اقتراب الشرعية من صنعاء يربـــك الانقلابيين.. وغارات على مســـقط رأس صالح

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، حالة من الارتباك الشديد في تحركات ميليشيا الانقلاب، وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، مع اقتراب قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من تخوم المدينة، في حين تواصل مقاتلات التحالف دك تجمعات ومعسكرات الانقلابيين وآلياتهم العسكرية في أكثر من منطقة في العاصمة وضواحيها، ومنطقتي بير الهذيل والمحاقرة، بمديرية سنحان مسقط رأس المخلوع، الذي بدأ يستشعر الخطر من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه.

ففي حين عادت ظاهرة نزوح سكان العاصمة اليمنية صنعاء إلى الواجهة، مع الحديث حول اقتراب المقاومة وقوات الشرعية من أبواب المدينة الشرقية والشمالية، بدأ عدد من مالكي المنازل في المدينة القيام بحفر «ملاجئ» في عقاراتهم، أو ما يطلق عليها في اليمن بـ«بدرومات»، التي تفرض حولها عدداً من الأسئلة حول استخدامها، ومن يمتلك تلك العقارات، هل هم من الانقلابيين أو أنصار صالح، أو من السكان غير الموالين لأحد؟ وهل ستستخدم للاحتماء من المعارك، أو لتخزين المؤن والعتاد للميليشيات؟ وما استطعنا فقط الحصول عليه من أحد مالكي تلك العقارات، الذي ينفذ عملية حفر أسفل بنايته في منطقة هبرة، قوله «استعداداً لما سيحل في المدينة»، دون إضافة مزيد من التفاصيل.

احتجاجات نسوية ضد الحوثي

نظمت حركة «إستوب» النسوية في اليمن، وقفة احتجاجية أمام جامعة صنعاء، للمطالبة بالإفراج عن مختطفين لدى ميليشيات الحوثي وصالح. وتعرضت المشاركات في الوقفة إلى تهديدات من قيادي في الميليشيات، لفض التجمع والمغادرة، فيما تمسكت المحتجات بمطلبهن، بشأن إطلاق أقاربهن المختطفين فوراً.

كما شهدت المدينة فتح مقار للتبرع بالدم من قبل الانقلابيين في صنعاء القديمة، في إطار دعم المتمردين تحت شعار «دعم المجهود الحربي» للدفاع عن صنعاء، الأمر الذي يعكس مدى التخوف والهلع اللذين تعيشهما قيادات المتمردين، نتيجة وصول الشرعية إلى أبواب المدينة. في الموازي، لم تشهد المدينة حالات تهافت أو شراء وتخزين للمواد الاستهلاكية، كما شهدتها إبان اقتحام الميليشيات المدينة في 2014، الأمر الذي عزاه رجل الأعمال صفوان حميد، لـ«الإمارات اليوم»، إلى الشعور بالارتياح من قبل سكان المدينة لمن هم قادمون إليهم، باعتبارهم شرعيين ومدعومين دولياً، وتقف خلفهم دول الخليج.

على صعيد متصل، كشف قيادي في حزب المخلوع صالح، أن الأخير وجه خلال اجتماعه بعدد من قياديي اللجنة العامة للمؤتمر الأسبوع الماضي، بالتواصل مع قيادات الحزب من الصفين الثاني والثالث، لتجديد الولاء والقسم باستمرار الطاعة له شخصياً هذه المرة، وليس للحزب، الأمر الذي يعد مؤشراً إلى مدى عدم الثقة التي وصل إليها المخلوع بقيادات حزبه، من عدم إطاعته أو تنفيذ أوامره، خصوصاً أن معظم قيادات الصف الأول للحزب انشقوا عنه، وانضموا إلى الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم» أنه تم توزيع منشور يحمل القسم الجديد بالولاء والطاعة للزعيم، (وهي الصفة التي يطلقها أنصار صالح عليه منذ إطاحته في 2011)، الأمر الذي دفع الكثير من قيادات الحزب للإحجام عن الرد على رسالة القسم أو التفاعل معها، حسب قوله.

وشهدت صنعاء خلال اليومين الماضيين أيضاً، تداول منشورات وأخباراً تحاول كسب التأييد من سكان المدينة، وتحمل نوعاً من الطمأنة للمواطنين بأن هناك قوات تحت مسمى الفرقة «7-7» تم تدريبها في دول مختلفة من العالم، إبان حكم صالح، بالتعاون مع الولايات المتحدة، وهي قوة لديها من التسليح النوعي ما لم يكشف عنه من قبل، ستشترك قريباً في المعارك الحالية.

