عبروا خلالها عن فخرهم واعتزازهم بتضحيات أبناء الوطن في ميدان العز والشرف
حضور الشيوخ مجالس العزاء في شهدائنا الأبطال حوّلها إلى ساحات فخر وانتماء
تحولت مجالس عزاء شهداء قواتنا المسلحة، الذين شاركوا في عاصفة الحزم باليمن، إلى ساحات مضيئة بالعزة والنصر، عبّر المشاركون فيها عن مشاعر الفخر والولاء للوطن، ولقيادة الدولة التي حرصت على حضور هذه المجالس ومواساة جميع ذوي الشهداء في مختلف مناطق الدولة.
«شعب وفيّ» - قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال زياراته لمجالس العزاء، إن «شهداءنا جسدوا بصبرهم وإيمانهم قوة الروابط الاجتماعية والتلاحم الوطني في أوساط المجتمع، وبين الشعب والقيادة». وأكد سموه في عزائه لأسرة الشهيد، أحمد هيبتان البلوشي، الذي استشهد متأثراً بجراحه في حادثة مأرب، أن «أبناءنا جميعاً، وشهداء شعبنا الوفي، يجودون بأغلى ما عنده من أجل سمعة الوطن وإعلاء رايته والدفاع عن سيادته وحماية مكتسباته الحضارية والإنسانية». «ثأرنا ما ننساه» أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقباله الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، خلال زيارته للدولة، في سبتمبر الماضي، لتقديم العزاء في شهداء الحق والواجب، أن «مثل هذه الأحداث لن تثنينا عن القيام بواجبنا الأخوي والإنساني تجاه أشقائنا، بل ستزيدنا إصراراً وعزيمة وقوة لتحقيق الأهداف الأمنية والإنسانية في المنطقة»، وقال سموه: «لم نعوّد أهلنا على أن ثأرنا يبات أو يُنسى». «أشهد إني أبوج» قال (مسلم)، شقيق الشهيد حامد العامري، الذي استشهد متأثراً بجراحه في حادثة مأرب باليمن، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خففت الأحزان الثقيلة التي أحسوا بها، مضيفاً: «فور دخوله علينا أحسسنا بالفرح الشديد، لأنه لم ينسَ أي أسرة من أسر الشهداء، وفي أثناء جلوسه معنا كانت تجلس على رجله ابنة أخي الشهيد، (وديمة)، التي قالت بكل عفوية أمام الملأ (أنت أبوي)، ورد عليها سموه بكل محبة (أشهد إني أبوج)»، موضحاً أن كلماته أثلجت صدورهم، وهو يحتضن ابنة أخيهم ذات الأعوام الستة، خصوصاً عندما قال إن «الشهيد ذخر للوطن». «إحدى الحسنيين» قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إن «هؤلاء الشهداء الأبطال، حين لبوا نداء الواجب بهمة الرجال ويقين المؤمنين بكسب إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة، كانوا سيوفنا لمواجهة الباطل دفاعاً عن الحق، هم ومن سبقهم من أشقائهم الشهداء وأشقائهم الذين يواصلون خوض المعارك الآن في اليمن الشقيق». «رد الجميل» أكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، أن «تكريم أبنائنا الشهداء، وتوفير سبل العيش الكريم لذويهم، من خلال توفير المسكن المناسب، جزء من العرفان ورد الجميل لهم، ليكون افتداؤهم للوطن بأرواحهم نموذجاً وطنياً يحتذى به، لأنهم سطروا حروفاً بيضاء بأرواحهم في سجلات وطننا الغالي، وهم يعكسون النموذج الأمثل لمعاني المواطنة الحقة، التي ترسخ مبادئ الانتماء للإمارات والولاء لقيادتها الرشيدة». وقال سموه إن «تاريخ الإمارات الماجد يفخر بتوثيق أسمائهم في سجله الحافل بالإنجاز الوطني، وإنهم سيبقون رمزاً نعظم فيهم ما قدموه في تضحياتهم النبيلة من أجل الحق ونصرة الأشقاء في اليمن الشقيق، الذين تربطنا بهم علاقات وثيقة على مدى الزمن، وتجمعنا بهم وحدة الدم والدين والعروبة». «عيال