المقاومة الشعبية في صنعاء شكلت أخيراً مجلساً أعلى لقيادتها. أ.ف.ب

غليان في العاصمة اليمنية ينذر بانفجار الوضع

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء غلياناً شعبياً غير مسبوق، نتيجة تردي الوضع في المدينة التي سيطرت عليها ميليشيات الانقلاب عام 2014، وأوصلتها إلى توقف جميع الخدمات عن سكانها، في حين كثفت المقاومة الشعبية في إقليم آزال عملياتها المسلحة ضد الانقلابيين.

وظهرت على السطح، أخيراً، منشورات لناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد بشدة الوضع المعيشي والحياتي لسكان العاصمة، في ظل سيطرة الانقلابيين على مؤسسات الحكم فيها، رغم التحذيرات والممارسة القمعية التي تقوم بها تلك الميليشيات ضد من ينتقدها.

يقول محمد السنباني، من أبناء العاصمة، إن الوضع أصبح لا يطاق ووصلت الحياة المعيشية بهم إلى درجة الجوع، في ظل حكم الانقلابيين، مشيراً لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن هذا الوضع كان سببه السكوت والصمت من قبل السكان على تصرفات تلك الميليشيات، التي لا تفقه في شؤون الحكم والإدارة شيئاً.

وأضاف أن الوضع الذي نعيشه في ظل غياب جميع الخدمات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار الجنوني بشكل يومي، يجعلنا نبحث عن المقاومة والانضمام إليها، لمقاتلة هذه الجماعة الفاسدة، دون خوف أو قلق، ويتساءل: «ما الذي نخاف عليه في ظل هذا الوضع؟ كل شيء فقدناه، وأصبحنا قابعين في البيوت دون عمل أو مدخول نعيش منه».

وتعيش العاصمة اليمنية ظروفاً غاية في السوء، نتيجة توقف جميع المرافق عن العمل، وفقدان الكثير من سكانها مصدر دخلهم اليومي، في ظل الركود والجمود في حركة الاقتصاد، وغياب جميع الخدمات (مياه، كهرباء، صحة، مشتقات نفطية، وغيرها).

وفي هذا الصدد، نفذت حركة «سلام» الحقوقية النسوية، قبل أسبوع، وقفة احتجاجية بمديرية الصافية الواقعة إلى الجنوب من العاصمة، للتنديد بانعدام الاحتياجات الأساسية، وحملت المحتجات أعواد الحطب وجوالين الماء، في رسالة واضحة عن سوء الوضع المعيشي بالعاصمة، في ظل سيطرة الميليشيات وغياب الدولة. وهدفت الوقفة الاحتجاجية، ووفقاً للقائمات عليها، إلى كسر حالة الجمود

والحصار التي امتدت تسعة أشهر، في ظل صمت وتخاذل المجتمع الدولي.
في الأثناء، كثفت المقاومة الشعبية المسلحة في إقليم آزال، الذي تقع العاصمة اليمنية في إطاره، إلى جانب صعدة وعمران وذمار، من نشاطها المسلح في استهداف ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح. وتمكنت المقاومة في آزال من الوصول إلى معقل الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء (الجراف)، واستهدفت بصاروخ «لو» عربية مدرعة تابعة للميليشيات كانت مرابطة في حديقة «الثورة» بجوار وزارة الداخلية التي تسيطر عليها ميليشيات الانقلاب، وأسفرت العملية وفقاً للمركز الإعلامي للمقاومة في آزال، عن مقتل وجرح عدد من عناصر الانقلاب، بينهم قيادي لم يتم الكشف عن اسمه.

وكانت المقاومة نفذت عمليات ضد نقاط للانقلابيين في مناطق عصر والستين الغربي والصافية وشارع تعز، خلال الأيام القليلة الماضية، كما نفذت هجمات عدة في محافظة ذمار الواقعة إلى الجنوب من العاصمة، كان آخرها استهداف تجمع للانقلابيين وسط مدينة معبر إلى الشمال من ذمار، سقط خلاله قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين.

من جانبه، كشف مصدر محلي في محافظة صنعاء، عن ترتيبات يجريها محافظ المحافظة الشيخ عبدالقوي شريف، لتشكيل لجنة أمنية عليا لإدارة وتنسيق العمليات العسكرية بين فصائل الجيش والمقاومة والتحالف العربي.

وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الترتيبات تتم بإشراف من التحالف العربي لتشكيل لجنة أمنية عليا لمحافظة صنعاء، مكونة من قيادات عسكرية وأمنية وقيادات المقاومة، لافتاً إلى أن اللجنة ستتولى عملية الإشراف ووضع الخطط والتصورات، لتطهير محافظات صنعاء من العناصر الانقلابية، والتي من المقرر أن تنطلق عملياتها قريباً.

في هذه الأثناء، كشف مصدر قبلي بمنطقة أرحب الواقعة إلى الشمال من المدينة، حيث الرفض الشعبي الكبير للانقلابيين، عن ترتيبات لبدء مرحلة جديدة من المواجهات المسلحة ضد الانقلابيين بالتنسيق مع المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء برئاسة منصور الحنق أحد أبرز مشايخ المنطقة، على غرار تلك التي جرت أثناء مواجهة قوات المخلوع صالح في أحداث 2011.
 

الأكثر مشاركة