وأكد قيادي عسكري في العاصمة لـ«الإمارات اليوم»، أن تلك الأنباء وما قاله صالح، يعدان مؤشراً إلى مدى الضعف الذي وصلت إليه قواته والمتمردون، جراء المعارك التي تخوضها الشرعية والمقاومة ضدهم من تسعة أشهر، ونتيجة الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف على معسكرات القوات الموالية له.

وأشار إلى أن المخلوع يحاول رفع المعنويات في أوساط أنصار حزبه، والموالين له، بالحديث عن «عدم بدء المعركة» بعد مرور نحو العام من المعارك، وبعد وصول قوات الشرعية والمقاومة والتحالف إلى أبواب العاصمة ومعقل صالح.

على صعيد المعارك، في منطقة نهم وبني حشيش، شمال وشرق العاصمة، تواصل قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، بمساندة مقاتلات التحالف، تطهير المناطق الواقعة بين مثلث مأرب نهم بني حشيش.

وذكر مصدر في مقاومة صنعاء، أن قوات الشرعية تقوم بعمليات تأمين للمناطق التي تقع بين مديرية نهم شمالاً، ومديرية بني حشيش، على الجبهة الشرقية للعاصمة، للحفاظ على التقدم الذي أحرزته في تلك المناطق أخيراً، والاستعداد لبدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية على جبهات أخرى، تبدأ من مأرب خولان، ومأرب بني حشيش، ومأرب نهم أرحب، ومن نهم إلى بني حشيش وأمانة العاصمة عبر فرضة نهم وبيت دهرة.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على العاصمة وضواحيها، مستهدفة مسقط رأس المخلوع صالح في سنحان، حيث قصفت تجمعات للمتمردين في منطقتي بير الهذيل والمحاقرة، بسنحان جنوب العاصمة، كما استهدفت قاعدة الديلمي ومطار صنعاء في شمال العاصمة، واستهدفت تجمعات للمتمردين كانوا يتمركزون في قاعة إكسبو «أبولو» في شارع الستين بالعاصمة، القريب من فج عطان، بعد أن استولوا عليها إبان اقتحامهم المدينة في 2014، كما قصفت مقاتلات التحالف مقر ألوية الصواريخ بفج عطان جنوب المدينة، كما شنت طائرات التحالف غارات مكثفة استهدفت مخازن السلاح في جبل النهدين ودار الرئاسة في العاصمة صنعاء.

في الأثناء، استكملت قوات الجيش اليمني، أمس، سيطرتها على معسكر الحرس الجمهوري الشهير بـ«معسكر المحصام» شرق مدينة حرض في محافظة حجة.

وذكرت مصادر محلية في المنطقة أن قوات الجيش الوطني تمكنت من السيطرة على هذا المعسكر الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة وحصار عسكري استمر أياماً عدة، قتل فيها عشرات المسلحين والجنود الموالين للحوثي والمخلوع صالح.

يأتي هذا التطور العسكري الجديد بعد ساعات من إعلان اللواء الركن عادل القميري، قائد المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، أن منطقة حرض الحدودية في محافظة حجة أصبحت تحت السيطرة العملياتية بالكامل.

وقال القميري ــ في تصريحات صحافية أمس ــ إن ثمة جيوباً يتم التعامل معها من قبل قوات الجيش الوطني، مؤكداً أن محافظة الحديدة هي الهدف المقبل لقوات الشرعية.

وفي حجة، دفعت ميليشيا التمرد بتعزيزات عسكرية ضخمة عبر الطريق الرابط بين الحديدة ومدينة حرض، التي باتت قوات الشرعية تفرض سيطرتها عليها.

وأكد مصدر في مديرية حرض، لـ«الإمارات اليوم» مرور عدد من الآليات العسكرية التابعة للمتمردين باتجاه حرض، قادمة من الحديدة على الخط العام.

وفي محافظة ذمار، تمكنت المقاومة الشعبية بالمحافظة من تنفيذ عملية نوعية ضد المتمردين في حارة الناصر وسط المدينة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ«آر بي جي»، ما أوقع عدداً من القتلى والمصابين في صفوف المتمردين.

وفي محافظة إب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على معسكر تدريبي بالقرب من مقر لواء الحمزة في شرق المدينة، الذي يعد المزود الرئيس للمتمردين بالتعزيزات في جبهات تعز ولحج والضالع، حيث نفذت المقاومة عملية نوعية أسفرت عن أسر سبعة من الانقلابيين، بينهم قيادي بارز، كانوا في طريقهم من دمت إلى مريس شمال الضالع.

الأكثر مشاركة