تدشين محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية
دشّن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، أمس، محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية لدعم أبحاث واختبارات التقنيات المبتكرة في مجال الطاقة الشمسية المركزة بالإمارات.
وأفاد المعهد بأن المحطة الجديدة ستساعد على اختبار جدوى تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الحرارية في مرحلة ما قبل التطوير التجاري، مشيراً إلى أن المحطة تستخدم برج الطاقة الشمسية المركزة المنعكسة للأسفل في المعهد من خلال تحويله إلى أداة بحثية تساعد على تطوير نظم تخزين الطاقة الحرارية.
تخزين الطاقة الحرارية شهدت مراسم إطلاق محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية، إعلان شركة «إينرجي نست»، الشركة النرويجية المتخصصة في تطوير تقنيات تخزين الطاقة الحرارية، عن الانتهاء من اختبار نموذج تجريبي لنظام تخزين طاقة حرارية تصل إلى 400 درجة مئوية ضمن المحطة، ليكون هذا النظام هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. وتنطوي هذه التقنية المبتكرة الجديدة، التي تستخدم مادة اسمنتية خاصة وسيطاً لتخزين الطاقة الحرارية وتتسم ببنية ذات تصميم ذكي، على إمكانات تؤهلها للمساهمة في خفض تكاليف تشغيل نظم تخزين الطاقة الحرارية ضمن محطات الطاقة الشمسية المركزة بصورة كبيرة. كما تخلل مراسم التدشين عقد جلسة حوارية، سلطت الضوء على الفرص والإمكانات التي توفرها محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية، ومركز مصدر للطاقة الشمسية، لتسريع وتيرة النمو في أسواق الطاقة الشمسية في الإمارات. أبحاث واختبارات تجري العديد من الشركات حالياً أبحاثاً واختبارات ضمن محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية، ومنها شركة «ايبدين المحدودة» اليابانية المتخصصة في الإلكترونيات والسيراميك، التي تختبر مدى قدرة مراياها العاكسة المصنوعة من «كربيد السيليكون» على تحمل الظروف الجوية الصحراوية القاسية، مستفيدة من الإمكانات الكبيرة التي توفرها المحطة. وتعتبر عمليات اختبار وتعديل تقنيات الطاقة الشمسية المركزة ومكوناتها، بحيث تتكيف مع الظروف الجوية للإمارات والمنطقة، من أهم المجالات التي تركز عليها المحطة. |
وتفصيلاً، أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، أمس، إطلاق محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية الجديدة ضمن مدينة مصدر، لتكون بمثابة منصة أبحاث واختبارات لتقنيات وحلول الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، وذلك بهدف إحراز خطوات متقدمة على صعيد التوصل إلى ابتكارات تقنية مهمة في هذا المجال، إلى جانب لعب دور محوري ضمن مركز مصدر للطاقة الشمسية الجديد، الذي تعد جزءاً منه.
وشهد مراسم تدشين المحطة الجديدة وزير الدولة، رئيس مجلس إدارة «مصدر» رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر، الدكتور سلطان أحمد الجابر، كما حضر التدشين السفير النرويجي لدى الإمارات، جينس إيكاس، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية، وسلط فيها الضوء على أهمية علاقات التعاون بين الإمارات والنرويج في مجال البحث والتطوير.
من جهته، أكد نائب الرئيس للأبحاث في معهد مصدر، الدكتور ستيف غريفيث، في الكلمة الرئيسة التي ألقاها، سعي المعهد الدؤوب لإبرام شراكات مع القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز البحث والتطوير الابتكار التكنولوجي في القطاعات الرئيسة بالدولة.
بدورها، قالت المدير المكلّف في معهد مصدر، الدكتورة بهجت اليوسف، إن «محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية ستوفر للشركات الرائدة في مجال الطاقة الشمسية وللجامعات وللطلبة وللأساتذة الباحثين، منصة خاصة بأبحاث واختبارات وعمليات تطوير تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الحرارية».
وأضافت أن «المحطة ستساعد على اختبار جدوى تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الحرارية في مرحلة ما قبل التطوير التجاري، وذلك بتوفير الأدوات والخبرات اللازمة لاختبار هذه النظم ضمن برج الأشعة الشمسية المركزة المنعكسة للأسفل الفريد الذي توفره المحطة، لتمثل بذلك وصلة مهمة تتيح الانتقال بالجيل التالي من نظم الأشعة الشمسية المركزة إلى مرحلة تطوير منتجات ذات جدوى تجارية»، مشيرة إلى أن «هذه المحطة ستسهم في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً في مجال تقنيات الطاقة الشمسية المركزة وريادتها في سوق الطاقة الذي يشهد تطوراً مطرداً».
