إنجاز الهيكل التجريبي لـ «خليفة سات».. والبدء بـ «الفعلي» العام الجاري

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أن موعد إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» سيكون خلال الربع الأول من 2018، بعد استكماله في عام 2017، لافتاً إلى الانتهاء أخيراً من التصميم النهائي للهيكل الهندسي التجريبي لـ«خليفة سات» والبرامج والأنظمة التي يحتويها ومراجعتها، وسيتم خلال المرحلة المقبلة تصنيع القمر الفعلي لـ«خليفة سات».

وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف الشيباني، خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن مراحل تصنيع القمر، إن إنجاز فريق عمل «خليفة سات» للتصميم النهائي للهيكل الهندسي التجريبي للقمر لا يعد إضافة في مجال بناء وتطوير القمر الاصطناعي فقط، بل في قطاع تصنيع الأقمار الاصطناعية في الدولة، موضحاً أن نجاح المهندسين الإماراتيين في قيادة وتنفيذ المشروع هو تحدٍّ كبير وامتحان لإمكاناتهم».

وأضاف أن «مشروع (خليفة سات) الخطوة العملية الأولى لتصنيع قمر اصطناعي إماراتي بأيدٍ إماراتية، في مختبرات تقنيات الفضاء في دبي».

إيقاف «دبي سات 1»

قال مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية، ومدير مشروع القمر الاصطناعي «خليفة سات»، عامر الصايغ، إن المركز أوقف القمر الاصطناعي «دبي سات 1» عن التقاط الصور، بسبب انتهاء عمره الافتراضي مع بداية العام الجاري، واكتفى بالاستعانة بالقمر الاصطناعي «دبي سات 2».

وشرح أن «القمر لايزال في مداره، ويتم الاستفادة منه في مجالات غير التصوير، لكنه لن يستخدم في التقاط الصور».

يشار إلى أن العمر الافتراضي لـ«دبي سات 2» يبلغ خمس سنوات.

وأوضح أن المركز، بتوجيه من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، بدأ في إعداد خطة طويلة المدى، لمدة 15 عاماً، تشمل جميع المشروعات والبرامج الفضائية التي يعتزم المركز تطويرها ووضعها في إطار استراتيجي متوافق مع رؤية الإمارات، ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن تكون الإمارات ضمن الدول الكبرى في علوم الفضاء بحلول 2021، موضحاً أن الخطة تتضمن مشروعات المركز في قطاع الفضاء والعلوم والطاقة، بحيث يسهم في دراسات توليد الطاقة في الدولة، والانتهاء من الخطة خلال ستة أشهر.

وأكد مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية، ومدير مشروع القمر الاصطناعي «خليفة سات» عامر الصايغ، الانتهاء، أخيراً، من بناء التصميم الهندسي التجريبي للقمر، والبرامج والأنظمة التي يحتويها ومراجعتها، موضحاً أن «هذه الخطوة تسبق تصنيع القمر الفعلي، الذي سيطلق خلال الربع الأول من 2018 على متن الصاروخ (إتش 2 أي) التابع لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة».

وأضاف أن 45 مهندساً إماراتياً بدأوا بالعمل في المشروع منذ الإعلان عنه في 2013، وزاد عددهم خلال 2015 ليصبح 68 مهندساً إماراتياً يعملون على تطوير نموذجين متكاملين للقمر الاصطناعي، وإجراء الاختبارات لضمان نجاح إطلاقه.

وأضاف أن القمر الاصطناعي يحتوي على سبعة ابتكارات فضائية توزّعت على كاميرا التصوير لتحسين درجة وضوح الصور، وتطوير تقنيات لزيادة سرعة تنزيل الصور والتواصل مع القمر نفسه من أي مكان في العالم، وتطوير تقنيات تحريك القمر في الفضاء لتوفير صور ثلاثية الأبعاد بكمية أكبر، وتطوير تقنية التحكم الأوتوماتيكي بالقمر، وتطوير تقنية تحديد مواقع التصوير ما يجعله من أفضل الأقمار الاصطناعية العالمية في مجال توفير الصور العالية الجودة، إضافة الى إدخل تحسينات على سرعة الاستجابة ودقة تحديد مكانية عالية.

وتابع الصايغ أنه تم تصنيع أكثر من 20 لوحة إلكترونية جديدة تحتوي الابتكارات المستحدثة للقمر، وتحوي هذه الألواح أكثر من 20 ألف قطعة إلكترونية، وتصنيع أكثر من 5000 قطعة ميكانيكية، مختلفة الحجم والشكل، من الألمنيوم والبوليمر المقوى بألياف الكربون والحديد الصلب.

وأكد شحن الهيكل الميكانيكي للقمر الاصطناعي إلى كوريا الجنوبية لاختبار الهيكل على درجات عالية من الاهتزازات، للتأكد من جاهزية التصميم والبدء بإعداد الهيكل الفعلي.

وأوضح أن «خليفة سات» يختلف عن الأقمار الاصطناعية التي سبقته إلى الفضاء، «دبي سات 1» و«دبي سات 2»، إذ إن عرض الصورة يصل إلى 12 كيلومتراً، ويتم تحديد الطول وفق المنطقة التي يمر عليها، مضيفاً أن درجة وضوح صورة القمر تصل إلى 0.7 متر، وأن لديه 14 مداراً حول الأرض خلال الـ24 ساعة، يلتقط في كل مدار نحو أربع صور.

وقال مهندس النظم في مشروع «خليفة سات»، محمد عبدالرحيم الحرمي، إن «خليفة سات» سيمر على الدولة، وتحديداً دبي، خمس مرات يومياً، في حين أن «دبي سات 2» يمر أربع مرات، ما يسهم في تغطية أكبر والتقاط صور أكثر للمنطقة في أوقات مختلفة.

وأفاد مهندس البرمجيات في المشروع، إبراهيم المدفع، بأن «العمر الافتراضي للقمر الاصطناعي (خليفة سات) أطول نسبياً مقارنة بالأقمار الاصطناعية الأخرى، إذ أخذ في الحسبان تعرض الأجهزة لأشعة الشمس، وتأثرها بالغلاف الخارجي، إضافة إلى عوامل أخرى قد تتسبب في تلف الألواح والكاميرات، لذا كان لابد من تطوير القمر ليستمر فترة أطول ممكنة».

الأكثر مشاركة