خبراء: الطفل حتى سن الخامسة أكثر عرضة للتحرش من المقربين
كشف خبراء أمنيون ومختصون في علم النفس والاجتماع، مشاركون في المؤتمر الدولي الثاني لحماية الأطفال من التحرش الجنسي، أن الطفل من سن الثانية إلى الخامسة أكثر عرضة للتحرش على يد أقرب من يتولون رعايته دون رقابة، كالمربية أو السائق أو الخدم أو المراهقين في العائلة، الذين قد يترك معهم الطفل دون رقابة.
الإصغاء للطفل قال أستاذ الطفولة المبكرة المساعد، الدكتور مضاوي عبدالرحمن الراشد، إن الطفل ربما يتعرض للتحرش من كل من يختلط بهم، لافتاً إلى أن إغواءه في هذه السن يكون مصحوباً بتهديده، وذلك بتعريضه للضرب أو القتل إن باح لأحد، وتخويفه بأن أبويه سيعاقبانه إذا علما بالأمر. وأكد على ضرورة الإصغاء جيداً إلى الطفل والسماح له بالتعبير بحرية، وتوعيته بالأماكن الحساسة في جسده، وضرورة عدم السماح لأحد بالاقتراب منها. |
وقال مدير إدارة التوعية الأمنية في شرطة دبي، العقيد جاسم خليل ميرزا، خلال المؤتمر الذي عقد تحت شعار «رحمة»: «هناك إشكالية في الحصول على إحصاءات حقيقية لهذه الجرائم، نظراً لصمت الكثيرين وعدم الإبلاغ».
وأضاف أنه وفق الدراسات الميدانية، فإن قرابة 75% من المعتدين على الأطفال من أقاربهم، لافتاً إلى ارتفاع مؤشر هذه الجرائم وفق بلاغات جرائم التحرش الجنسي بالأطفال والأحداث في مراكز الشرطة من 40 بلاغاً في عام 2012 إلى 51 بلاغاً في عام 2013، ثم 57 بلاغاً في عام 2014.
وأشار إلى أن الجرائم تفاوتت بين الفعل الفاضح العلني، وخدش حياء أنثى في طريق عام، والشروع في هتك العرض الذي تصدر قائمة الجرائم في الأعوام الثلاثة الماضية، بواقع 41 جريمة في 2014، و31 بلاغاً في 2013، و27 بلاغاً في 2012.
وأوضح أن الأطفال والأحداث المواطنين تصدروا قائمة المجني عليهم خلال العام الماضي بواقع 19 ضحية، مقابل 12 في عام 2013، و13 ضحية في عام 2012، وجاء الهنود في المرتبة الثانية.
وتابع أن شرطة دبي ضبطت المتهمين في البلاغات المسجلة، وبلغ عددهم 60 متهماً خلال العام الماضي، مقابل 58 متهماً في 2013، و55 متهماً في عام 2012، لافتاً إلى أن المتهم في كثير من الحالات كان قريباً مثل العم أو الخال، أو يعمل في المنزل كالسائق والخدم أو شخص في المدرسة.
وشرح أن من الحالات التي سجلتها الشرطة طفلة تعاني أعراضاً نفسية، تكره كل من حولها، خصوصاً الرجال، حتى أباها، وتبين أنها تعرضت لحادث تحرش في غياب الوالدين عندما تركتها أمها بصحبة جدتها، حيث تحرش بها خالها أكثر من مرة، لكن دون إيذاء جسدي، وعلمت الأم بذلك حين لاحظت تغير ابنتها ورفضها زيارة جدتها.
وشملت الحالات طفلة عمرها 15 عاماً تعرضت للتحرش من عمها الذي دأب على استدراجها إلى المجلس لأسباب واهية وتحسس جسدها، وحين أخبرت شقيقتها تبين أنها تعرضت بدورها للتحرش من العم نفسه، فضلاً عن حالة طفل تعرض للتحرش من جانب مدرس في المدرسة. وشرح ميرزا في دراسته حول اتجاهات الرأي العام الإماراتي حول التحرش بالأطفال، أن أبرز أسباب هذه الجريمة إهمال الوالدين وعدم وجود حوار مع أطفالهم، والخلافات الأسرية، ونقص برامج توعية الأطفال، وسهولة دخول الأقارب للمنزل في غياب الوالدين، وعدم الإبلاغ ضد الأقارب المعتدين، والسماح بخروج الأطفال دون رقابة، والثقة الزائدة بالخدم، وعدم مراقبة سلوكياتهم، وجنوح بعض الخدم إلى الانتقام من الآباء في أبنائهم.
وأفاد بأن التحرش الخارجي يحدث بسبب عدم معرفة الآباء بأصدقاء أبنائهم، والسماح لهم بمصادقة الأطفال الأكبر سناً، والمبيت خارج المنزل.