ذوو الشهيد القبيسي: استشهاده وسام فخر على صدورنا

عبر ذوو الشهيد مقدم طيار سيف محمد سيف القبيسي، عن فخرهم باستشهاده فداء للوطن والواجب، معتبرين ذلك وسام فخر على صدورهم، مشيرين إلى أنهم تلقوا خبر استشهاده باحتساب وصبر كبيرين، إيماناً بأنه كان يؤدي واجبه ويلبي نداء الوطن.

رسالة من أم الشهيد

وجهت أم الشهيد رسالة إلى جميع الأمهات، قالت فيها: «أنا أم الشهيد مقدم طيار سيف القبيسي، قدمت أغلى ما أملك ليبقى الوطن قوياً آمناً، وغرست في أبنائي حب العطاء للوطن ولقيادتنا الغالية، وأن وطننا العظيم يستحق أن نبذل في سبيله الغالي والنفيس، وأن نبذل أرواح أبنائنا الغالية فداء لتراب دولتنا، وأشكر رب العالمين لأنني أصبحت أماً لشهيد».

 وقالوا إن استشهاده خلال أداء الواجب شرف لا يضاهيه شرف، مؤكدين أنهم على استعداد لإكمال مشواره في الدفاع عن الوطن الغالي بأرواحهم التي تهون أمام ما يقدمه الوطن والقيادة لأبنائهم المواطنين.

وأضافوا: «نعاهد الله على أن نظل أوفياء، والدرع الواقي للوطن، وأن نلبي نداء وأوامر القيادة من اجل استكمال ما قدمه شهداء الواجب والحق».

وتفصيلاً، قال الشقيق الأصغر للشهيد، مانع محمد سيف القبيسي: «نحن جميعاً فخورون بأخي، الذي قدم روحه فداءً لوطنه ودينه، ورغم حزننا الشديد على فراقه، فإننا سعداء بشهادته لعلمنا بمكانة ومنزلة الشهيد عند ربه، وإننا على يقين بأنه حي يرزق في جنات النعيم، ويكفينا فخراً أنه وضع فوق رؤوسنا جميعاً تاج الفخر والعزة، لأنه قدم أعز ما يملك الإنسان، وهي الروح فداء للوطن، وكلنا فداء للوطن، فكل شيء يهون ويرخص في سبيل عزة وطننا الغالي وقيادتنا»، مضيفاً: «استشهد أخي في 27 فبراير 2014، إثر سقوط طائرة أثناء أداء الواجب، وقبل مغادرته المنزل أدى صلاة الفجر، واحتضن أبناءه وأوصى زوجته بهم».

وأوضح مانع، أن شقيقه كان عمره عند استشهاده 33 عاماً، ولديه خمسة أبناء، كان أقربهم إليه الابن الأكبر الذي حزن حزناً شديداً عليه، وقد لحق بأبيه منذ شهرين بعد مرض فجائي تعرض له، مشيراً إلى أن الابن الراحل كان يتمنى أن يصبح مثل والده طياراً مقاتلاً في القوات المسلحة.

وتابع أن شقيقه الشهيد رغم أنه الثاني في الترتيب بين أشقائه الخمسة، إلا أنه كان بمثابة الوالد والأخ والصديق لهم جميعاً وكان أكثرهم وداً، ودائم السؤال والاطمئنان عليهم، وصاحب الرأي والمشورة، الذي يرجعون إليه دائماً، وكانت آخر كلماته لهم قبل استشهاده: «لا تخافوا عليّ أنا من يخاف عليكم».

وأشار إلى أن قيادات الدولة وقفت بجانب الأسرة بعد استشهاد أخيه، وتكفلت بأبنائه، وتلبي جميع مطالبهم، ولا تدخر أي مجهود لمساندتهم والوقوف إلى جانبهم، لافتاً إلى أن أصعب ما واجهه عقب استشهاد أخيه، هي كيفية ايصال الخبر للأسرة خصوصاً والده، فقد كان الشهيد هو الأقرب إلى قلوب الجميع بسبب خلقه وطيبته وشهامته مع القريب والغريب، لكن الله أنزل على قلوبهم السكينة لإيمانهم بأنه كان يؤدي واجبه الوطني.

من جهته، أكد الشقيق الثاني للشهيد، عمر محمد سيف القبيسي، فخره واعتزازه باستشهاد أخيه خلال أداء واجبه الوطني، مشيراً الى أنه تربى على حب الوطن والدفاع عنه.

وتحدث عمر، عن مآثر الشهيد وصفاته، قائلاً: «كان أخاً عطوفاً وحنوناً، وحريصاً على القيم والأخلاق الحميدة والتواصل مع أصدقائه وجيرانه، وكان مهتماً بقضايا وطنه»، مشيراً إلى أنه رغم حزنه الشديد وصعوبة الفراق إلا أنه فخور بأن شقيقه استشهد أثناء تأدية واجبه تجاه وطنه.

وأضاف: «الشهيد سيف كان دائماً ما يدعو الله أن ينال الشهادة في سبيل دينه ووطنه، وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته». وقال: «مستعدون جميعاً لتقديم أرواحنا في سبيل نصرة الوطن وعزته، فالدولة اعطتنا الكثير، ونحن فداء لترابها وجاهزون طوال الوقت لرد جميلها، والتضحية بالنفس هي أقل ما نقدمه لها».

 

إلى ذلك، أكدت والدة الشهيد سيف القبيسي، أن ابنها كان دائم الاهتمام بأسرته الكبيرة والصغيرة، وكان حريصاً على تربية أبنائه على حب الوطن والولاء والإخلاص لقادته، كما حرص على متابعة دراستهم وتشجيعهم على الانتماء إلى القوات المسلحة وأن يعلوا مصلحة وطنهم على أي مصلحة أخرى.

 

وأضافت أن أبناء ولدها الشهيد وأبناءها هم فداء للوطن، مقدمة شكرها لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لوقوفهم مع أبناء الشهيد واحتضانهم لهم.

وقال والد الشهيد محمد سيف القبيسي: «الحمد والشكر لله الذي تفضل علي بلقب والد الشهيد، وقبل أن أعزي نفسي أو أسر شهداء الواجب، أهنئ نفسي وأهنئهم باستشهاد أبنائنا»، مضيفاً: «الابن غال، ولكن الوطن أغلى، ونحن كلنا فداء للوطن، وهناك ثلاثة أشياء لا يمكن المساومة عليها، الله ثم الوطن ثم ولاة الأمر، فهم خط أحمر». ودعا أن يرحم الله شهداء الوطن جميعاً، وأن يغفر لهم ويتقبلهم ويجعلهم شفعاء لذويهم يوم القيامة.

وعبر أبناء الشهيد محمد وفارس ومنصور ونهيان، عن اعتزازهم وفخرهم بوالدهم، وقال محمد الابن الثاني في الترتيب بعد زايد الذي اختاره ربه ليكون بجوار والده: «والدي بطل أتمنى أن أكون مثله، فقد كان دائماً يحدثنا عن عظمة التضحية في سبيل الوطن وشرف الانتماء للقوات المسلحة والدفاع عن أرضنا»، مؤكداً أنه يتمنى أن يصبح مهندساً ويخدم في القوات المسلحة الإماراتية.

الأكثر مشاركة