المستشار الأسري
تسأل زوجة: هل الطلاق هو الحل الوحيد لإنهاء خلافاتي المتكررة مع زوجي؟
يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن الزوجة العاقلة لا تطلب أبداً من زوجها الطلاق، لأنها تدرك أن العلاقات الزوجية لا تخلو من مشكلات، ووراء كل مشكلة حل ومهارة وخبرة، فما من زوجة تطلب الطلاق إلا وتسهم بلا قصد في هدم بيتها، فطلب الطلاق منهيّ عنه شرعاً، وهو من أسوأ الأمور عاقبة، وقد ورد وعيد شديد لمن تطلب الطلاق لغير مسوغ، فلا تساهل فيه أبداً، بل على الزوجة أن تفكر ألف مرة قبل أن تنطق بها، قال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة».
وما من زوجة إلا وتتمنى السكينة في حياتها، والمودة في بيتها، والرحمة من زوجها، يلاطفها ويحسن التعامل معها، فلو قام الزوج بواجباته الزوجية، وأدى الحقوق، والتزم بكل ما تطلبه الزوجة من متطلبات وكماليات، يبقى قاصراً في التعامل مع طبيعتها وكيانها، فالله خلق الرجل مختلفاً عن المرأة، كما أن المرأة لها حاجاتها النفسية، يستعجل الزوج في تلبيتها بطريقته المنطقية فيجد نفسه بعد جهدٍ وتفكيرٍ قد ضلّ السبيل، ولم يجد منها إلا التذمر وعدم الرضا، ففهم طبيعة الزوجة، والتعامل معها بلغتها، والدخول في عالمها الداخلي، يقلل من الخلاف، ويفك العقد، ويحل النزاع.
وهذه التوجهات لا تقتصر على الزوج، بل تشمل الزوجة كذلك، بأن تلغي أولاً من حياتها هذه الكلمة «طلقني» في علاقتها الزوجية، فهناك أساليب أخرى أفضل لحل الخلافات، فالرجل لا يفهم من هذه العبارة إلا أنها مصرة على الطلاق فيطلقها، وقد تكون الزوجة لها مقاصد أخرى من هذه الكلمة، مثل: أرجوك افهمني، أرجوك لا تقاطعني، أرجوك لا تسهر مع أصدقائك، فقد طال الانتظار، وغيرها من رسائل ومقاصد لا تستطيع أن تبوح عنها، وغايات أخرى تختلف من زوجة إلى أخرى.
فالرجال يتعاملون مع هذه الكلمة «طلقني» بطرق مختلفة، معظمها سلبي، فرجل بعد تلفظ الزوجة بها جرى الشيطان في عروقه فطَلّقها، ورجل انتهى به الحال إلى الغضب والانفعال، ورجل بسبب هذه الكلمة ضرب زوجته أو هجرها، ورجل أخذها إلى بيت أهلها، فهي كلمة صغيرة «طلقني»، لكنها خطرة، ولها أبعادها السيئة على الحياة الزوجية.