شرطة الفجيرة تثقّف المجتمع بخطر «التيزاب»
نفّذت شرطة الفجيرة حملة تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بمخاطر استخدام المواد الكيميائية في المنازل، بعد الحادث الذي ذهب ضحيته أربعة أفراد من أسرة واحدة في منطقة «رول ضدنا»، قبل نحو أربعة أشهر. وتستمر الحملة أسبوعين، بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني بالفجيرة، ومنطقة الفجيرة الطبية، متمثلة في قسم التثقيف الصحي، وبلديتي الفجيرة ودبا الفجيرة.
وأكدت رئيسة قسم التثقيف الصحي في منطقة الفجيرة الطبية، سالمة علي صنقور، أن مادة التيزاب (حمض النيوتريك) تعتبر من الأحماض القوية الحارقة إذا تم استخدامها بتركيز عالٍِ، مبينة أنها تستخدم في صنع بعض المفرقعات، وإذابة الذهب، مشيرة إلى خصائص هذه المادة التي تطلق في حالة تفاعلها مع الهواء أو الماء أبخرة خانقة.
وأضافت أن هذه المادة انتشر استخدامها بين أفراد المجتمع كمواد منظفة للتصريف الصحي، إلا أن مجموعة كبيرة من الناس تتجاهل كيفية التعامل معها، لذا لابد من استخدامها بحذر شديد وعناية فائقة لخطورتها، باعتبارها مادة سامة في حال استنشاقها أو بلعها أو ملامستها، وسرعان ما تتفاعل مع الماء والهواء، ما يؤدي الى إصابة مستخدميها.
وشددت على أنه في حال إصابة الشخص نتيجة استخدام مادة التيزاب، يجب نقله إلى مكان فيه هواء نقي، تجنباً للاختناق وحرق المجاري التنفسية التي يسببها بخار المادة المتصاعد، وفي حال توقف تنفسه فمن الضروري استخدام طريقة الإسعاف الأولي.
وأوصت صنقور بأهمية وضع هذه المواد في مكان بعيد عن متناول الأطفال وخادمات المنازل، لأن ملامستها عن طريق الخطأ خطرة جداً، مفضلة الاستعانة بالشركات المتخصصة لاستخدام هذه المواد لتفادي خطورتها.
وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة، العقيد علي عبيد الطنيجي، ضرورة تجنب مثل هذه المواد الخطرة حفاظاً على الصحة، مطالباً المواطنين والمقيمين عند استخدامهم أي مادة خطرة بأن يتبعوا الإرشادات الموضحة على العبوة، لأنها تسبب أضراراً لصحة الإنسان. وأوضح الطنيجي أن استعمال هذه المواد لابد أن يكون عن طريق الأشخاص المخول لهم ذلك، كما يجب أن تكون في مكان مفتوح، وتهويته مناسبة، مع استخدام القفازات لنقل المادة، والأجهزة الواقية تجنباً لأي إصابات.
إلى ذلك، دعا المدير العام لبلدية دبا الفجيرة، المهندس حسن الضب اليماحي، إلى عدم الاستهانة باستخدام هذه المواد، لأنها تعرض مستخدميها للمرض والموت، مؤكداً أن «مادة التيزاب، التي تستخدم لتسليك المجاري ومياه الصرف الصحي، من المواد الحارقة، ويجب استخدامها عن طريق مختصين». وأشار إلى أن هناك مواد أخرى، كالمبيدات والمنظفات والمطهرات، مصنفة حسب وزارة البيئة وبلديات الدولة، يجب عدم استخدامها إلا عن طريق إشراف فني، لافتاً الى أن معظم مستخدمي هذه المواد يجهلون التعليمات المرفقة معها، ما يعرضهم للخطر.
وأوضح أنه تم تعميم قائمة بالمحظورات من المواد الكيميائية من قبل بلدية دبا الفجيرة قبل ست سنوات على المحال الخاصة ببيع المواد الكيميائية، خصوصاً التيزاب، وصودرت كميات من المواد غير المصرح ببيعها.