الهاشمي: «التضحية» عقيدة راسخة في الجندي الإماراتي
قال رئيس الإدارة التنفيذية للتحليل الاستراتيجي في وزارة الدفاع الإماراتية، اللواء الركن طيار عبدالله الهاشمي: «العقيدة العسكرية لدى الجندي الإماراتي تختلف عن مثيلاتها في دول أخرى، فالجندي الإماراتي يحب بلاده ويضحي من أجلها من قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة، وهو أمر عفوي من عند الله، مغروس في وجدان الإماراتيين، ونابع من حب الوطن والقيادة».
وأضاف الهاشمي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «جيش الإمارات فاجأ العالم بقدراته وعتاده وتخطيطه وتنفيذه، كما أضافت قواتنا المسلحة عنصراً آخر للمفاجأة، تمثل في أن الجيش وجد الشعب خلفه يؤازره ويدعو له بالنصر، خصوصاً بعد خسائر تعرض لها وراح ضحيتها شهداء، فضرب الشعب الإماراتي صورة عظيمة في التلاحم مع القيادة، وكلما نخسر شهيداً تزداد لحمتنا الوطنية».
واعتبر أن «العدو الحوثي ارتبك عندما وجدنا متلاحمين أكثر رغم خسائرنا، إذ اكتشف الحوثيون أن المصائب تزيدنا اتحاداً»، مضيفاً: «أريد أن أروي لأبناء الإمارات قصة أن ما حدث مع بعض جنودنا لم يكن في وقت اشتباك عملياتي، وهنا أرجح أنه كان غدراً، فالجندي الإماراتي مدرب على أعلى مستوى، وبشهادات من أكفأ جيوش العالم، وأبناؤنا يقدمون مهارات قتالية بارعة في ميدان المعارك، ولدينا من الخبرة والعتاد ما يضمن لنا التفوق الميداني في أي حرب».
وحول حياة الترف والرفاه التي يعيشها أهل منطقة الخليج، قال اللواء ركن طيار الهاشمي: «أعتقد أننا نعيش حالة ثراء وترف فعلاً، لكن الدين الإسلامي منبعه الجزيرة العربية، وينبغي أن يدرك الجميع أننا مهما عشنا ترفاً ورفاهية، فإننا لا نضع سيوفنا ولا نترجل عن صهوات الخيول، فأبناء الجزيرة أسود ضارية، وسيبقون كذلك، والميدان يثبت كلامي».
وأفاد بأن «دولتنا صغيرة في الحجم نسبياً (83 ألفاً و600 كيلومتر مربع)، لكنها في المقابل كبيرة في الفعل، ونحن موجودون على الساحة الدولية منذ السبعينات، حينما شاركنا في قوات حفظ السلام في لبنان، وكذلك قدمنا مساعدات إنسانية كثيرة حول العالم، ولنا مواقف سياسية وعسكرية لإعادة الحقوق إلى أصحابها ودعم الشرعية».
وأكد رئيس الإدارة التنفيذية للتحليل الاستراتيجي في وزارة الدفاع: «نحن في الإمارات أصحاب أيادٍ بيضاء، نبذل لأجل غيرنا دون توقف، وفي المقابل جنودنا أسود في المعارك، وهم مصدر فخر للعسكرية الوطنية، فمنذ 36 عاماً وأنا أرتدي هذا الزي العسكري، ولم أشعر بفخر كما أشعر به الآن، بعدما رأيت بعيني بسالة الجندي الإماراتي في ميادين القتال والشرف، هؤلاء الشباب الذين رفعوا هاماتنا وبيّضوا وجوهنا، ولا أدل على ذلك من جندي مصاب يطلب من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يذهب إلى اليمن مرة أخرى فور امتثاله للشفاء».
وتابع الهاشمي: «هل هناك أقوى من هذا الموقف دلالة على التضحية والولاء للوطن والقيادة؟ فجنود الإمارات يستحقون التحية لأنهم فعلاً أسود الجزيرة العربية، ونحن نطبق المقولة العسكرية التي تقول (نقاتل كما نتدرب)، ونمنح جنودنا التدريبات التي تؤهلهم لخوض معارك وتحقيق الانتصارات تحت أي ظروف، وفي أي طبيعة جغرافية، أو فصل من فصول السنة، وعندما اقتضت الضرورة وجودنا في كوسوفو تواجدنا، وحينما استدعت الظروف ذهابنا إلى الصومال ذهبنا، وعندما نُودينا في اليمن ها نحن في اليمن».
وأردف: «نحن عسكريو دولة الإمارات، واثقون بقوتنا وجيشنا العظيم، وندرك إمكاناتنا جيداً، لكن المكسب الأول للجيش يتمثل في معرفة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة مكانة هذا الجيش وقدراته، كذلك فإنه يخطئ من يظن أن النظر إلى قوة جيش الإمارات مرتبطة بعدد أفراده، فجيش الإمارات تعداده مليون فرد، بتعداد شعب الإمارات، وهذا مكسبنا الأول والأخير في تلك المعادلة، في التلاحم الذي رآه الجميع بين الشعب والقيادة والجيش، فالإيمان بالمصير الواحد يخلق شعوراً في نفوسنا يجعلنا شعباً متماسكاً مترابطاً حول قيادتنا».
وعن توقعاته بموعد انتهاء المعركة العسكرية في اليمن، قال الهاشمي:«عندما يسلم الحوثي إلى قرار الأمم المتحدة رقم 2216 بخصوص اليمن؛ ونحن لا نريد الحرب، ولا نبدأ بها، لكننا تعودنا ألا نبدأ شيئاً دون أن ننهيه، فإما السلم أو السلم».