أسرة النجادي: سلطان فقد حياته دفاعاً عن الحق ونصرة للشقيق
عبّرت أسرة الشهيد، سلطان النجادي، عن فخرها بالتضحية التي قدمها سلطان عندما انضم إلى القوات المسلحة، ليشارك في حرب تحرير الكويت عام 1991، موضحة أنه «أراد أن يسجل حضوره في المعركة، من أجل الدفاع عن الحق ومساندة الشقيق، والوقوف الى جانبه ضد الظلم والعدوان، ورفع اسم بلده الإمارات عالياً، من دون أن يلتفت إلى كل ما قد يمثل تحدياً لرجل يقترب من نهاية عقده الخامس».
وقالت: «إنه استأذن أفراد العائلة قبل أن يشارك ضمن قوات درع الجزيرة في عملية (عاصفة الصحراء)، لتحرير الكويت الشقيقة من الغزو العراقي، وهو في سن 48 عاماً».
وشرحت أرملة الشهيد (أم سعيد)، أن «سلطان أخبرها قبل تلبيته نداء الواجب، بأنه سيحارب في الكويت ضمن قوات درع الجزيرة»، مضيفة أنه «أبدى رغبة قوية في نصرة الأشقاء، وأوصاني قبل ذهابه بأبنائه الثلاثة، سعيد وعبدالله وأحلام التي لم يتجاوز عمرها في ذلك الوقت أربعة أشهر، وأوصاني كذلك بأمه وأبيه».
وأكّدت: «كان يوصيني بالاهتمام بالعائلة دائماً، حتى في المهمات العادية، أو عند سفره مع القوات المسلحة، وأكثر من كان يهتم بهم هم والداه وأبناؤه»، مضيفة: «إنهم لم يتواصلوا معه بعد أن قرر الذهاب إلى الكويت، ولم يسمعوا إلا بنبأ وفاته، إثر إحضار جثمانه إلى سلطنة عُمان». وتابعت أن «صورته لا تغادر مخيلة أبنائه، فهم يتحدثون عنه كثيراً، كما لو كان موجوداً بينهم، ويستعيدون كثيراً من القصص والأخبار التي سمعوها عنه من الأقرباء والأصدقاء»، لافتة إلى أنهم «أحبوه كثيراً، وتعلقوا بصورة الشهيد التي تركها لهم، على الرغم من أنهم كانوا صغاراً في السن عند استشهاده في مارس من 1991، إذ لم يكن أكبرهم، (سعيد)، يتجاوز السابعة من عمره، أما ابنه الثاني (عبدالله)، فكان يبلغ عامين من العمر، وابنته الصغرى (أحلام)، أربعة أشهر».
وأضافت أن «سلطان استشهد، لكن صورته لاتزال حية بيننا نذكره دائماً، على الرغم من مرور 24 عاماً على استشهاده، ونعاود الحديث عنه في كل موقف أو مناسبة».
وقال (عبدالله) الابن الأوسط للشهيد سلطان النجادي، إن «والده استشهد عندما كان عمره عامين، وإنه يتذكر كل ما سمعه عنه من والدته وأقربائه وأصدقاء أبيه».
وأضاف: «كانت والدتي تقول دوماً إن والدي أحبنا بشدة، وتؤكّد أنه أوصاها بنا، وعلى الرغم من شعورنا بغياب الأب، فقد لعبت والدتي دوراً عظيماً لمساعدتنا على تخطي تلك الفترة، والحقيقية أننا لم نترك وحدنا، فقد سارعت الدولة بالوقوف إلى جانبنا، ولم تدع مناسبة تمرّ من دون أن تجعلنا نشعر بأن استشهاد والدنا بعد استبساله في الدفاع عن الحق، هو مصدر فخر لنا وللوطن كله».
وتابع: «نفرح بالحديث عن والدنا وعن تضحياته، حتى عندما نفتقده، لأن الدولة ساعدتنا مالياً، ودراسياً، إذ إنني أدرس في الجامعة على حساب الدولة، وأريد أن أتخرج لأخدمها»، موضحاً أن «مكتب أسر الشهداء دائم التواصل معنا لمعرفة احتياجاتنا والنواقص».