حولا هوايتهما إلى علامة تجارية مميزة

مواطنان يقدمـــــــان وجبات سريعة بنكهات جديدة في «يا ويلي»

صورة

قرر المواطنان، محمد بن كرم وخالد السويدي، استغلال هوايتهما في ابتكار مأكولات سريعة ذات نكهات غريبة وجديدة في عمل تجاري، وصمما على النجاح وقهر أي معوقات تصادفهما، فلم يلتفتا إلى النصائح المحبطة أو الانتقادات التي وجهت إليهما، وعلى الرغم من أنهما غير متفرغين، إذ يعملان في جهتين حكوميتين، إلا أنهما أسسا مشروعاً منزلياً صغيراً تحت اسم «يا ويلي»، ليصبح خلال سبعة أشهر اسماً جاذباً للزبائن، وبلغ حجم الطلبات نحو 300 وجبة يومياً، ما دفعهما إلى تدشين أول مطعم في دبي يحمل علامتهما التجارية الخاصة «يا ويلي».

وتمكن الصديقان من إنجاح مشروعهما الصغير في البداية، من دون الاستعانة بأي جهات خارجية، وكان شغفهما بابتكار الأطعمة الجديدة دافعهما الأول لتحقيق النجاح، فكانا يقضيان معظم أوقاتهما داخل المطبخ، يبتكران نكهات مميزة، وبالفعل تمكنا من نشر علامتهما التجارية بين العلامات العالمية الأخرى، وخلال فترة زمنية قصيرة بات الزبائن يأتون إليهما من مناطق الدولة كافة.

قصة «يا ويلي»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/413628.jpg

قال الشريك المؤسس لمطعم «يا ويلي» للوجبات السريعة، محمد بن كرم، إنه اختار اسم «يا ويلي» للمطعم بعد أن تكرر استخدامه للكلمة كلما تذوق طعم الوجبات التي يعدها شريكه خالد السويدي.

وأشار إلى أنه تخرج عام 2008 في جامعة أبوظبي حاملاً شهادة مهندس طرق وجسور، وعمل مباشرة في إحدى الجهات الحكومية في أبوظبي، في حين كان خالد يعمل موظفاً في إحدى الجهات الحكومية في دبي.

وقال: «لم ندرس التجارة أو إدارة الأعمال، لكننا حاولنا تطوير أساليبنا والتعلم لإنجاح المشروع خلال فترة قصيرة، وبالجهد والعرق تحقق لنا الحلم، ونسير حالياً بخطى ثابتة نحو النجاح».

وروى بن كرم قصة تأسيس مطعم «يا ويلي» لـ«الإمارات اليوم» قائلاً إنه في 2014 قرر تحويل هواياته هو وصديقه وقريبه خالد السويدي إلى مشروع تجاري، وبدأ التنفيذ بتقديم وجبات من المنزل، موضحاً أن خالد يملك موهبة في الطبخ، ويعشق تطوير النكهات في الوجبات المختلفة، لذلك بدأ المشروع بدافع ممارسة هوايته في إعداد وجبات بنكهات مبتكرة، وبدأ المشروع بتقديم الوجبات السريعة (برجر منزلي) بنكهات غريبة وجديدة.

وتابع أنه منذ اليوم الأول لبدء المشروع إنشآ حساباً خاصاً لهما على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، لنشر أهم الوجبات المقدمة منزلياً بخبرة محلية، مفيداً بأنهما كانا يعملان في المنزل، ويطبخان الوجبات بأنفسهما باستخدام نكهات غريبة مميزة، موضحاً أن خالد يبتكر نكهة لكل وجبة.

وتابع بن كرم أنهما أسسا المشروع في دبي في منزل خالد، وكان يعمل في ذلك الوقت في جهة حكومية بأبوظبي، ما اضطره إلى بذل مجهود مضاعف للتوجه إلى دبي يومياً بعد انتهاء عمله في أبوظبي، ليبدل ملابسه ويعمل بيده من أجل إنجاح المشروع، موضحاً أنهما واجها عدداً من الصعوبات، وتغلبا عليها بالعمل والاجتهاد، إذ إنهما كانا يعملان على إنجاح المشروع، ولم يستعينا بأي موظف لمساعدتهما، إلا بعد أن تمكنا من إنجاح مشروعهما وزيادة الإقبال عليه.

