س . ج عن الزواج
نحن أسرة من ستة أشخاص، الأب والأم وأربعة أبناء، والمشكلة أن زوجي يفرق في التعامل بين أبنائنا، ويدلل الابن الأكبر كثيراً، ويفضله عن بقية الأبناء، ويستمع له وحده، ويأخذ برأيه، وينصره في أي موقف على أشقائه بحجة أنه الكبير، ما أوجد شعوراً بينهم بالكُره لأخيهم، ازداد بسبب تصرفات ابني الأكبر معهم وتفاخره الدائم عليهم، واستقوائه بوالده، وحالياً أشعر بالخوف من علاقات الأبناء مع بعضهم في المستقبل، فماذا أفعل؟
التمييز بين الأبناء مشكلة يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، ويترتب عليه كثير من الآثار السلبية على الصغار تمتد معهم حتى يكبروا، وتنشأ بينهم البغضاء بسبب التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الأبناء، وهذه المشكلة قديمة ومتكررة، ولها آثار شديدة الخطورة على الأبناء، وعلاقتهم ببعضهم، خصوصاً بعدما يكبرون، إذ تستمر مشاعر الغيرة والبغضاء وتعكر صفو حياتهم.
إذ يعتقد بعض الآباء أن المسؤول الأكبر عن التمييز بين الأبناء هو الأبناء أنفسهم، بسبب اختلاف الطباع، وحسن التصرف، واللباقة في التعامل مع الوالدين، لتحقيق المطالب، بحيث تبدأ ردود أفعال الوالدين في الاختلاف والتفرقة بقصد أو من دون قصد، سواء في الهدايا أو العطف أو حق إبداء الرأي والاعتراض.
يجب على الوالدين الحرص على متابعة نفسية الأبناء، وفهم دوافعهم وتصرفاتهم ومعرفة احتياجاتهم وردود أفعالهم، وإظهار العطف والمحبة، وتحويلها إلى أفعال وتصرفات، والحرص على المساواة الدقيقة في كل شيء، بداية من المساواة في الطعام، والحديث، والانتباه، والاهتمام، واللعب والتسلية، والهدايا، والعقاب أيضاً، وأخذ القرارات بالأغلبية في ما يخصهم.
يجب أن يعلم الآباء والأمهات خطورة التمييز بين الأولاد، والتفريق بين الأبناء، ونتائجهما المستقبلية، وأنهما سبب رئيس للعقوق، وسبب لكراهية بعضهم بعضاً، ودافع للعداوة بين الإخوة، وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص، فظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الأبناء وانحرافهم.