المستشار الأسري
■■يقول قارئ: لا يتقبل ابني نصيحتي ولا موعظة مني ويعتبرها وسيلة لا توافق بيئته أو عصره، فلا أجد منه إلا الرفض والعناد فماذا أفعل؟
- يقول المستشار الأسري عيسى المسكري «غالباً ما يكون الرفض من قبل الابن للموعظة مؤقتاً ومجوفاً، لكنها تترك في نفسه أثراً، تثير مشاعره، وتحرك تفكيره، وتجعله في حالة من التردد في الإقدام نحو أي وجهة خاطئة، وقد تعود إليه في فترة ما كصوت للتذكير، خصوصاً عندما يرتكب شيئاً يبعده عن صوابه، فتعمل النصيحة كجهاز للتحذير والتنبيه».
والنصيحة تنفع إذا كانت نصوحة واعية، ولا يكون رفض الأبناء النصيحة من قبل الوالدين بلا دوافع أو أسباب، وإنما يتعدى الرفض لكل من يوجه إليه النصيحة حتى المدرس في المدرسة، أو القريب أو البعيد، ورفض النصيحة يأخذ صوراً مختلفة كأن يغلق عقله ويصرف وعيه عنها، وقد يصل إلى أن يرفض سماع النصيحة كمن يضع أصابعه في أذنه تكابراً، فالقضية تأخذ أبعادها الاجتماعية والنفسية والتربوية.
ويدعي بعص الأبناء بأن هناك فروقاً شاسعة بين عالم الأبناء المتغير والمتجدد وعالم الآباء الذي يحمل بعض المبادئ القديمة، التي قد لا تناسب مستوى تفكيرهم، فحياتهم بدائية جامدة وهم يعيشون عصراً متقدماً، وهو اعتقاد راسخ في عقول الأبناء يجعل معظمهم يرفضون النصيحة من الأهل، وهناك مفهوم آخر بأن العقلية بين الطرفين متباعدة ولا يمكن التلاقي حول نقطة مشتركة، بالتوافق بين الآراء والأفكار والطموح والتطلعات، فالعقلية بين الفريقين متباعدة، ما يصعب الوصول إلى نقطة تلاق بينهما في ظل تمسك كل طرف بآرائه ومبادئه.
وهناك صراع بين الآباء والأبناء، وفجوة ناشئة من جفوة، ومشكلة ناتجة من قسوة في التعامل بين الطرفين، فكل فريق يرى نفسه على الصواب، فالآباء يرددون بأن الأبناء لا يدركون مستقبلهم، ولا يفهمون أنفسهم، ولا يفرقون بين الخطأ والصواب، وهذه النظرة بذاتها سائدة تجعل الأبناء يرفضون النصيحة من قبل آبائهم.
وبصورة مغايرة نرى تقبل الأبناء للنصيحة، إذا جاءت من شخص محبوب في حياتهم، يفهم لغتهم ومشاعرهم وأفكارهم، فلن تكون هناك مشكلة إذا عرف كل من الآباء والأبناء دورههم، وكيف يتعامل الابن مع أبيه أو كيف يتعامل الأب مع ابنه.
فالنصيحة المقبولة لها آدابها وقواعدها ولها مبادئها السلوكية الواعية ومهاراتها الحوارية الهادفة، ويجب أن ندرك أسس النصيحة التي تنطلق من خلال الناصح الواعي والشخص الثاني الذي يسمع النصيحة ومعرفة المهارات العامة والخاصة للنصيحة، فمهما كان الأب قريباً يبقى في أغلب الأوقات غير قادر على الاقتراب من الأبناء ويرفض أفكارهم، فالنصيحة تبقى بعيدة عنهم فهماً ووعياً وإدراكاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news