طوابير تعبئة المياه بأحد شوارع مدينة تعز. الإمارات اليوم

تعز تعاني وضعاً إنسانياً كارثياً جراء حصار المليشيات الانقلابية

تعيش مدينة تعز، ثالثة كبرى مدن اليمن، وضعاً إنسانياً مزرياً، جراء الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على المدينة منذ أشهر. وتكمن أهمية العملية البرية الواسعة التي بدأها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، وقوات التحالف العربي، أول من أمس، في فك الحصار عن المدينة، وتحريرها من سيطرة الانقلابيين، بما يؤدي إلى رفع المعاناة عن سكان هذه المدينة.

وتشارك القوات المسلحة الإماراتية بقوة في عملية تحرير مدينة تعز، وفك الحصار الحوثي عن أبنائها، وذلك في إطار جهود دول التحالف العربي لإعادة الشرعية الدستورية في اليمن، حيث دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق المواجهات مع الميليشيات الانقلابية.

• الميليشيات الانقلابية فرضت حصاراً محكماً على مدينة تعز من أربع مناطق، هي الحصب وبير باشا من الجهة الغربية، وثعبات والثورة من الجهة الشرقية، وخط الأربعين وخط الستين من الجهة الجنوبية، ومنطقة نجد قسيم والمسراخ من الجهة الشمالية.

وأحكمت الميليشيات المتمردة حصارها على قلب مدينة تعز، التي عجزت الميليشيات عن السيطرة عليها، إثر مقاومة عنيفة واجهتها من أبناء المحافظة، الأمر الذي أدى بها إلى منع دخول المياه والمواد التموينية والطبية إلى قلب المدينة، بهدف إخضاع أبنائها.

وبحسب المواطنين في تعز، فإن الميليشيات الانقلابية فرضت حصاراً محكماً على مدينة تعز من أربع مناطق، هي الحصب وبير باشا من الجهة الغربية، وثعبات والثورة من الجهة الشرقية، وخط الأربعين وخط الستين اللذان يشهدان مواجهات عنيفة من الجهة الجنوبية، ومنطقة نجد قسيم والمسراخ من الجهة الشمالية.

وتسبب الحصار الذي فرضته ميليشيات الحوثي الانقلابية على تعز في انتشار عدد من الأوبئة والأمراض في المدينة، على رأسها حمى الضنك الذي فتك بعشرات الأرواح في ظل غياب الأدوية والعلاجات اللازمة لمكافحة هذا المرض، إلى جانب انتشار أمراض الكوليرا والملاريا والتيفود وغيرها من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية خاصة عند الأطفال.

ويروي المواطن عبدالله فيصل عبدالسلام لـ«الإمارات اليوم» معاناته وأسرته جراء هذا الحصار، ومنع النقاط التابعة للميليشيات الانقلابية دخول أي مواد تموينية أو طبية للمدينة، موضحاً أنها تقوم حتى بمصادرة أبسط المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ومنع دخولها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية.

ويؤكد فيصل أن الميليشيات في إحدى نقاط الحصار التي تم فرضها على المدينة، قامت بمصادرة قنينة مياه معدنية كانت بحوزة أحد المواطنين.

وهذا ما أكده المواطن عمر طارق الحميري، الذي أشار لـ«الإمارات اليوم» إلى أنه منع في إحدى المرات من إدخال مجموعة من الخضراوات تكفي أسرة واحدة وليوم واحد.

وقال «تمت مصادرة كل ما بحوزتي من أشياء، والتي اشتريتها من مناطق سيطرة الحوثيين، لانعدامها في مناطقنا الخاضعة لسيطرة الشرعية»، لافتاً إلى إنه حتى وإن توفرت هذه الأشياء في مناطقهم، فإنها تكون باهظة الثمن.

هذا الأسلوب العقابي الذي اتبعته ميليشيات الحوثي الانقلابية على أبناء محافظة تعز، هو الأسلوب نفسه الذي كان متبعاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية في مدينة عدن، قبيل تحريرها كاملاً من الميليشيات الحوثية.

ويشير قيادي في المقاومة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم» إلى أن هناك طرقاً فرعية وعرة كان يتم إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية منها إلى المناطق المحاصرة، لافتاً إلى أن التجار كانوا يرفعون الأسعار جراء اتخاذ هذه الطرق الوعرة التي يتم المرور بها، بالتزامن مع الارتفاع الحد لمادة البنزين والديزل، والذي يصل إلى نحو 12 ألف ريال يمني (بما يعادل 200 درهم إماراتي) لكل 20 لتراً.

وأضاف أنه تم استخدام آبار لا يعلم إذا كانت صالحة أم لا، لتوفير مياه الشرب للمواطنين، بعد أن وصلت بعض المناطق إلى حالة جفاف جراء منع دخول مياه الشرب إليها.

ويتناقل المواطنون في تعز حادثة لميليشيات الحوثي الانقلابية حول قيام أحد عناصرها بتلويث مياه للشرب كان مواطن بصدد إدخالها إلى المدينة لإنقاذ إحدى المناطق من حالة جفاف، إضافة إلى حوادث أخرى، منها قيام العناصر الانقلابية بتفريغ محتوى أنبوبة غاز منزلي لمنع دخولها إلى منطقة الحصار.

وأكد منسق المنظمات الأهلية والدولية بعدن، أحمد عبدالله الوالي، أنهم كانوا يتخذون طرقاً وعرة وبعيدة عن الميليشيات الانقلابية لإدخال المساعدات إلى تعز.

وقال لـ«الإمارات اليوم»: «كانت لدينا طريق فرعية واحدة هي طريق نجد قسيم والمسراخ لإدخال المساعدات إلى حدود مدينة تعز، وبعد ذلك هناك من يساعدنا في إدخالها إلى المناطق المحاصرة».

وأوضح الوالي أن مدينة تعز عانت خلال الفترة الماضية حصاراً بشعاً، منع حتى دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستشفيات المدينة، مضيفاً أنه تم إدخال مساعدات كبيرة للمدينة من طرق ملتوية، كانت تغطي جزءاً بسيطاً من احتياجات المدينة الطبية والتموينية.

وأضاف الوالي أنه عقب سيطرة الحوثيين على طريق المسراخ قبل أقل من أسبوع، تم منع دخول أي مساعدات إلى المدينة، وبالتالي كان لابد من البحث عن حلول، وتم إيجاد طريق بديلة وآمنة، لكنها وعرة.

ويرى الوالي أن العملية التي تقوم بها قوات التحالف حالياً من شأنها رفع المعاناة عن أبناء تعز الذين يعيشون أوضاعً إنسانية صعبة في ظل انتشار الأمراض وسوء التغذية.

الأكثر مشاركة