%70 زيادة في أسعار الأسماك بأبوظبي
شهدت أسعار الأسماك، منذ بداية الأسبوع الجاري، ارتفاعاً كبيراً، تزامن مع تحذير المركز الوطني للأرصاد من ارتياد البحر في هذه الفترة، بسبب تقلب الطقس.
وقال بائعو أسماك في سوق الميناء في أبوظبي، إن الأوضاع الجوية أسهمت في قلة المعروض، لافتين إلى أن «الارتفاع في أسعار الأسماك وصل في بعض الأنواع إلى 120%، فيما لم تقل نسبة الزيادة على 70% في جميع الأنواع».
من جهتهم، عزا مستهلكون غلاء الأسماك إلى تلاعب التجار بالأسعار، ومحاولتهم استغلال سوء الأحوال الجوية في مثل هذا الوقت من العام.
ومن ناحيتها، أكدت جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، أن «الأسعار لم تشهد زيادة كبيرة»، لافتة إلى أنها «تتساوى مع أسعار الفترة نفسها من العام الماضي».
وتفصيلاً، أكد بائع الأسماك في سوق الميناء، عمرو أحمد، ارتفاع أسعار الأسماك منذ بداية الأسبوع «بسبب نشاط الرياح، وقلة أعداد مراكب الصيد في البحر، ما نتج عنه قلة في المعروض»، وتابع أن «ارتفاع أسعار الأسماك المحلية أثر أيضاً في أسعار أسماك المستوردة، مثل الروبيان والسلمون والأستاكوزا».
وقال إن «سمك الكنعد ارتفع من 20 درهماً للكيلوغرام إلى 45 درهماً، والهامور من 30 إلى 50 درهماً، والقباب من 60 درهماً للحبة إلى 100 درهم، والشعري من 20 إلى 35 درهماً»، مشيراً إلى أن «ارتفاع سعر سمك هامور أبوظبي صاحبه ارتفاع سعر سمك الهامور العماني والسريلانكي، فيما وصل سعر الروبيان كبير الحجم إلى 120 درهماً، والمتوسط إلى 90 درهماً، فيما يبدأ الصغير من 60 درهماً، ووصلت الاستاكوزا (الحبة) إلى 160 درهماً، بعد أن كان سعر الكبيرة منها لا يتجاوز 100 درهم».
وذكر بائع الأسماك، محمد سعد الله، أن أسعار الأسماك موسمية، ويساعد على ارتفاعها مرورها بأكثر من مرحلة قبل وصولها إلى المستهلك، إذ يبيعها صيادون إلى موزعين، وينقلها هؤلاء بدورهم إلى الموردين، قبل أن تصل إلى البائعين، ويضاف من خمسة إلى 10 دراهم للكيلوغرام في كل مرحلة، حسب نوع السمك، ما يسهم في زيادة السعر، خصوصاً عند تحديد السعر الأول من المركب بناءً على الكميات التي تم صيدها ومقارنتها بكلفة الرحلة، وإضافة هامش البيع إليها.
وأشار سعد الله إلى أن «كثيراً من الصيادين يمتنعون عن نزول البحر في أوقات اضطرابه، أو عند وجود رياح شديدة، إضافة إلى أن المراكب تظل قريبة من الشاطئ ولا تتوغل في العمق، نظراً لخطورة الوضع الجوي، كما أن فترة بقائها في البحر تكون أقصر بكثير من المعتاد، حيث تعود في اليوم نفسه، فيما تستمر الرحلة يومين أو ثلاثة أيام، حين يكون الطقس معتدلاً»، لافتاً إلى أن «كل ذلك يؤثر في الأسعار».
وأكد الصيادون عبدالعزيز رشيد، وسيد البحراوي، ومحمد سراج، أن حصيلة الصيد منذ بداية الشهر الجاري تراجعت بصورة ملحوظة، بسبب سوء حالة الطقس وارتفاع الموج، مشيرين إلى أن الكميات التي تصل يومياً للأسواق أقل بكثير من المعتاد، ومعظمها يتم اصطياده بالقوارب الصغيرة من مسافات قريبة من الشاطئ.
وتابعوا أن أصحاب المراكب والصيادين هم أكثر المتضررين، بسبب قلة الإنتاج وتوقف العمل، مشيرين إلى أن «التجار هم المتحكمون في تحديد الأسعار، وليس أصحاب المراكب، كما يظن البعض. إضافة إلى أنهم يبرمون اتفاقات في ما بينهم لشراء الأسماك من المراكب في المزادات بأقل الأسعار، لتتضاعف مكاسبهم».
وشكا متسوقون ارتفاع غلاء الأسماك، متهمين التجار باستغلال المناسبات وتقلبات الطقس، للمبالغة في الأسعار.
وأكدوا أن الزيادة وصلت في أسعار بعض الأنواع إلى 100% مقارنة بما كانت عليه قبل أسابيع.
وقال المتسوقون محمد المنصوري، وخالد علي، ونورة ناصر، ورانيا سليم، وسحر رمضان، إن ارتفاع أسعار الأسماك داخل أسواق السمك وفي محال بيع الأسماك في مراكز التسوق، غير منطقي، لافتين إلى أن «هناك تلاعباً بأسعار الأسماك، واستغلالاً من جانب التجار للظروف الجوية الحالية».
في المقابل، أكد رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك في الدولة، رئيس جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، المستشار علي محمد المنصوري، أن أسعار الأسماك تتحدد في المقام الأول بحالة الطقس والقمر، لأن «اضطراب الأحوال الجوية يمنع المراكب من النزول، كما أن غياب القمر يمنع صيد بعض أنواع الأسماك لفترات قد تصل إلى 15 يوماً، خصوصاً الأسماك المهاجرة».
وأكد المنصوري أن الأسعار لم تشهد زيادة كبيرة، معتبراً أن الزيادة تتساوى، أو تقل، بالمقارنة مع الأسعار التي شهدها السوق العام الماضي خلال الفترة نفسها.