زايد» قال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، إن «الشهداء هم القدوة الحسنة والمثل لمعنى التضحية والوفاء، وإن تضحياتهم الكبيرة عززت صورة عيال زايد بوصفهم أهل الخير والعطاء، يمدون أيديهم للعون بكل ما استطاعوا إليه سبيلاً، نصرة للمظلوم وإغاثة للملهوف، ومساعدة لكل ضعيف ومحتاج». «تاج على رؤوسنا» قال صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة: «أبناؤنا من الشهداء والمصابين هم تاج على رؤوسنا، ننحني لهم إجلالاً وإكباراً لما قدموه، فهم من نتشرف بهم، داعياً الله لشهدائنا بالجنة، وللمصابين بالشفاء العاجل، ولأبنائنا في اليمن بالنصر القريب». «مجد الإمارات» قال صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين: «بمزيد من الفخر والاعتزاز ننعى شهداءنا البواسل، الذين سطّروا مجد الإمارات، ملبين نداء الواجب دافعاً عن الحق ورفع راية الكرامة في سبيل إعادة الأمل لليمن الشقيق». |
وأظهرت المجالس قوة التلاحم والوحدة وعمق العلاقة الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين القيادة والشعب، وكذا التفاف جميع المواطنين وراء قيادتهم، وأن الجميع على قلب رجل واحد، ضد أعداء الوطن، وسط أجواء من الحماس والاستعداد لتقديم مزيد من الأبناء فداء للوطن الغالي.
ولم تدخر القيادة جهداً أو وقتاً في تأدية صلاة الجنازة على جثامين شهداء الوطن أو حضور جميع مجالس عزاء جنودنا الشهداء وتقديم المواساة لأسر شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الحق والشرعية والعدالة في اليمن الشقيق، والتأكيد على دعمهم الكامل لهم، والوعد بالثأر من الأعداء.
وحرصت القيادة على تبادل الأحاديث الودية مع ذوي الشهداء، والتعبير عن فخرهم، واعتزازه بالتضحيات العظيمة التي سطرها أبناء الوطن في ميدان العز والشرف، وبما جسدوه من تفانٍ وإخلاص وبطولة لرفع راية الوطن خفاقة، وفي سبيل أن ينعم الأشقاء في اليمن بالأمن والاستقرار.
وبعد إعلان استشهاد عدد من جنودنا البواسل المشاركين في عملية «إعادة الأمل» في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، بدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زياراتهما لمجالس العزاء المقامة على مستوى الدولة.
ولم يتوقف سعيهما لزيارة أسر جميع الشهداء على مدار أسبوعين من استشهادهم في حادثة مأرب، في الرابع من سبتمبر الماضي، إذ إنهما كانا يزوران أسر الشهداء، على مدار اليوم طيلة أيام الأسبوع، لرفع روحهم المعنوية وإظهار روح التلاحم الحقيقية بين الشعب والقيادة.
وبدأت زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأسر ذوي الشهداء ومجالس العزاء في السادس من سبتمبر الماضي، بعد مضي يومين من استشهاد 45 جندياً من جنودنا البواسل، وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على مستوى الدولة، وتنكيس الأعلام، إذ إنه بدأ بزيارة أسر 16 شهيداً في مختلف أنحاء الدولة في جولات صباحية ومسائية، وفي اليوم التالي زار مجالس وخيم عزاء 17 شهيداً.
وزار سموه مجلس عزاء الشهيدين سلطان عبيد سيف الكعبي، وعبدالله سعيد شيخان الكلباني، بمنطقة مصفوت في عجمان، ومن ثم في اليوم ذاته زار خيمة عزاء الشهيدين حامد محمد عباس البلوشي، ومحمد إسماعيل محمد يوسف في مدينة كلباء التابعة للشارقة، ومن ثم زار سموه خيمة عزاء الشهداء: جاسم سعيد عبدالله السعدي، ووليد أحمد الظنحاني، وخليفة عبدالله الصريدي، ومحمد الصريدي، وخليفة اليماحي، وراشد اليماحي، في الفجيرة.
