تحرير تعز من أيدي الانقلابيين يعني سقوط مشروعهم إلى الأبد. أ.ب

تعز آخر أوراق الانقلابيين.. وتحريرها يفتح الطريق إلى الشمال

أجمع عدد من الباحثين والمحللين السياسيين اليمنيين حول أهمية محافظة تعز، التي بدأت الإثنين الماضي عملية «نصر الحالمة» العسكرية لتحريرها، لنظام الحكم في اليمن بشكل عام، فتحريرها من أيدي الانقلابيين يعني سقوط مشروعهم، وانتهاء مرحلة حكمهم إلى الأبد، مشيرين إلى أن استماتة المخلوع علي عبدالله صالح على وجه الخصوص، في هذه المحافظة من خلال الدفع بالمزيد من قواته للقتال إلى جانب الانقلابيين فيها، ناتج عن حقد دفين على أبنائها الذين هم من جعلوه يخسر حكمه ويصبح مخلوعاً.

وفي هذا الإطار قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، لـ«الإمارات اليوم»، إن تعز تعتبر المحافظة الأكثر انخراطاً في السياسة، ومنها القادة الحزبيون، وبالتالي فإن استقرارها هو استقرار للأحزاب والعملية السياسية، النقيض لجماعات العنف والسلاح، التي تريد فرض الواقع من خلال القوة والصراع.

وأشار محمد إلى أن سكان تعز يشكلون نسبة كبيرة في الديموغرافيا اليمنية، وفي التواجد في الدولة، وتحرير هذه المحافظة معناه خسارة الثقل البشري، وبإمكان بدء الدولة عملها دون عجز، كما أن تحريرها معناه بداية سقوط محافظات الشمال، وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

وحول استماتة صالح في تعز، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن المخلوع صالح يستميت في البقاء بتعز، بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية، ولما تمثله من ثقل سكاني ورمزية سياسية، وبالنظر إلى حجم الرفض الهائل الذي يوجد في تعز للانقلاب.

وأضاف أن تحرير تعز يعني سقوط الخيار البديل للانقلابيين وهو تأسيس سلطة منفردة في المحافظات الشمالية، عبر استعادة الحدود الشطرية، كما يمثل تحريراً لطاقة بشرية كبيرة سوف ترتد على ما تبقى من المشروع الانقلابي .

من جانبه، قال المفكر والباحث في مركز البحوث التابع لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والمحلل السياسي اليمني، زايد جابر، لـ«الإمارات اليوم»، تمثل تعز أهمية كبرى في الصراع الدائر اليوم بين ميليشيات الانقلاب، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وذلك لموقعها الجغرافي وثقلها السكاني وحملها للمشروع الوطني، فهزيمة ميليشيات صالح والحوثي في تعز ستتبعها هزيمتهم وطردهم من إب، وسيتبعه تحرير إقليم تهامة، وهو ما يسهل على المقاومة والجيش الوطني تحرير إقليم أزال والعاصمة، وباختصار فإن تحرير تعز سيكون بوابة تحرير اليمن بأسره.

أما المسؤول الإعلامي بالمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في تعز، رشاد الشرعبي، فيرى أن أهمية تعز بالنسبة لصالح والحوثي تنبع من حقيقة كونها أكبر المحافظات كثافة سكانية وتعليماً، وتتصدر الثورات ضد الاستبداد والظلم، وأبناؤها ينتشرون في مختلف المحافظات.

وأضاف الشرعبي لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «إضافة إلى ما ذكرت، تمثل تعز أهمية جغرافية كمدخل الجنوب من الشمال ومدخل الشمال من الجنوب وميناء المخاء ومضيق باب المندب التابعين لها».

ولفت إلى أن هناك أسباباً سياسية أخرى تجعل المخلوع والحوثيين يتمسكون بتعز ويستميتون فيها، تتعلق بكونهم أرادوا أن يستخدموها ورقة لتحسين شروط تفاوضهم في «جنيف2» المرتقب، مؤكداً أن عملية تحرير المدينة قادمة لا محالة، وقيادة التحالف العربي وضعت الخطط وأعدت العدة بشكل جيد، وبدأت العمليات لاستعادة تعز إلى حضن الشرعية والعروبة.

أما المحلل السياسي والكاتب اليمني، الذي له «كتابان» حول تعز، توفيق السامعي، فله وجهة نظر أخرى حول ارتباط الانقلابيين والمخلوع بتعز، فيقول لـ«الإمارات اليوم»: «هناك ارتباط عقائدي ومناطقي يعتمده الانقلابيون في حربهم وتمسكهم بتعز، فتحرير تعز من الانقلاب معناه خروج الحكم من الزيدية إلى الأبد وفقاً لوجهة نظر المخلوع».

من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري، لـ«الإمارات اليوم» إن تعز تمثل رمزية الدولة وحاملة المشروع الوطني اليمني كله على مدى تاريخ اليمن المعاصر، ومن يسيطر عليها يخضع له كل اليمنيين، باعتبار تعز هي اليمن، واليمن هي تعز.

ورأى أن تحرير تعز يعني سقوط آخر أوراق الانقلابيين، وزد عليها بتحرر تعز يعني بدء تحرك صنعاء وصعدة في موكب التحرير من الانقلاب، فهي تمثل رمزية الدولة والنظام والقانون.

الأكثر مشاركة