في السياق ذاته، قال رئيس محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية، والأستاذ المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية وهندسة المواد في معهد مصدر، الدكتور نيكولا كالفيه، إن «المحطة تستخدم برج الطاقة الشمسية المركزة المنعكسة للأسفل التجريبي في المعهد من خلال تحويله إلى أداة بحثية فريدة، تساعد على تطوير نظم تخزين الطاقة الحرارية وتقنيات ومكونات نظم الطاقة الشمسية المركزة».
وأضاف أن «هناك حالياً تركيزاً كبيراً على الخلايا الشمسية الكهروضوئية، بعدما قاد الاستثمار في أبحاثها إلى خفض كلفتها، في حين يبرز استخدام نظم الطاقة الشمسية المركزة بالتوازي مع نظم تخرين الطاقة الحرارية بديلاً للخلايا الشمسية الكهروضوئية، لقدرتها على ضمان توفير إمدادات الطاقة الكهربائية بشكل مستقر ودون انقطاع على مدار الساعة، لتقدم حلاً مهيأ للاندماج، وبمقدوره التغلب على تحديات تخزين الطاقة التي تواجه الخلايا الكهروضوئية».
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إينرجي نست»، الدكتور كريستيان ثيل، إن «محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية تفسح المجال لنا لاختبار تقنية تخزين حقيقية وفريدة، وتعريف العالم بها»، مضيفاً: «إننا متحمسون لتقنية تخزين الطاقة الحرارية الجديدة التي نطورها والآفاق التي تحملها للمنطقة، ونتطلع إلى مواصلة الجهود البحثية وتوسيع نطاق أنشطتنا المشتركة مع شركة مصدر».
وشهدت محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية اختبار طيف واسع من الابتكارات، من ضمنها نوع جديد وخاص من مرايا السيليكون التي يمكن أن تتعامل بكفاءة أعلى مع المناخ الصحراوي في الإمارات، ونظام تخزين يعتمد على خزان منفرد مبتكر لتخزين الطاقة الحرارية واستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية.
وباعتمادها على برج معهد مصدر للأشعة الشمسية المركزة المنعكسة للأسفل (بيم داون 100 كليوواط) الفريد من نوعه، تهدف المحطة الجديدة إلى تأسيس بنية اختبار عالية الكفاءة لتقنيات الطاقة الشمسية المركزة في المنطقة، وتوفير الأرضية لتطوير منتجات جديدة، وتعزيز التعاون مع الشركات والمؤسسات الأكاديمية المحلية والعالمية، وإعداد كوادر بشرية مدربة ومؤهلة في مجال الطاقة الشمسية المركزة وتخزين الطاقة الحرارية في أبوظبي، الأمر الذي يصب مباشرة في مصلحة دعم جهود أبوظبي الرامية إلى تحقيق هدفها المتمثل في توليد 7% من إجمالي الطاقة الكهربائية من خلال تقنيات الطاقة المتجددة بحلول عام 2020.
ومن شأن مخرجات عمليات البحث والتطوير في محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية أن تقود للتوصل إلى الجيل التالي من تقنيات الطاقة الشمسية المركز وتخزين الطاقة الحرارية التي تتميز بفعالية أكبر وكلفة أقل، ما يجعل من الطاقة الشمسية الحرارية خياراً أكثر فعالية لتوليد الكهرباء، اعتماداً على الطاقة الشمسية في الإمارات وحول العالم، ويسهم في دعم جهود الإمارات الرامية إلى تحقيق طموحاتها المتعلقة بزيادة مصادر الطاقة المتجددة.
وبعد محطة اختبار تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تم إطلاقها في يناير 2015، تنضوي محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية أيضاً تحت مظلة مركز مصدر للطاقة الشمسية، أول مركز مستقل من نوعه لاختبارات وأبحاث وتطوير حلول وتقنيات الطاقة الشمسية في دولة الإمارات، الذي تم تأسسيه بالتعاون ما بين شركة «مصدر» ومعهد مصدر.