أكدوا أن الحرفية تظل الشرط الأول لإنتاج مادة مميزة

إعلاميون: التقنية تصنع إعلاماً قليل الكلفة لكنها لا تضمن النوعية

المتحدثون خلال جلسة «توظيف الابتكار في الإعلام وصناعة الأفلام». تصوير: أشوك فيرما

أكد المتحدثون الرئيسون في جلسة «توظيف الابتكار في الإعلام وصناعة الأفلام» التي جاءت ضمن فعاليات اليوم الثالث لقمة المعرفة التي اختتمت أعمالها في دبي أمس، أن المهارة والحرفية المهنية في نقل القصة الصحافية وصناعة الفيلم الروائي أو الوثائقي ستبقى الشرط الأول المطلوب لإنتاج مادة إعلامية نوعية، وذلك بغض النظر عن الأدوات التقنية المتطورة التي استخدمت في عملية الإنتاج، مؤكدين أن «التطور التقني قادر على أن يصنع فيديوهات ومواد إعلامية خلال ثوانٍ، لكنه لا يضمن لها الارتقاء الى المستوى الإبداعي والمهني المطلوب».

ألعاب العقل ترسم عالماً جديداً

قال المذيع التلفزيوني، المتخصص في ألعاب العقل، جيسون سيلفا، إن التغييرات التي شهدها قطاع التكنولوجيا في عصرنا توفر إمكانات جديدة لتحقيق إنجازات تتجاوز حدود القدرة البشرية، مشيراً إلى أن علم الوراثة وتقنية النانو وتقنية الروبوتات (GNR) سترسم العالم في السنوات المقبلة بشكل لم يسبق له مثيل. وتابع سيلفا، خلال الجلسة الختامية لقمة المعرفة، التي حملت عنوان «الابتكار في ألعاب العقل»، إن الإنسانية أصبحت مزودة بأدوات من شأنها أن تسهم في خلق أشكال جديدة للتعبير والجمال. وأشار الى أن الطفرة الهائلة التي شهدتها علوم الوراثة والعلوم الحيوية أسهمت في تسريع مسيرة التطور والابتكار، مضيفاً أن الثورة القادمة في مجال تكنولوجيا المعلومات ستكون في مجال البيولوجيا، الأمر الذي سيسهم بدوره في تحقيق قفزات هائلة في مجال الرعاية الصحية.

اتفاقية بين مؤسستي محمد بن راشد وعبدالحميد شومان

وقعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم مذكرة تفاهم مع مؤسسة عبدالحميد شومان الأردنية، لدراسة إمكان تنفيذ مشروعات مشتركة، تهدف إلى رفع درجة الوعي المعرفي في الوطن العربي، وتعزيز ثقافة الابتكار لدى المجتمعات العربية.

جاء ذلك، على هامش فعاليات قمة المعرفة.

وتضمنت الاتفاقية اتفاق الطرفين على التعاون مستقبلاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك، التي تخدم أهدافهما وتوجهاتهما الثقافية، والتشاور وتبادل الرأي في الأمور التي تنسجم مع أهداف الطرفين، وتبادل الدعوات للفعاليات الثقافية، بما فيها المؤتمرات والندوات والأيام الثقافية التي يعقدها كل طرف، وتبادل المعلومات حول الرموز الفكرية والثقافية والأدبية والفنية في البلدين، بهدف الاستفادة من فكرهم وخبراتهم.

وعرض خلال الجلسة عدد من البارزين في مجال الإعلام وصناعة الأفلام تجربتهم المهنية ما بين الماضي والحاضر، في ظل التقدم والتطور الكبير الذي طرأ على وسائل وأدوات نقل المحتوى الإعلامي. وشارك في الجلسة، التي أدارها مقدم الأخبار والبرامج السياسية في قناة سكاي نيوز العربية، مهند الخطيب، كل من المذيع التلفزيوني جورج قرداحي، والمذيع التلفزيوني ريز خان، ومدير التطوير في قناة ناشيونال جيوغرافيك، ديفيد بينت، والمخرج والمنتج وصانع الأفلام، علي مصطفى، وكاتبة السناريو والمخرجة والمنتجة، نايلة الخاجة.

وعاد قرداحي بأذهان الجمهور الى فترة السبعينات من القرن الماضي، حين بدأ عمله في صحيفة لسان الحال في بيروت، فذكرهم بطباعة المقالات التي كانت ترص داخل الصفحة التي كانت تعرف آنذاك بـ «الملزمة» بسبب تحديدها بإطار معدني للتمكن من صف أحرف كلمات المقالات المكونة من الرصاص داخلها، ومن ثم تغطية الملزمة بورقة من الحبر يتم المسح فوقها بمحدلة لتبرز الأحرف مطبوعة على الصفحة.

وأكد أن التطور التكنولوجي لم يتمكن من دثر التلفزيون، الذي تمكن من اقتحام عالم التواصل الرقمي والالكتروني، وملأ المكان الذي خلق أمامه، فطور من أدواته وأساليبه في نقل الأخبار والصورة، مستفيداً من علاقة تفاعلية بينه وبين وسائل التواصل الاجتماعي وعالم التواصل الرقمي.

من جهته، قال خان إن التطور لم يطل الأدوات والتقنيات الإعلامية، بل أثر وغير في مستوى ونوع المحتوى الإعلامي نتيجة أسباب عدة، من بينها فرض الأدوات التكنولوجية الحديثة إيقاعاً إنتاجياً شديد السرعة، أثر بدوره في المحتوى من كل النواحي، سلباً وإيجاباً.

وعدد خان خمسة عوامل تتحكم في مستوى المادة الإعلامية المنتجة، الخبرية وغير الخبرية، تتضمن الفكرة أو الموضوع المطروح، والشخص الذي يعدها، وكيفية الترويج أو التسويق لها.

الى ذلك، ذكر بينت أن التقنيات الحديثة لعبت دوراً كبيراً في تعزيز جودة المحتوى الإعلامي والمعرفي، وسرعة إعداده، ونشره، ومكنت القناة من الوصول الى عوالم لم تكن تتخيل أنه يمكنها الوصول إليها، وذلك بكلفة إنتاج لا تزيد أحياناً على كاميرا يقدر سعرها بـ 4000 درهم، مقارنة بأجهزة كانت تستخدم في الماضي تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

من جهتها، جزمت الخاجة بأن الانتشار الواسع لتقنيات التصوير وإنتاج الأفلام التي تتيح لأي شخص إنتاج فيلمه على طريقته الخاصة، لا يمكن أن يعوض وجود مهارات حرفية ومهنية هي الأساس في الصناعة، مشيرة إلى أن تلك المهارات لها كلفتها العالمية، ما يحتم ضرورة أن تكون صناعة السينما ضمن قطاعات الاقتصاد المدعوم من القطاعين العام والخاص.

أما مصطفى فقال إنه على الرغم من دراسته صناعة الأفلام في لندن، على الطريقة التقليدية، إلا أنه وجد نفسه يستخدم التقنيات الحديثة التي لم تكن موجودة قبل 10 أعوام خلال دراسته. وتابع أن تطور التقنيات ليس محصوراً في دولة ما، أو مجال محدد، بل أصبح الأمر متاحاً بكل سهولة لمن يرغب في إنجاز إبداعات جديدة.

تويتر