افتتح قمة دولية حول الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت

سيف بن زايد يدشّن خطاً ساخناً للإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال

صورة

دشّن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، خطاً ساخناً للإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال، وهو (116111)، يهدف إلى تسهيل الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال، عن طريق تقديم البلاغات عبر الهاتف وتطبيق «حمايتي» على الهواتف الذكية، والإبلاغ الإلكتروني عن طريق موقع المركز على الإنترنت.

الشعفار: أمن الأطفال أولوية

أكد وكيل وزارة الداخلية، الفريق سيف الشعفار، في تصريحات على هامش القمة، أن «سلامة وأمن الأطفال يمثلان أولوية قصوى لدى دولة الإمارات»، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل باستمرار من أجل تحسين جهود حماية الأطفال من أي شكل من أشكال الاستغلال.

وقال إن «مشكلة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت تعد عالمية»، مضيفاً أن شبكة الإنترنت أصبحت موجودة في كل منزل، ويستخدمها الكبار والصغار، ما سهّل للأسف استغلال الأطفال.


%73 من الأطفال الضحايا لا يبلِّغون

تشير دراسات وتقديرات عالمية إلى أن واحدة من كل أربع فتيات، وولداً من كل ستة أولاد، يتعرضون لشكل من أشكال الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت قبل سن الـ18، وأن 73% من الأطفال الضحايا لا يبلغون أحداً لمدة تصل إلى سنة على الأقل، وأن 45% من الضحايا لا يبلغون أحداً لمدة خمس سنوات على الأقل.

 

وبحسب المنظومة المتطورة، فإنه مجرد وصول البلاغ إلى الخط الساخن، خصوصاً إن كان عاجلاً، يتم إبلاغ غرفة عمليات الشرطة، التي تباشر مهامها في تقديم الدعم، وإذا كان البلاغ لحالة تحتاج إلى دعم اجتماعي أو نفسي تتم إحالتها إلى مراكز الدعم الاجتماعي وإدارات الشرطة المجتمعية.

وأكد سموه في كلمته أمام الدورة الثانية للقمة الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، التي تنظمها وزارة الداخلية، تحت شعار «نحن نحمي»، وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية تعزيز التعاون الدولي للوصول إلى رؤية موحدة لإنهاء استغلال الأطفال، ومنع اغتيال أحلامهم البريئة، عبر السعي الدؤوب لحمايتهم من المخاطر.

وقال سموه: «إننا نجتمع للعمل سوياً من أجل إيجاد حلول ملائمة لقضية الإساءة إلى الأطفال، على أمل أن نقف جميعاً سداً لمن تسوّل له نفسه المساس ببراءة أطفال العالم، ومستقبلهم الواعد».

ونقل سموه إلى المشاركين تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين أعربوا عن أملهم أن تحقق القمة غاياتها بتعزيز أوجه التنسيق والتعاون، للوصول إلى الهدف السامي وهو حماية الأطفال.

 

وقال سموه «إنني أعرب عن خالص تعازي الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، لأسر ضحايا التفجيرات في باريس (مدينة الأنوار)، نتيجة العمل الإرهابي البشع، الذي أطلّ بوجهه القبيح ليغدر بالإنسانية»، مؤكداً «وقوف الإمارات إلى جانب الجمهورية الفرنسية الصديقة، وكل القوى الدولية لمحاربة هذا الوباء واجتثاث قوى الشر والظلام، والفكر المتطرف من جذوره».

وأضاف: «إنني قرأت مقولة في إحدى وسائل الإعلام تصف الإرهاب بأنه (لا دين له)، وأود الإضافة بأن أيديولوجية الإرهاب تثبت كل يوم أنها تستمد تعاليمها من الحقد والكراهية ونبذ الإنسانية وقيم التحضر، وحاشا لله أن يكون لهؤلاء دين سماوي ينص على ما يقومون به من جرائم بحق الأديان والإنسانية».

وأكد سموه أن «الإمارات، كما يعهدها الجميع، وبفضل الله تعالى، ثم قيادة الوطن الحكيمة، تسعى دائماً لتعزيز حماية المجتمع الدولي، وتحرص على محاربة الكراهية أينما وُجدت، مستمدة ذلك من القيم الإسلامية الفاضلة، والأصالة العربية، وعراقة الإرث الحضاري لشعوب المنطقة في الخليج العربي».

وأشار سموه إلى «اعتذار وزيرة الداخلية البريطانية، في اللحظات الأخيرة، نظراً لضرورة وجودها في المملكة المتحدة خلال هذه الفترة العصيبة التي تواجه المملكة المتحدة والقارة الأوروبية والعالم بأسره»، لافتاً إلى أنه «على الرغم من افتقادنا لوجود وزيرة الداخلية البريطانية بيننا، إلا أن رؤيتها وأفكارها حاضرة اليوم في عقول المشاركين».

وأكد سموه: «إننا هنا اليوم لنحمي أغلى ما نملك، ثروة لا تعادلها ثروة، ولنبني سداً منيعاً حتى لا يتحول أطفالنا لقمة سائغة لضعاف النفوس»، مؤكداً أنه «لا نجاح في العمل بشكل منفرد، بل بالعمل مجتمعين لإيجاد بيئة عالمية نظيفة آمنة ومستقرة، تنهض بمكوناتها، وتسخّر طاقاتها على طريق التنمية والرقي، يداً بيد مع سائر شعوب العالم».

وألقت وزيرة أمن الإنترنت البريطانية، البارونة شيلدز، كلمة أكدت فيها «أهمية التعاون الدولي، بما يوفر من بيئة آمنة للطفل على شبكة الإنترنت العالمية»، مثمنة «اهتمام حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها في تنظيم القمة العالمية الثانية للطفل، بما يعزز من جهود التعاون الدولي في حماية النشء من المخاطر».

من جانبها، طالبت ممثلة وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف)، فاطوماتا ندياي، بضرورة توحيد الجهود الدولية لتوفير بيئة آمنة لأطفالنا، لينموا ويتعلموا بالشكل الأفضل والأمثل، مشيرة إلى أن كثيراً ما يُمارس العنف والاستغلال والإيذاء من قبل شخص معروف للطفل، ونسبة صغيرة فقط من أعمال العنف والاستغلال والإيذاء يتم الإبلاغ عنها والتحقيق فيها، ويتعرض عدد قليل من الجناة للمساءلة.

وقال المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة، القاضي الدكتور حاتم علي، إن استضافة الإمارات لقمة «نحن نحمي» الخاصة بحماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت تأتي في سياق دورها الريادي في مجال مكافحة الجريمة وحماية الإنسان بشكل عام، فالإمارات كانت من أبرز الداعمين لهذه المبادرة العالمية لحماية الأطفال.

تويتر