فيما بدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارات مجالس أسر الشهداء في السادس من سبتمبر الماضي، أي بعد مضي يومين من استشهاد جنودنا البواسل، وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على مستوى الدولة، وتنكيس الأعلام، إذ إنه زار مجالس عزاء سبعة شهداء خلال اليوم الأول في العين وعجمان، وفي اليوم التالي زار سموه مجالس عزاء 11 شهيداً في الشارقة والفجيرة.
واستكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، زيارة منازل الشهداء في مناطق بعجمان والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة والفجيرة، في فترات صباحية ومسائية، خلال أسبوع منذ استشهاد جنودنا، وتوالت الزيارات على مدى الأسابيع التالية لأسر الجنود الذين استشهدوا متأثرين بجراحهم، وقال سموه، خلال لقاء ذوي الشهداء، إن «ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال ستظل خالدة في عقول وقلوب قيادة وشعب الإمارات، وفي سجل شرف قواتنا المسلحة الباسلة»، مؤكداً أنهم «جسدوا معاني الجندية النبيلة».
وأضاف سموه خلال زياراته أن شهداء الإمارات «هم مبعث فخر واعتزاز لقيادتهم وشعبهم وذويهم الذين ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل إعلاء راية الوطن الغالي، ومن أجل رفع راية الاستقرار والسلام في ربوع دول المنطقة وأمن شعوبها».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن نستمد إيماننا بدولتنا وثقتنا بشعبنا من إيماننا بالله، عزو جل، وإيماننا بالعدالة والسلام والتعايش السلمي بين مختلف الناس، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والثقافية، وهم متساوون في الحقوق والواجبات». وأشار سموّه خلال زياراته لمجالس العزاء، في سبتمبر الماضي، إلى أن «هؤلاء الأبطال وعيالهم هم عيالنا كما هم عيالكم، وما يؤلمكم يؤلمنا، وما يفرحكم يفرحنا، نحن في هذا الوطن أسرة واحدة، لا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين كبير وصغير، ولا بين غني وفقير، نعيش كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تألم له باقي الجسد».
وأضاف سموه: «نحن وإياكم نعتز أيما اعتزاز بتضحيات شباب الوطن وعطاءاتهم وإنجازاتهم في كل حقل وميدان، فهم أسود في السلم والحرب، أسود في العمل والعلم والتقدم في شتى المجالات التي تبني وطناً شامخاً فخوراً بإنجازاته الحضارية والإنسانية، المجد والخلود لشهدائنا الأبطال، عاشت دولتنا حرة منيعة، والعزة والشموخ لشعبنا».
من جهته، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في عزائه لأسر الشهداء البواسل: «إننا نرفع هاماتنا عالياً بمواقف شعبنا المشرفة وبتضحيات شهدائنا الغالية، وبعطاء أبناء الوطن في كل الميادين»، مؤكداً أن «الروح الوطنية لشعب الإمارات الوفي هي امتداد لما تحلى به الآباء والأجداد من شيم الإباء والفداء عندما نذروا أنفسهم لحماية الأرض والعرض، والتمسك بالهوية، والانتماء لهذه الأرض، والذود عن حياضها لتبقى عزيزة شامخة».
وأضاف سموّه: «صور التلاحم والتعاضد والتآزر التي أبداها أسر الشهداء وذووهم، من أمهات وآباء وأشقاء وأبناء، وما عبر عنه شعب الإمارات بأسره في هذا الظرف، تكسبنا طمأنينة، وتزيدنا ثقة بحاضر هذا الوطن ومستقبله الزاهر»، مضيفاً أنها سمة أصيلة من سمات مجتمع الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news