وأضاف «كنا نشتري كل شيء من الصفر، ونعمل على صنعه، سواء من المواد الغذائية أو الأجهزة التي تساعد على الطبخ، وحرصنا على استخدام مواد طازجة 100%، لضمان جودة الوجبات»، مضيفاً أنهما عملا بأنفسهما على إنجاح المشروع خلال أول شهرين، ثم استعانا بموظف لينجز الوجبات خلال عدم وجودهما.

وأشار إلى أنهما تمكنا خلال الأسبوع الأول من بيع ست وجبات يومياً، وتغطية تكاليف شراء التجهيزات بالتالي، وبعد أن نشرا اسم المشروع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنا من بيع ما بين 200 إلى 300 وجبة يومياً، ما دفعهما إلى الاستعانة بموظفين آخرين لمساندتهما في تلبية الطلبات.

وتابع: «فكرنا في نقل المشروع من المنزل إلى موقع جديد، بهدف التوسع، وتحسين خدماتنا، وزيادة الأجهزة التي نستخدمها، فبدلاً من الاعتماد على جهاز واحد كان لابد من توفير 25 جهازاً، لتلبية الطلبات المتزايدة، وبالفعل دشنّا مطعمنا الأول بعد مرور سبعة أشهر من بدء المشروع، واعتمدنا على الحملات الدعائية على (إنستغرام) لإعلام زبائننا بافتتاح المطعم في دبي».

وأشار إلى أنهما واجها عدداً من الانتقادات بسبب خطواتهما المتلاحقة، إذ نصحهما البعض بعدم التسرع في افتتاح المطعم، وأن عليهما إنجاح علامتهما التجارية قبل المجازفة، مضيفاً: «أردنا المجازفة، خصوصاً بعد نشر العلامة التجارية بين عدد من الزبائن، الذين رحبوا بأفكارنا الجديدة، وحاولوا تزكيتها لأقربائهم وأصدقائهم».

وأوضح بن كرم أنهما عيّنا نحو 11 موظفاً عند افتتاح المطعم، من أجل تلبية طلبات الزبائن، وخلال عام واحد من افتتاح المطعم واجها صعوبة في توفير الكم الهائل من الوجبات للزبائن، ما اضطرهما إلى تعيين 30 موظفاً لتحمل الضغط الذي يمرون به.

وتابع: «انشغلنا كثيراً في بداية افتتاح المطعم في تدريب العاملين على الجودة، إذ إننا كنا نطبخ بأنفسنا، وكنا نعرف ما الإضافات التي ينبغي أن نضعها في الوجبات، لكن بعد تعيين الموظفين كان لابد من تدريبهم وفق المعايير التي وضعناها لتبقى منتجاتنا بالجودة ذاتها».

وذكر أنهما استعانا بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في استخراج رخصة للمشروع، بعد إنهاء إجراءات التمويل والتوظيف، مفيداً بأن المؤسسة قدمت لهما تسهيلات كبيرة في استخراج الرخصة وتنفيذ بقية الإجراءات.

وأفاد بأنهما يخططان مستقبلاً لافتتاح فرع ثانٍ للمطعم في مدينة العين، بعد أن شهدا إقبالاً كبيراً على المطعم من زبائن خارج دبي، خصوصاً من مدينة العين، لافتاً إلى أنهما شاركا للمرة الأولى في القرية العالمية، خلال العام الجاري، بكشك صغير لتقديم المكرونة، وإحدى الوجبات التي تخصص فيها المطعم، من خلال مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف: «نخطط كذلك لتوفير سيارة خاصة لتقديم الوجبات السريعة والمأكولات الأخرى التي نقدمها في المطعم في المناسبات العامة»، موضحاً أن السيارة ستكون عبارة عن مطعم مصغر متنقل، يقدم الوجبات للزبائن في هذه المناسبات، لكن بطريقة مبتكرة، بحيث تختلف عن الفرع الرئيس.

تويتر