المرشد الأسري
-- يستخدم ابني الصغير أساليب لا أعرف مقاصدها رغبة منه في تلبية رغباته الشخصية، ما يجعلني ضعيفاً أمام مطالبته الذاتية.
- يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً إن الطفل وإن كان صغيراً أو يبدو ضعيفاً إلا أنه قوي العواطف، ذكي في إثارة المشاعر، ماهر بأساليبه الملتوية وتقنياته المتعددة، محاولاً التملك أو السيطرة أو مجاهداً في الوصول إلى المراد أو المطلوب، وله مواهب دقيقة في تحليل الشخصيات يدرك مواطن ضعف الوالدين، فيستغلها.
ويتعرف الطفل إلى مواطن القوة فيهما فيتجنبها، يختبر السلوك، ويحلل المقاصد، ويدرك بعد التجربة النتائج والعواقب، يختبر أحد والديه بتقنيات عاطفية، مثل الحزن أو البكاء، فإن نفعت أصبحت عادة لا يودّ تركها لأنه يرى منها المقاصد والرغبات، فإن لم يجد الاستجابة منهما جرّب تقنيات أخرى، مثل التهديد أو التخويف، يقوم مثلاً بضرب رأسه على الجدار فيسيل منه الدم، أو يرتمي على الأرض بالصراخ والعويل، فإن وجد من قبل والديه التعاطف رفع صوته ينتظر منهما سرعة التصرف في هذا الموقف الصعب، وإيجاد حل للمشكلة بقصد تلبية رغباته وتنفيذ أوامره بلا تأخير ولا مماطلة.
فإن لم يفلح في هذه المرة كرّر المحاولة أكثر من مرة وبطرق مختلفة، فإن لم يجد منهما تعاطفاً ولا تجاوباً فكّر بأساليب أخرى لفظية كأن يقول لهما أو يخاطب أحدهما بنبرة حزينة أنا لا أحبكما، أو أنا زعلان منكما، حتى يدخل في قلبيهما الشعور بالتأنيب والإحساس بالذنب.
والطفل إذا طلب شيئاً فلم يجد من والديه التلبية، استخدم بعضاً من تلك التقنيات، وله استعداد للصبر وقوة التحمل، وإن أتم على هيئته يوماً كاملاً بشرط الوصول إلى رغباته المنشودة. قد يستخدم هذه الأساليب الابتزازية في الأماكن العامة ولا يود أحد والديه أو كليهما رؤيته بهذه الصورة المحرجة المثيرة للشفقة، فيقومان سريعاً بتلبية حاجته. إن معرفة هذه التقنيات يجعل الوالدين في حالة التبصر للمقاصد، وإدراك للسلوك، وأفضل طريقة للحل هو عدم تلبية الرغبات بأساليبهم الملتوية، ولكن نحاول أن نلبي رغباتهم بأساليب تربوية قبل ان يطلبوها، نتعرف إلى نفسياتهم قبل أن يعبّروا عنها، نسارع إلى تنفيذ احتياجاتهم الضرورية قبل أن يضطروا إلى ابتزازنا.
المستشار الأسري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news