عميد عائلة نوبل : زايد و نوبل رمزان عالميان للتميز

دعا الدكتور كلايس نوبل عميد عائلة نوبل ابن اخ صاحب جوائز نوبل إلى أن تحذو دول العالم حذو الإمارات وتتمثل نهج مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي تناغمت أفكاره مع أفكار ألفريد نوبل في تنوير النفوس بقوة المحبة.

وقال إن شهرة مؤسس اتحاد الامارات بلغت الآفاق بفضل صفتيه الجوهريتين اللتين لا يختلف بشأنها اثنان وهما أنه كان مستمعا جيدا وكان وسيطا فعالا لا يناظره أحد في حل النزاعات.

جاء ذلك في محاضرة له بجامعة زايد خلال زيارته لها مؤخرا والتي أشار فيها الى ان الشيخ زايد أصبح بتأسيسه دولة الإمارات رمزا إنسانيا اقليميا ودوليا مثل مؤسسة نوبل التي أصبحت رمزا دوليا للوقوف وراء السلام والتميز منذ عام 1901 حين نال هنري ديورانت مؤسس الصليب الأحمر أول جوائزها.

وقال : " أن تنتج النفط وبنفس القيم العالية وتؤسس رعاية اجتماعية ورفاها للمواطنين والمقيمين.. هذان المبدآن تشترك فيهما عائلة زايد العربية وعائلة نوبل السويدية ".

وتناول كلايس نوبل في محاضرته ما أسماه "أخلاقيات الأرض" استهلها بالتحية التي ابتكرها وهي "المحبة والخير للأرض" مشيرا الى أن هذه التحية على رغم ما تعبر عنه من مشاعر طيبة ومخلصة فإنها تنطوي على فيض من إشارات التحذير الحمراء التي تتدفق إلينا من قلب أمنا الأرض.

و قال ان هذه العبارة البسيطة /التحية/ تحتمل ألف طريقة وطريقة لتنبيه أهل الأرض وحثهم على أن يبذلوا قصارى جهدهم لتغيير العالم من وضعه الراهن إلى الوضع الذي يجب أن يكون عليه.

واضاف إن هذا يعني أن نقوم بعمل خرافي لكي نغير العالم من عالم مريض مجنون ينوء بأثقال الكراهية والإرهاب إلى كوكب طيب غني بالمحبة يعكس السلام والوفاق والسعادة بين سكانه.

وقال : " إن علينا نحن المهتمين بالبيئة والناشطين في العمل الإنساني وصناعة السلام وتمكين المرأة وتربية النشء على الأخلاق الحميدة تجاه كوكب الأرض أن نكون رأس الحربة عند تحمل هذه المسؤولية وأن نتحلى بالصبر ونكون مؤمنين بأن قطرة الماء إذا سقطت على صخرة فإنها قادرة على أن تحدث فيها ثقبا ".

وأكد أن على ملايين البشر أن يركزوا بأذهانهم وقلوبهم على تحقيق وحدة عقلية عظمى للبشرية قاطبة وأن تحشد الجهود من أجل تحقيق هذه المهمة كأولوية أولى ألا وهي إقامة مستقبل مستدام يتحلى بالكرامة لكل من الأرض وأهلها.

ونبه إلى أن العالم كله يعيش في هذه الألفية الثالثة أزمة شديدة القسوة والأخطار الوشيكة الكامنة خلفها محدقة وهائلة ولذلك يتعين على البشرية أن تغير نفسها وإلا فإنها ستفنى.

واقترح ما اعتبره "خطة عمل دقيقة وقابلة للتنفيذ" للخروج من هذا "المأزق العالمي" وقال: " إن الأزمات الراهنة تؤثر على جميع أشكال الحياة على وجه الأرض البشر و الضفادع و إنسان الغاب و الأسماك و الشعاب المرجانية وحتى الغابات الاستوائية المطيرة.. فلا الأرض ولا البشرية واجهت مثل هذه الكارثة العالمية متعددة الوجوه والتي تزداد تفاقما باطراد على نحو يهدد الغلاف الجوي الهش " .

وحث طلبة جامعة زايد على أن يعمقوا أبحاثهم في كل القضايا التي تتعلق بأخلاقيات الأرض وأن يكثروا من التفكير والتساؤل وطرح الأسئلة مؤكدا أن الأسئلة تكون أهم من الأجوبة في معظم الأحوال.

وعبرت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد عن شكرها وتقديرها لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لدعم استضافة أسرة جامعة زايد للمحاضر السويدي الباحث والناشط الدولي في القضايا البيئية والإنسانية .

وأشارت إلى أن هذه البادرة الكريمة من معالي الشيخ نهيان تعكس اهتمامه بأبنائه وبناته طلبة جامعة زايد والحرص على إتاحة كل الفرص لهم للتزود بالمعارف المفيدة والعلم النافع من خلال الاستماع والتفاعل والتحاور مع أعلام الفكر والثقافة وروادها العالميين.

وكان الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة والدكتورة ماريلين روبرتس نائبة مدير الجامعة بالإنابة قد استقبلا الدكتور كلايس نوبل البالغ من العمر 85 عاما خلال زيارته جامعة زايد برفقة نجله ماركوس نوبل وتبادلوا الحديث حول العلاقة بين العلم والسلام واهمية دور الجامعات وطلبتها في تحقيق ذلك.

تويتر