توتر أمني بين الانقلابيين والقبائل بمحافظة عمران

قوات الشرعية تحقق انتصارات فــــي تعز والجوف وتواصل التقدم باتجـــاه صنعـــاء وصعدة

مقاومون يمنيون في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة. أ.ف.ب

شهدت جبهات القتال في محافظة تعز «جنوب اليمن» تطورات ميدانية جديدة، جاءت رداً على استمرار خرق الانقلابيين للهدنة التي تم تمديدها أخيراً من قبل السلطات الشرعية، فيما حققت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في الجوف تقدماً كبيراً في اتجاه محافظة صعدة معقل الانقلابيين ومحيط العاصمة صنعاء، في حين تمكنت قوات الشرعية، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر من التقدم باتجاه محافظة حجة شمال غرب اليمن، بينما تشهد محافظة عمران توتراً أمنياً بين الانقلابيين والقبائل.

انتفاضة طلابية في محافظة ذمار

شهد محيط العاصمة اليمنية الجنوبي، انتفاضة طلابية في مديرية جبل الشرق ـــ آنس بمحافظة ذمار، وقاموا باقتحام إدارة أمن المديرية والافراج عن معلمين مختطفين لدى الانقلابيين. وذكر مكتب المقاومة الإعلامي في إقليم آزال، الذي يضم محافظات صنعاء وذمار وصعدة وعمران، أن طلاب مدرسة عمر المختار في مدينة الشرق، مركز المديرية، اقتحموا إدارة الأمن التي يسيطر عليها الانقلابيون، وتمكنوا من إطلاق تسعة معلمين بالمدرسة، تم اختطافهم من قبل الميليشيات، بينهم مدير المدرسة.

وفي التفاصيل، شهدت تعز تقدماً كبيراً للمقاومة الشعبية في منطقة الأعبوس جنوب المدينة، وتمكنت من السيطرة على مناطق المصير والراجلة عقب اشتباكات عنيفة خاضتها مع الانقلابيين الذين خرقوا الهدنة، وقاموا بإطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة على منطقة حيفان، وفقاً للناطق باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني.

وأشار الحساني في تصريح لـ«الإمارات اليوم» إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت في إطار الرد على خروقات المتمردين من تحقيق تقدم كبير في حيفان، وسيطرت على «المصير والراجلة»، وهي تتقدم نحو مركز مديرية حيفان.

في المقابل، أكد سكان محليون في المنطقة أن هناك معارك عنيفة تدور بين الجانبين في مديرية حيفان، الأمر الذي دفع سكان المنطقة إلى النزوح إلى مناطق آمنة، خصوصاً أن الانقلابيين يقومون بعمليات قصف عشوائي لقرائهم.

وفي جبهات المدينة، أكد قائد عمليات الجبهة الغربية، توفيق دبوان لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات قامت بقصف منطقة وادي عيسى والدحي وثعبات بالمدفعية والصواريخ، ما دفهم للرد على تلك الهجمات، وصد هجوم الانقلابيين على منطقة المرور، وتم قتل وجرح العشرات منهم.

وقال دبوان إن الميليشيات تقوم بهجمات ليلة مستمرة على جبهاتهم في الجهة الغربية من دون توقف أو التزام بالهدنة من قبلهم، مشيراً إلى أن الانقلابيين شددوا الحصار على المدينة من الجهة الغربية، وأغلقوا شوارعها بالكامل أمام حركة السكان، إلى جانب حصارهم المدينة من مداخلها المختلفة. كما صادرت ميليشيات الانقلاب مواد غذائية كانت على متن 35 حماراً، وهي الطريقة المبتكرة لسكان تعز لإدخال المواد إلى المدينة، كانت في طريقها من دمنة (جنوب شرق) إلى الشقب القريبة من المدينة من جهة الجنوب.

وكان 19 انقلابياً لقوا مصرعهم، وأصيب 23 آخرين، الليلة قبل الماضية، في مواجهات بين الجانبين، فيما استشهد ستة من مقاتلي المقاومة وأصيب 10 آخرين باشتباكات مع الانقلابيين في مناطق ثعبات وكلابة شرق المدينة، في حين استشهد مواطن في منطقة الأقروض بصبر المسراخ بعملية قنص من قبل الميليشيات.

