أبطالنا يستأنفون المهمة النبيلة في اليمن

أهلاً وسهلاً بأبطالنا العائدين من ميادين الشرف والبطولة في اليمن، وبحفظ الله ورعايته لرفاقهم في السلاح، الذين يحلّون مكانهم في مقدمة الصفوف في قوات التحالف العربي، لإنقاذ الشقيق والجار من الإرهاب والعدوان على سيادته وأمنه، ولحماية اليمن من صراع المشيئات والهيمنة العنصرية، وفرض الأمر الواقع بيد عصابات حوثية انقلابية، تحالفت مع نزعات الغرور والتسلط، بقيادة رئيس مخلوع، فقدَ كلّ مصداقية، حينما انقلب على مصلحة بلاده وجيرانه وعروبته.

تواصل الإماراتُ مهمتها الضرورية والمشرّفة في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق، ويواصل جنودها الذود عن مستقبل هذا البلد وعزّته ومنعته، وقد أنجزت الدفعةُ الأولى من أبطالنا جزءاً كبيراً من واجبها بعد تحقيق انتصارات عدة، أبرزها تحرير مأرب التاريخية، واسترجاع سد مأرب، الذي أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. فضلاً عن تحرير باب المندب، وإسناد المقاومة الشعبية، وتمكينها عسكرياً ولوجستياً من الجاهزية اللازمة لدخول تعز.

الدفعة الأولى من رجال الإمارات هيأوا كل الظروف الأمنية والسياسية لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن، بعد تأهيل مطارها ومرافقها الحكومية، في إطار رؤية إماراتية شاملة منحت الشعب اليمنيّ كثيراً من الأمل بأنّ الأشقاء في الخليج العربي لن يتركوا بلاداً عربية جارة نهباً للتدخل الخارجي، ولوكلائه المحليين.

لقد ظلّت الإمارات، طوال الشهور الماضية، تؤكد أن مهمة قواتها في اليمن لن تنتهي إلا بإعادة الشرعية، والقضاء على بؤر الإرهاب والانقلاب، ومازالت عند ذلك مع قوات التحالف العربي، تستأنف معركتها لكفّ اليد الطائفية الملوثة بدماء اليمنيين عن العبث ببلد عريق، تربطنا معه حدود وتاريخ مشترك من الأخوّة والمآثر المتبادلة.

ففي ظلال العملية العسكرية وإنجازها على الأرض، كان الهلال الأحمر الإماراتي وفرقه يواصل إنقاذ البنية التحتية التي دمرها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح، وفي أسابيع قليلة تمكّن اليمنيون من مؤسساتهم، وعادوا إلى مراكزهم الصحية ومستشفياتهم، واستقبلت المدارس المؤهلة إماراتياً الطلبة اليمنيين، فيما لاتزال المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الظلام تعيش أسوأ الظروف الإنسانية، وأشدّها قسوة على السكان وحياة بناتهم وأبنائهم.

المهمة في شقّها العسكري لم تنتهِ. وكأيّ قوات نظاميّة، تتّبعُ قواعد مؤسسية في إدارة المعركة، فإن تحريك الجنود ميدانياً يتوخى أهدافاً عسكرية مألوفة في كل جيوش العالم المحترفة، مادام الهدف الاستراتيجي ثابتاً وأساسياً في إعادة اليمن إلى حضوره وسيادته واستقراره وملاحقة الظلاميين، وصولاً إلى حلول سياسية، لا إملاء، ولا استقواء، ولا اعتداء على الشرعية والاستقرار.

نرحّب بأبطالنا العائدين إلى بلادهم وأهلهم وثكناتهم، وكلنا ثقة واعتداد بأنّ إخوانهم في الدفعة الثانية سيواصلون المهمة النبيلة، بالقيم الإماراتية ذاتها، وبعزيمة الرجال التي يعرفها الأخُ والصديقُ عن «عيال زايد». ودائماً نترحّم على شهدائنا، ونفخرُ بدمائهم الزكيّة، وبأرواحهم التي ارتفعت في ساحات العزّ والفخار.

الأكثر مشاركة