يوفر 5800 درهم سنوياً لكل تلميذ

مختصون يدعون إلى «التدخل المبكر» لتقليل الكلفة المالية للإعاقة

التدخل المبكر يقلل النفقات المالية المخصصة للبرامج التربوية الخاصة. من المصدر

أكد مختصون في التربية الخاصة وعلم الاقتصاد أن التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، يسهم في تجنيبهم كثيراً من الصعوبات الحياتية والنفسية، ويجنب أسرهم جانباً من الآثار الاقتصادية التي قد يتعرضون لها، إذ يوفر عليهم ما لا يقل عن 1600 دولار سنوياً (5876 درهماً) للشخص من بداية سنوات الدراسة، حتى سن الـ 18.

50 طفلاً

قال مدير مركز التدخل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، محمد فوزي، إن المركز يستهدف الأطفال من ذوي الإعاقة من عمر الولادة حتى خمسة أعوام، للوقاية والتدخل المبكر، عبر تطوير الخدمات التدريبية والعلاجية المقدمة مباشرة لنحو 50 طفلاً في الفصول الدراسية في المركز.

كما يقدم خدمات الإرشاد الأسري في المنازل لنحو 150 طفلاً من إمارات الشارقة وعجمان ودبي، ويقدم خدماته لأطفال من الإمارات كافة والدول المجاورة.

 

وأضافوا، خلال مشاركتهم في مؤتمر التدخل المبكر، الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمس، في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وافتتحه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الإمارة،

أن «التدخل المبكر هو خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، سواء على صعيد الدولة أو الأفراد»، داعين الأسرة الى لعب دور بارز في تقييم سلوك الرضيع.

ويستهدف التدخل المبكر الأطفال ذوي الإعاقة من عمر ستة أشهر حتى خمسة أعوام، عبر تطوير المهارات والسلوك اللفظي والحركي.

وتفصيلاً، قالت الدكتورة سالي محمد فريد، وهي مدرس اقتصاد في جامعة القاهرة، إن التدخل المبكر لا يعود بالفائدة على الطفل فقط، بل يشمل الأسرة والمجتمع، مبينة أنه «كلما كان التدخل أسرع كانت النتائج التي يحصل عليها الطفل أفضل، واندماجه في المجتمع أكبر».

وتابعت أن «المشكلة أن كثيراً من أسر أطفال ذوي الإعاقة لا يؤمنون بجدوى البرامج التربوية وبرامج تعديل السلوك، ويعولون على التدخل الطبي فقط»، مشيرة إلى أنه «على الرغم من أهمية التدخل الطبي، إلا أنه لن يساعد الطفل من الناحية السلوكية والتربوية، للوصول الى مرحلة تعديل السلوك إلا من خلال اختصاصيين تربويين لديهم الخبرة الكافية لتطبيق برنامج التدخل المبكر».

وشدّدت على أن «التدخل المبكر يقلل النفقات المالية المخصصة للبرامج التربوية الخاصة، بسبب اعتماد الطفل ذي الإعاقة على ذاته».

وتابعت: «يسهم التدخل المبكر في الطفولة الأولى، وتحديداً ما قبل سن المدرسة في تنمية المهارات المركبة وتوجيه الجسم والجلوس والوقوف والمشي والتوازن، إلى جانب نمو المهارات اللفظية، والكلام، وعادات الطعام،

أما الفوائد الاقتصادية للتدخل المبكر فتتمثل في أنه يقلل عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة في المدارس، فالإجراءات الوقائية تلعب دوراً مهماً في تقليل عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات خاصة في المدارس»، مشيرة إلى أن «دراسات حديثة أثبتت أن التدخل المبكر يوفر مبالغ سنوية سنوياً لكل تلميذ معاق طوال سنوات الدراسة».

 

من جانبه، أكد مدير مركز التدخل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، محمد فوزي، أهمية استخدام أدوات الفحص التنموية للرضع من عمر ستة أشهر، مستعرضاً دراسة أجريت في عدد من رياض الأطفال في الشارقة، أظهرت فاعلية التدخل المبكر في وقاية الأطفال المعرضين لخطر صعوبات اللغة لدى تلاميذ رياض الأطفال.

 

وأكد أن «هناك أهمية بالغة لتطبيق مثل هذه الاختبارات على الأطفال الرضع، نظراً إلى عدم قدرة الأهل على متابعة تطور النمو لدى أبنائهم، وكشف من قد يكون لديهم تأخر في قدراتهم النمائية».

ولفت الدكتور أحمد الفواعير، وهو استاذ مساعد في التربية الخاصة في جامعة نزوى في سلطنة عمان، إلى أهمية قياس مدى اكتساب العاملين في مجال التربية الخاصة للمعارف والمهارات اللازمة لمعرفة التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة، مثل مهارات التكيف والابتكار، مشيراً إلى أن «19% من حملة شهادة الماجستير العاملين في مجال التربية الخاصة لا يملكون المهارات المطلوبة، وترتفع النسبة الى 22% لدى حملة الدبلوم».

تويتر