إلى ذلك، قال مصدر في المقاومة في تعز إنه تم ضبط شحنة أسلحة في غرب المدينة كانت في طريقها إلى الانقلابيين من قبل «حزب الله» اللبناني، في عملية دهم وضبط نوعية نفذتها قوات الجيش والمقاومة لأحد مخازن الانقلابيين بالقرب من معسكر خالد الواقع غرب المدينة.

وأكد المصدر العملية، إذ قال إن الانقلابيين قاموا بتخزين تلك الشحنة بعيداً عن المعسكر خوفاً من استهدافه من قبل مقاتلات التحالف، في حين تمت العملية في إطار الجهود الأمنية والاستخباراتية التي تقوم بها عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

وفي محافظة الجوف، تمكنت قوات الشرعية من التقدم إلى مديرية الغيل الواقعة على مفرق الجوف صنعاء مأرب، وتم تأمينها بالكامل، فيما يعد عملية نوعية في إطار فتح الطرق نحو محافظتي صنعاء وصعدة، حيث تتمركز قيادات الانقلابيين وتعد معاقلهم الحصينة.

في هذه الأثناء، عقد قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي، اجتماعاً استثنائياً بالسلطة المحلية بمحافظة الجوف وقادة المقاومة بالمحافظة والمشايخ والأعيان لمناقشة الأوضاع في المحافظة، وسبل تعزيز الجهود لإرساء الأمن والاستقرار فيها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية.

وأعلن الوائلي في الاجتماع بدء المرحلة الثانية لاستكمال تطهير المحافظة من الانقلابيين، وقال «أنظارنا باتت متوجه صوب صنعاء والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت»، كما قام بعملية إشراف على عمليات إصلاح وإعادة التيار الكهربائي للمحافظة في المناطق المحررة، كما قاموا بتفقد عمليات نزع ملصقات وشعارات الانقلابيين في المناطق المحررة.

وكان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من السيطرة على تبة الوسط في المرازيق وأسر 45 حوثياً وقتل 30 وإصابة العشرات، فيما لاذ آخرون بالفرار أثناء دحرهم من موقع تمركزهم في التبة.

وفي مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة، والمحاذية للسعودية، تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، بمساندة طائرات «أباتشي» التابعة للتحالف، من السيطرة على مدينة حرض، وتأمين محيطها الواصل إلى مديرية ميدي، حيث الميناء الأهم بالنسبة للانقلابيين.

وذكر الناشط في مجال الإغاثة وأحد أعيان المنطقة، محمد الريح، لـ«الإمارات اليوم» أن قوات الشرعية تمكنت من السيطرة على «بني الحداد والشعاب»، وهي آخر المناطق التي كان يتمركز فيها الانقلابيون في مدينة حرض، عقب فرار سكانها إلى مناطق آمنة بعد أن كان الانقلابيون يستخدمونهم دروعاً بشرية، الأمر الذي حال دون تقدم الشرعية إليها في اليومين الماضيين.

وأضاف الريح أنه عقب نزوح أهالي تلك المناطق، البالغ عددهم 1200 أسرة، تمكنت قوات الشرعية، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر من السيطرة عليها، وبذلك تكون قد استكملت تحرير حرض بالكامل، بمساندة طائرات «أباتشي»، التي قصفت تجمعات الحوثي وقتلت منهم العشرات، فيما فر عدد منهم الى تخوم وادي تهامة للاحتماء من نيران الطائرات، حسب وصفه.

وشهدت محافظة عمران شمال العاصمة توتراً أمنياً كبيراً بين ميليشيات الإنقلاب والقبائل، الأمر الذي ينذر بمواجهات بين الجانبين، خصوصاً مع فشل قيادات عسكرية وقبلية موالية للانقلابيين في المحافظة بقيادة المحافظ الموالي للانقلابيين فيصل جمعان، من الحصول على تجديد الولاء من القبائل في عمران للانقلابيين في ظل اقتراب الشرعية من العاصمة عبر البوابة الشمالية القريبة من عمران أيضاً.

تويتر