«البيئة» تنفذ خطة وطنية للحد من هدر الغذاء
تدير وزارة البيئة والمياه حالياً خطة للحد من الهدر في الغذاء داخل الدولة، من خلال دعوة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمزارع الإنتاجية والفنادق، لتشكيل حلقة اتصال بين الأطراف لتقليل الفاقد في الأغذية المهدرة، التي قدرها وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد لقطاع المناطق، سلطان علوان، بنحو 30% من الأغذية المحلية.
خطوات تنفيذ الحملة أفاد بيان صحافي صادر عن وزارة البيئة والمياه، بأنه سيتم إطلاق الحملة الوطنية لتقليل الفائض والمهدر من الغذاء على ثلاث مراحل لضمان الوصول إلى جميع الجهات والشرائح المجتمعية، بحيث تستهدف المرحلة الأولى المدارس، لحثّها على إعداد خطة عمل متكاملة لتطبيقها خلال العام الدراسي الجاري، على أن تنظم الفرق البيئية في هذه المدارس الفعاليات تحت إشراف أعضاء الهيئة التدريسية. وسيتم في المرحلة الثانية توسيع نطاق الجهات المشاركة، لتشمل العاملين في مجال البيع بالتجزئة والمستهلكين الصناعيين، وتتضمّن تعزيز أواصر الحوار مع المزارعين لضمان وصول جميع المحاصيل إلى السوق الاستهلاكية، إضافة إلى زيادة الوعي بين الوسطاء ومنها مجموعات الشركات الصغيرة والمتوسطة، كونهم عناصر أساسية للمساعدة في معالجة هذه المنتجات الزراعية، وتالياً زيادة فترة الصلاحية وتحسين قيمة المنتج. وتهدف المرحلة الثالثة إلى ضمان مشاركة كل الجهات الفاعلة، وستلعب وزارة البيئة والمياه دوراً أساسياً في تقديم الدعم الفني والتسهيلات اللازمة خلال هذه الحملة، التي تأتي لتؤكّد الالتزام الوطني بالعمل على الحد من الهدر الغذائي عن طريق الجمع بين الجهات المعنية في إطار عمل واحد للتصدي لهذه الظاهرة كجزء من المسؤولية الاجتماعية لهذه الجهات، وفي الوقت نفسه تقديم حل استراتيجي لترسيخ بيئة أعمال ذكية ومواتية للنمو والتطوّر. |
وقال علوان، أمس، على هامش إطلاق الحملة الوطنية لتقليل الهدر في الغذاء، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إن تعاون أصحاب مشروعات صغيرة ومتوسطة، وممثلي الفنادق والشركات الكبرى، سيمنح الجميع وسيلة لتبادل الرأي والمعرفة والخبرة، للخروج بحلول غير تقليدية تجنب الدولة هدر الفائض من الغذاء والمزروعات.
وأضاف أن الوزارة تستهدف أصحاب المشروعات الزراعية والغذائية الصغيرة والمتوسطة، بهدف دعم مشروعات الأغذية المحلية وتوعية الجمهور بأهمية تقليل هدر الأغذية الصالحة للاستهلاك، وكذلك توعية المزارعين بأهمية حصاد المحاصيل القابلة للاستهلاك، وتشجيع تسويقها في منافذ البيع، إضافة إلى تشجيع تبادل الخبرات في مجال التقليل من هدر الأغذية وإعادة تدويرها بشكل ملائم.
وتابع أن الحملة الوطنية تستهدف تقليل الهدر في الغذاء، والاستفادة منه داخلياً وخارجياً، وسيتولى شركاء محليون هذه المهمة، مثل الهلال الأحمر الإماراتي، الذي سيعنى توزيع الفائض من المحاصيل والمنتجات إلى أكبر شريحة هي في احتياج لها، سواء داخل الدولة أو خارجها، ضمن الحملة التي تستمر لمدة عام، وستوضع لها مؤشرات واضحة لقياس مدى نجاحها وتحقيقها الهدف الذي انطلقت من أجله.
وأطلقت وزارة البيئة والمياه، أمس، الحملة الوطنية لتقليل الفائض والمهدر من الغذاء بمركز تايمز سكوير التجاري، ضمن احتفال الدولة باليوم العالمي للغذاء، تحت شعار «الحماية الاجتماعية والزراعية»، بحضور مسؤولين ودبلوماسيين وممثلين لمنظمات دولية.
وذكر علوان أنه «على الرغم من أن الفقر والجوع لا يمثلان قضية في الإمارات، بسبب الجهود القيادية والحكومية المبذولة لإدارة ثروات الدولة وضمان استدامتها، فإن الإمارات، انطلاقاً من التزاماتها الدولية والأخلاقية، تلعب دوراً مهماً في الجهود الدولية المبذولة للقضاء على الفقر والجوع، سواء من خلال مساعداتها التنموية والإنسانية المباشرة، التي أهلتها لاحتلال المرتبة الأولى كأكبر مانح للمساعدات التنموية في العالم العام الماضي، أو توظيف البنية التحتية المتطورة كمركز لوجستي مهم لتخزين ومرور وتوزيع المساعدات الغذائية للدول الأخرى.
وأوضح أن الفقدان والتلف والهدر يحدث عبر مراحل السلسلة الغذائية، بدءاً من الإنتاج، مروراً بالنقل والتعبئة والتخزين، وانتهاء بالاستهلاك، وهو أمر يحدث لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بالممارسات الزراعية والحصاد والتخزين والتعبئة وآليات السوق والأسعار، ومنها ما يرتبط باختلاف شكل المادة الذي يعزز اعتقاداً خاطئاً لدى المستهلكين بأن اختلاف الشكل يعني اختلاف المذاق والقيمة الغذائية.
ونوه بالجهود التي بذلتها الدولة في الأعوام الماضية لتحقيق هدفها الاستراتيجي بتعزيز الأمن الغذائي، وتركز جانب مهم منها على التوعية بأهمية الحد من فقد وهدر المواد والمنتجات الغذائية وترشيد استهلاكها.
وأشار علوان إلى دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الابتعاد عن مظاهر الإسراف في الطعام والشراب خلال الأعراس والاحتفالات، مستلهمين في ذلك ما دَرَجَ عليه الأجداد والآباء، والتي لاقت اهتماماً ورواجاً واسعين، وكذلك مشروع «حفظ النعمة» الذي أطلق في عام 2005 بمبادرة من سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، وبإشراف هيئة الهلال الأحمر.
ويأتي تنظيم الحملة لتحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية للوزارة، والمتمثل في تعزيز سلامة الغذاء واستدامة الإنتاج المحلي، كما يأتي تنظيمها بهدف تشجيع المشاركة الفعالة للشركات والقطاعات الاقتصادية في التوجه نحو الاستدامة البيئية، إلى جانب إطلاق مبادرات توعوية لتثقيف المجتمع عن التسلسل الهرمي لإدارة النفايات، وهي خفض النفايات وإعادة استخدامها وفصلها وإعادة تدويرها.