الإمارات تُنقذ القطاع الصحي في عدن
ظلت مستشفيات محافظة عدن تعاني الإهمال لسنوات طويلة، وأصبح الكثير منها خارج الخدمة، ولم يعد جاهزاً لاستقبال الحالات المرضية، إذ إن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية قديمة، ومعظمها من أيام الاحتلال البريطاني، مثل مستشفى باصهيب العسكري، ومستشفى الجمهورية التعليمي، وخلال السنوات الماضية لم يتم إجراء أي أعمال صيانة لتلك المباني، مما أدى إلى تآكلها.
وفاقم اجتياح ميليشيات الحوثي لمحافظة عدن مشكلة الرعاية الصحية في المحافظة، إذ عملت تلك الميليشيات على اقتحام وتدمير ونهب مستشفى الجمهورية التعليمي، أكبر المستشفيات في عدن والذي كان يقدم خدماته لأربع محافظات جنوبية، إذ نهبت الأجهزة الطبية والعلاجية في المستشفى وأصبح خارج نطاق الخدمة، وفقاً للعديد من المواطنين اليمنيين.
كما أسهم الحصار، الذي استمر أكثر من أربعة أشهر على عدن، في تعطل العديد من الأجهزة الطبية وإتلاف أطنان من الأدوية، وهو ما فاقم المشكلة الصحية في المحافظة، ومعاناة المواطنين.
وأصبحت عدن بعد الحرب، بلا رعاية صحية خاصة في المستشفيات الحكومية، وأدى تزايد جرحى المواجهات مع ميليشيات الحوثي في أكثر من جبهة إلى أزمة حادة في القطاع الصحي.
وكان لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، خصوصا دولة الإمارات، جهود كبيرة بعد تحرير عدن، في إعادة تأهيل المستشفيات الرئيسة والمراكز الصحية في مديرياتها، إذ يجري حالياً العمل على تأهيل مستشفى الجمهورية التعليمي، الذي تعرض لدمار كبير، وإعادة تأهيل المراكز الصحية في كل مديريات عدن، وبدعم من قبل دولة الإمارات.
وقال مدير مكتب الصحة والسكان في عدن، الخضر لصور، إن المستشفيات في عدن تعرضت لضرر كبير، بسبب عدوان ميليشيات الحوثي وصالح، وهو ما تسبب في توقف العديد منها، وأصبح خارج الخدمة.
وأعرب عن شكره لدولة الإمارات لجهودها الجبارة في إعادة تأهيل مستشفيات عدن، وقال إنه منذُ بداية اجتياح ميليشيات الحوثي وصالح لمحافظة عدن، كان للإمارات دور أساسي في تزويد عدن بالكثير من المستلزمات الطبية والأدوية، وكان يتم إيصالها إلى عدن أثناء الحرب، رغم الحصار الذي كانت تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح.
وأضاف أنه يجري حالياً، وبدعم من دولة الإمارات، إعادة تأهيل مستشفيات محافظة عدن، إذ تم البدء الفعلي في تأهيل دورين من مستشفى الجمهورية التعليمي، بسعة 100 سرير قابلة للزيادة، بالإضافة إلى تجهيز قسم الطوارئ بكل ما يحتاجه من أجهزة ومستلزمات.
وفي ما يخص مستشفى الشيخ خليفة بن زايد (22 مايو سابقاً)، قال إن الجانب الإماراتي تعهد بإعادة تأهيله وتشغيله بشكل كامل، بما في ذلك اعتماد ميزانية تشغيلية للمستشفى، فضلاً عن إضافة بعض المباني إلى المستشفى، ليصبح مجمعاً طبياً متكاملاً، مزوداً بأحدث الأجهزة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الإمارات، وضمن دعمها للقطاع الصحي في عدن، تعهدت بإعادة تأهيل تسعة مجمعات طبية في مختلف مديريات عدن، إذ سيتم تأهيلها بشكل كامل وتجهيزها بالأجهزة اللأزمة وسيارات الإسعاف. وقال لصور إن الجانب الإماراتي سيدعم خطة وبائية لأربع محافظات جنوبية، هي عدن ولحج وأبين والضالع، ولمدة ستة أشهر قابلة للتمديد.
وعن دعم المستشفيات والمراكز الصحية القائمة حالياً، قال إنه سيتم تموين مراكز الغسيل الكلوي في عدن بالأدوية والمستلزمات اللازمة، إذ تم شراؤها وشحنها من قبل دولة الإمارات، وستصل خلال الأيام المقبلة إلى عدن لتوزيعها على مركز غسيل الكلى في عدن.
وأوضح أن هناك اجتماعات مستمرة بين وزارة الصحة في عدن، والجانب الإماراتي تقيم ما تم عمله وإنجازه في القطاع الصحي، ومناقشة الخطط المستقبلية.