الكعبي نوّه بتدشين أول تجمع لدور الإفتاء وهيئاته في العالم. من المصدر

الكعبي: تحركات الإمارات والسعودية ومصر تبشر بالاستقرار والرخاء العربي

أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، أن هناك تحركاً إقليمياً «عربي ـــ إسلامي»، شهدته كل من السعودية ومصر والإمارات الشهر الجاري، يُعد من المبشرات التي لاح في الأفق سناها، متوقعاً أن تثمر هذه التحركات عن الاستقرار والرخاء، وتفرّج الكروب عن الشعوب.

وتلخصت التحركات الثلاث التي ذكرها الكعبي، في إعلان الرياض تشكيل تحالف إسلامي عسكري، وإعلان القاهرة تدشين أول تجمع لدور الإفتاء وهيئاته في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية لمواجهة فوضى الفتاوى والتطرف والإرهاب، وتنظيم دبي للمنتدى الاستراتيجي لاستشراف المستقبل.

ميلاد حضارة

تحدث الدكتور وجيه محمد زكريا عمران من ضيوف الأزهر عن ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)، واصفاً إياه بأنه ميلاد حضارة نعمت الإنسانية في ظلالها بالتطور والتعايش الحضاري بين الأمم والشعوب، وتناول الدكتور محمود صديق الهواري، من ضيوف الأزهر في كلمته محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أعظم من أسدى للبشرية وللعالم قيم الرحمة والتسامح، فيما تحدث كبير المفتين في دبي، الدكتور أحمد الحداد عن هذه الذكرى داعياً إلى مواجهة من انحرفوا بتعاليم نبينا وكريم سجاياه عن مفاهيم الرحمة والعدالة والمؤاخاة، وأن ينشر المسلمون في العالم القيم الإنسانية الحضارية التي تعترف بأن العباد جميعاً هم خلق الله وأحبهم إلى الله أنفعهم للبشرية.

جاء ذلك، خلال احتفال نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أمس، على مسرح كاسر الأمواج في أبوظبي، بحضور رئيس الهيئة، والمديرين التنفيذيين، ومشاركة وفد من علماء الأزهر الشريف، وعدد كبير من الشخصيات العامة.

وتفصيلاً، أكد الكعبي، أن الذكرى العطرة بالمولد النبوي الشريف، حلّت في وقت ينشغل العالم أجمع فيه ويتوجس من الإرهاب الذي أضر بالعالم الإسلامي وحضارته، وشوه قيم الدين الحنيف بما لم يشوهه أي عدو على مدار التاريخ، مشدّداً على أن التسامح والتعايش الحضاري والتعاون واليسر والرحمة هي القيم الرائعة التي امتدح بها رب العالمين حين وصف نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وقال عز وجل أيضاً «وإنك لعلى خلق عظيم».

وأوضح الكعبي أن الاحتفال الأجدى بهذه الذكرى، يجب أن يتضمن ابتعاث هذه القيم من جديد، وإعادة بثها في المنظومات القيمية والحضارية في الإنسانية الحديثة، والعمل على بنائها في المكونات المعرفية والنفسية والاجتماعية لتنهض بها الأجيال، وتتحلى بها في كل الأحوال، لافتاً إلى أن هذه هي رسالة العلماء والحكماء والمفكرين، كما هي رسالة القادة والزعماء النافذين، في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم أجمع.

وقال: «كان لابد من التنادي لجهد جماعي دولي وتحالف إقليمي وعالمي، للتعاون والتنسيق من أجل درء مخاطر الإرهاب العابر للحدود والقارات، وتحجيمه، بل القضاء عليه في بؤره ومخابئه السرية والعلنية، الفكرية الضلالية، والعملية العبثية».

وأضاف: «لعل من المبشرات التي لاح في الأفق سناها، ونتوقع لها أن تثمر الاستقرار والرخاء، وتفرّج الكروب عن الشعوب، هو هذا التحرك الإقليمي العربي الإسلامي تحديداً في كل من الرياض والقاهرة ودبي، إذ أعلنت الأولى عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري ليكون الرد العملي البارز على دعاة العنصرية وثقافة صراع الحضارات، وكل من يتهم القيم الإسلامية وينشر الكراهية ضد المسلمين».

وأضاف الكعبي: «وفي القاهرة أعلن في اليوم نفسه عن تحالف عالمي من نوع آخر، لا يقل أهمية عن التحالف العسكري، بل هو تمهيد استباقي له، في الفكر والفتوى، يتمثل في تدشين أول تجمع لدور الإفتاء وهيئاته في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية لمواجهة فوضى الفتاوى والتطرف والإرهاب».

وتابع: «وفي دبي، انطلق المنتدى الاستراتيجي لاستشراف المستقبل، وحضره نخبة من قادة الرأي والخبراء من كل أنحاء العالم، بهدف قراءة الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية التي شهدتها دول العالم والمنطقة العربية وتحليل مسار الأحداث وصولاً إلى استشراف حالة العالم في 2016، حيث ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كلمة قال فيها، إن المدخل إلى هزيمة قوى الشر والدمار هو نزع أي صفة حضارية أو عقدية أوعرقية عنها».

الأكثر مشاركة