والاستفادة منها مجتمعياً.