صبي على متن درّاجة بخارية بعد أن تم علاجه بمستشفى تعز من إصابته في قصف حوثي على المدينة. رويترز

المقاومة الشعبية تحرّر مناطق جديدة في تعز.. وتكبد المتمردين خسائر فادحة

حقق الجيش الوطني اليمني وقوات المقاومة الشعبية، أمس، تقدماً في منطقة نجد قسيم الاستراتيجية التي تربط تعز بعدن، بينما تستمر الاشتباكات في مواقع متفرقة، بالتزامن مع شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح بمحافظة تعز.

وتفصيلاً، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثيين وصالح من جهة أخرى، في مديرية المسراخ ونجد قسيم جنوب غربي مدينة تعز، حيث حققت المقاومة تقدماً في المنطقة التي تربط تعز بعدن. وتعد نجد قسيم منطقة استراتيجية، تسعى الميليشيات للسيطرة عليها لقطع الإمدادات القادمة من عدن للقوات المقاومة والجيش الوطني.

وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن رجال المقاومة نصبوا كميناً مسلحاً استهدف دورية للحوثيين في منطقة نجد قسيم بالضباب جنوب غرب تعز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين إلى جانب إحراق الدورية.

وقالت مصادر محلية، إن عشرات الأطقم المسلحة التابعة للمقاومة تحركت، من منطقة العروس في أعلى جبل صبر المطل على مدينة تعز، بهدف قطع طريق الإمدادات للحوثيين وقوات صالح في المسراخ، والقادمة من دمنة خدير شرقي جبل صبر.

يشار إلى أن طيران التحالف العربي كان قد قصف لأول مرة، أول من أمس، مواقع وآليات عسكرية للميليشيات في منطقة المسراخ.

أما في الوازعية غربي تعز، فقد تمكن رجال المقاومة من تطهير جبل دباسو وجبل الفويقعة في منطقة الأحيوق، ما أدى إلى مقتل أربعة من مسلحي الحوثي وصالح، بينما استشهد اثنان وجرح ثلاثة آخرون من رجال المقاومة خلال المواجهات.

وفي مدينة تعز، تواصلت المواجهات في الجبهتين الشرقية والغربية وسط قصف للحوثيين وقوات صالح على مواقع المقاومة وبعض الأحياء السكنية.

في الأثناء، قالت مصادر إن الميليشيات الحوثية اتخذت إجراءً جديداً ضد المواطنين الراغبين في الدخول إلى مدينة تعز، التي تعيش حصاراً غير مسبوق من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.

وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي وصالح جمعت المواطنين من أبناء تعز وبعد انتظارهم لثماني ساعات امام إحدى النقاط، اشترطت عليهم من أجل الدخول إلى المدينة الهتاف بشعار الحوثي. هذا وقامت الميليشيات الحوثية، أول من أمس، بمنع دخول «باصات» النقل عبر المدخل الغربي، وتفتيش السكان بطريقة مهينة واستفزازية، إضافة إلى مصادرة المواد الغذائية.

 في حين شن مقاتلون قبليون من قبائل الصبيحة في محافظة لحج، هجوماً مباغتاً على القوات الموالية للحوثيين وصالح من جبهات عدة، نتج عنه السيطرة على جبلي ذي عهدة وبخيتة، اللذين كانا تحت سيطرة المتمردين، وأجزاء من منطقة الأحيوق.

وذكرت مصادر أن رجال المقاومة بمديرية المضاربة ورأس العارة جنوب لحج، تمكنوا من السيطرة على جبلي ذي عهدة وبخيتة، واغتنام أسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة.

 من جهة أخرى، شن طيران التحالف العربي أمس، غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح بمحافظة تعز. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية، إن الطيران قصف مواقع تمركز الميليشيا في الدفاع الساحلي بمدينة المخا غرب تعز، وفي مديرية المسراخ جنوب غرب المدينة. وأكدت المصادر أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.

 وقال مصدر خاص في المقاومة الشعبية، إن طائرات الأباتشي قصفت أمس بتسعة صواريخ تجمعات للحوثيين في منطقة المسراخ وسط محافظة تعز، مستهدفة رتلاً ‏عسكرياً، وعربات وذخائر للحوثيين وقوات المخلوع صالح، في سوق نجد قسيم، وإدارة أمن المسراخ، جنوبي غرب تعز، كما استهدفت منطقة العيار الأخلود في مقبنة الواقعة في الجهة الغربية من مدينة تعز، ما ادى الى مصرع العديد من الحوثيين وتدمير منزل القيادي الحوثي عبدالعزيز السعودي ومخازن أسلحة وذخيرة، وضرب إدارة الأمن والنقاط الحوثية في العيار وحواص والكمب.

وتزامنت الغارات مع استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش المدعوم بالمقاومة، والحوثيين في أكثر من جبهة قتال بالمحافظة.

إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية أن التحالف دفع بنحو 120 عربة مدرعة الى جبهة باب المندب ضمن ‏تعزيزات عسكرية من المنتظر وصول المزيد منها الى الجبهة الجنوبية ‏الغربية، وفقاً لمصادر في اللجان الشعبية الموالية للحكومة، في حين حافظ الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على مكاسبهما الميدانية عند الساحل الغربي، بعد ان استعادا ‏مواقع استراتيجية في محيط معسكر العمري شمالي مديرية ذباب ‏الاستراتيجية الممتدة الى مضيق باب المندب.‏

وأفادت مصادر بأن عشرات الدبابات والمدرعات التابعة للتحالف وصلت إلى منطقة ذباب الساحلية شمال باب المندب، قادمة من مدينة عدن لتعزيز جبهه المخا ودعم المقاومة في تعز.

وعلى الصعيد الإنساني، قالت منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان إن حال مستشفيات تعز بلغت مستويات غاية في الخطورة، ودعت جماعة الحوثي وقوات المخلوع إلى رفع الحصار المستمر على المدينة منذ شهر لتجنب تفاقم الوضع.

الأكثر مشاركة