الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية كثفا عملياتهما العسكرية لتضييق الخناق على الحوثيين وقوات صالح في تعز. وام

القوات اليمنية تُحكم سيطرتها على منـاطق عدة في تعز

كثفت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، أمس، بإسناد ودعم نوعي من قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، عملياتها العسكرية لتضييق الخناق على الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في مختلف مناطق مدينة تعز، وأحكمت سيطرتها على مناطق عدة فيها، بعد الجرائم المتتالية اللاإنسانية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق المدنيين العزل، من خلال قصف الأحياء السكنية والتجمعات السكانية، من دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان المدنية. فيما أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قرب تحقيق القوات الموالية للشرعية النصر في تعز.

وقطعت الطريق التي يربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة، بعد سيطرة قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية على مواقع للحوثيين في جبهتي المخا ووادي الضباب، بإسناد قوي من طيران وسفن قوات التحالف العربي.

واندلعت معارك عنيفة في جبهة المخا بعدما أغارت مروحيات الأباتشي التابعة لقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، على التعزيزات التي حاولت ميليشيا الحوثي إرسالها إلى جبهة وميناء المخا تحديداً، حيث شنت الطائرات، بحسب مصادر عسكرية وشهود عيان، أعنف قصف على ما تبقى من مواقع الحوثيين في الميناء الاستراتيجي.

وفيما تقترب قوات الشرعية من حسم معركة تعز، قالت مصادر يمنية إن قطعاً حربية بحرية تابعة لقوات التحالف العربي تقدمت باتجاه ميناء المخا غرب محافظة تعز.

وأوضحت المصادر أن البوارج الحربية قصفت مواقع يسيطر عليها المتمردون قبالة سواحل المدينة، مشيرة إلى أن القوات الموالية للشرعية تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي وصالح على أطراف مدينة المخا، تحت غطاء جوي من مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف العربي.

وتتيح السيطرة على الميناء تحرير محافظتي الحديدة وتعز من سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح حسب خبراء عسكريين.

وفي مدينة تعز، تمكنت المقاومة الشعبية من استعادة أربعة مواقع في جبهة وادي الضباب من سيطرة الحوثيين، وتقدمت في المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي الذي لايزال تحت سيطرة الحوثيين.

وفي إطار إسناد المقاومة الشعبية والجيش الوطني، أغارت طائرات التحالف العربي، أمس، على مواقع تابعة للمتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح في تعز.

واستهدفت غارات طيران التحالف العربي تجمعات لميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في وادي صالة شرقي تعز، وتجمعات وآليات عسكرية تابعة لهم في منطقة الحرير وشارع الأربعين وجبل الوعش بالقرب من عصيفرة في تعز.

وتأتي الغارات بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك على جبهات عدة في المدينة، حيث قتل وجرح العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح في هجوم للمقاومة الشعبية، استهدف نقطة تابعة للميليشيات بمنطقة السويداء في مديرية ماوية شرقي تعز.

كما وقعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في الجبهة الشرقية التي تشمل ثعبات والجحملية ومحيط منزل المخلوع صالح والقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في تعز، بينما اندلعت اشتباكات في منطقة الدحي والحصب غربي المدينة، وأسفرت عن قتل وجرح العشرات أيضاً من ميليشيا الحوثي وصالح.

وفي المقابل واصلت ميليشيا الحوثي قصفها الوحشي للأحياء السكنية مستهدفة المدنيين في تعز، خصوصاً حي الموسكي السكني شرقي تعز، الذي سقط فيه عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، حسب موقع شهود عيان ومسعفين.

يأتي ذلك في وقت تزداد فيه الأوضاع الإنسانية تعقيداً في مدينة تعز المحاصرة منذ أشهر نتيجة حرمان قرابة مليون نسمة، وهم من تبقى من سكان المدينة، من الوقود والغذاء والأدوية، حسب تقارير منظمات الإغاثة، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، واستهدافها لقوافل الإغاثة والكوادر الطبية.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان، نشرته مساء أول من أمس، إن ميليشيا الحوثي تعرقل وصول مواد إغاثة صحية إلى مستشفيين في مدينة تعز، رغم مفاوضات دامت أسابيع، وذكرت أن الشحنة التي يمنع الحوثيون دخولها تشمل مواد تخدير وخيوط جراحة ومضادات حيوية.

وأوضحت المنظمة أن سكان تعز يعيشون في خوف دائم من نيران قناصة ميليشيا الحوثي والمخلوع، مؤكدة أن 20 مستشفى كانت تعمل في تعز قبل الحرب، ولم يعد يعمل منها الآن سوى ستة مستشفيات فقط في ظروف صعبة للغاية.

في حين أكد الأمين العام لنقابة الأطباء اليمنيين، الدكتور صادق الشجاع، أن هذه ليست المرة الأولى التي يصادر فيها الحوثيون مساعدات طبية وغذائية في تعز، فقد سبق أن صادروا 10 شاحنات من المعونات الطبية والغذائية تابعة لمنظمات دولية.

وقال عضو المركز الإعلامي للمجلس العسكري في تعز، وفيق صالح، لصحيفة «الإمارات اليوم»، إن مليشيات الحوثي والمخلوع استمرت في قصفها العشوائي لأحياء مدينة تعز مستهدفة بقذائف المدفعية أحياء «التحرير الأسفل والروضة والموشكي والثورة»، ما أدى إلى سقوط خمسة شهداء من المدنيين وإصابة 23 آخرين.

وعلى الصعيد العسكري أشار صالح إلى أن أبطال المقاومة الشعبية وقوات المجلس العسكري واصلوا تقدمهم في جبهة الضباب وسط غطاء جوي كثيف لمقاتلات التحالف، محققين تقدماً كبيراً في اتجاه الربوعي وحذران، في حين استسلم 20 من مسلحي الحوثي في جبهة الضباب.

وفي العاصمة صنعاء شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع للمليشيات في غرب المدينة وجنوبها، تمكنت من تدمير مواقع عسكرية وآليات تابعة للمتمردين في مناطق السواد وضبوة جنوب العاصمة، ومحطة وقود تابعة لمعسكر ريمة حميد، في مديرية سنحان مسقط رأس المخلوع صالح، كما استهدفت مقاتلات التحالف المجمع الحكومي في شملان شمال المدينة الذي تتمركز فيه عناصر ميليشيا الحوثي، ومدرسة الرحمة في حي السنينة، التي تم تحويلها من قبل عناصر التمرد إلى مخزن للأسلحة.

إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قرب تحقيق القوات الموالية للشرعية النصر في تعز، وأشاد بصمود المقاومة في المدينة، مشدداً على ضرورة تكاتف جميع اليمنيين في هذه المرحلة.

وقال هادي، في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس العسكري بمحافظة تعز، إن النصر في تعز سيكون بوابة لتحرير بقية المحافظات اليمنية من براثن الحوثيين وقوات صالح، وتعهد بتقديم جميع أوجه الدعم اللازم لقوات الشرعية.

الأكثر مشاركة