يمنية تحارب الانقلابيين بتنظيم عروض سينمائية بمقهى في صنعاء
على مسافة قريبة من أجواء الحرب، بادرت شاعرة يمنية بمشروع لعرض أفلام سينمائية عربية وأجنبية في مقهى بصنعاء، لتثبت أن الأحلام ممكنة، وأن عدم صلاحية أي دار عرض سينمائية في العاصمة، لا يصادر حق الجمهور في المتعة والخيال.
والعروض، التي بدأت في الرابع من نوفمبر، بالفيلم التسجيلي القصير «يمنيات يصنعن التغيير»، تنظم يوم الأربعاء من كل أسبوع، وتستمر حتى 16 مارس المقبل.
وقالت مخرجة الفيلم، الشاعرة سماح الشغدري، رئيسة مؤسسة «صوت للتنمية»، التي تنظم مشروع «سينما صوت»، إنه يهدف إلى إعادة الاهتمام بالسينما كفن له تأثير إيجابي في المجتمع «ويوسع الآفاق تجاه الفن والثقافة وحرية التعبير والتفكير الإبداعي والابتكاري والترويج لمبدأ المساواة والمشاركة للنساء».
وأضافت أنها اختارت مقهى «كوفي تريدر» بوسط صنعاء لعرض الأفلام، بسبب عدم وجود قاعة عرض سينمائية مجهزة، إذ أغلقت كل قاعات العرض التي تمتلكها الدولة. ولا يمكن التواصل مع وزارة الثقافة للتنسيق لفتح قاعة بسبب سيطرة ميليشيا الحوثيين الطائفية على العاصمة.
وأشادت بالتجاوب مع العروض من جمهور يضم نشطاء وأكاديميين وإعلاميين، بينما كان الأكثر حضوراً طلاب الجامعة.
وقالت إن تنظيم عروض للأفلام في مقهى من شأنه أن «يلفت النظر إلى إغلاق أكثر من 25 دار سينما في اليمن»، ويمنح أملاً لصناع الأفلام الشبان في جدوى استخدام أدوات جديدة للتعبير، واستكشاف طرق جديدة في العمل الثقافي والسينمائي وإنتاج الأفلام ومشاهدتها.
وتأمل أن يؤدي التفاعل مع عروض الأفلام إلى ترميم وصيانة دور السينما المهجورة في اليمن، تمهيداً لإعادة افتتاحها وبناء دور عرض جديدة بعد انتهاء سيطرة الميليشيات على العاصمة، حيث تصلهم أصوات الانفجارات أثناء مشاهدة بعض الأفلام.
وسماح الشغدري عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وصدر لها ديوانا «زهرة الماس» 2005 و«نسيج العتمة» 2010.
وقالت إن مؤسسة «صوت للتنمية» غير الربحية تأسست عام 2010، وإنها ذات توجه ثقافي وإعلامي «لإيماننا العميق أن الثقافة هي الأداة الوحيدة التي يمكن من خلالها (أن يحدث) تغيير سلمي مبني على الرؤى والأفكار والنقاشات».
وتشمل العروض أفلاماً روائية وتسجيلية عربية وأجنبية. وقالت إن الأفلام المعروضة تعالج قضايا مثل قمع النساء وحقوق الإنسان، كما «تحرص على مناقشة موضوعات ذات عمق غير مستفز، ومباشر، يمكن أن تصدم الجمهور، كون المجال مفتوحاً لكل الفئات، واليمن يمر بظروف استثنائية تسيطر عليها جماعة مسلحة».
وتأمل في نهاية المشروع أن ينشر كتاب يوثق التجربة لعله يحفز ممولاً آخر على دعم مرحلة ثانية أملاً في «تكريس ثقافة ارتياد السينما وجعلها ظاهرة يمكن أن تتوسع وتنتشر».