الأمم المتحدة تعلن تأجيل محادثات السلام بشأن اليمن

تقــدم لقــوات الشـرعيـة في الجوف وصنعاء.. واشتباكات في تعز

قوة من الشرعية اليمنية خلال دورية حول مطار عدن. أ.ف.ب

تواصلت عمليات التحرر من ميليشيا التمرد والانقلاب في اليمن، والمواجهات العنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة من جهة، وقوات المخلوع صالح والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى، على مختلف الجبهات في مأرب والجوف وصنعاء وتعز وحجة، وسط غارات مساندة من قبل التحالف العربي، وعمليات نوعية للمقاومة في إقليم تهامة بغرب اليمن. سياسياً أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، أن إجراء محادثات سلام بشأن اليمن في الـ14 من يناير الجاري لم يعد واقعياً، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية تفكر في موعد جديد.

وتفصيلاً، قال القيادي في المقاومة الشعبية عبدالله الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، إن المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح، انسحبوا من مواقع عدة في محيط منطقة العقبة في الجوف، خصوصاً أسفل العقبة، مخلفين عتاداً وأسلحة وآليات بينها «آر بي جي» ومدفعية ورشاشات، وأطقم عسكرية.

مؤكداً أن مقاتلات التحالف شنّت غارات عنيفة على تجمعات المتمردين في العقبة والغيل وخط الجوف مأرب، أدت إلى تقهقر المتمردين من تلك المواقع، ما دفع قوات الشرعية والمقاومة لتحقيق تقدم فيها.

وأشار الشريف إلى أن لواء 101 يقوم الآن بعمليات عسكرية في منطقة الغيل، لاستكمال تطهيرها، والتوجه نحو محاصرة صعدة، المقر الرئيس للمتمردين، بدعم من قوات التحالف، فيما يقوم لواء النصر بقيادة العميد أمين العكيمي، بعمليات تطهير بقية محافظات الجوف العالي.

وشنّ طيران التحالف العربي، أمس، أربع غارات على منطقة جارفة بمديرية بلاد الروس في محافظة صنعاء.وتأتي هذه الغارات بعد ساعات على غارات أخرى شنها طيران التحالف على مواقع المتمردين في منطقة جبل هيلان بمديرية صرواح في مأرب، وغارات أخرى على مناطق تجمع الميليشيات في محافظة الجوف.

واستهدفت الغارات مركبات للميليشيات في جبال هيلان، ومضادان أرضيان نوع 23 في غارتين في العقبة ومديرية الغيل بالجوف.

وعلى صعيد الاشتباكات البرية، أفاد مصدر بسقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الضباب.وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن الجيش الوطني والمقاومة صدا هجوماً على منطقة ميلات بالربيعي غربي مدينة تعز.

وفي منطقة نهم في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء، تمكنت المقاومة الشعبية من التقدم إلى منطقة آل عامر، في مسعى منها لاستكمال تطويق منطقة الفرضة التي تعد النقطة الأخيرة في نهم، قبل التوجه إلى مشارف العاصمة اليمنية صنعاء.

وذكر مصدر بالمقاومة في نهم لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تمكنوا من تطهير منطقة الوادي جنوب شرق فرضة نهم، وتقدموا نحو نقيل الكناة، المحاذي لمديرية بني حشيش لتعزيز الجبهة هناك ودعمها بالعتاد والرجال.

وفي محافظة تعز، قال الناطق باسم المجلس العسكري بالمحافظة، العقيد منصور الحساني، لـ«الإمارات اليوم»، إن جبهة الضباب غرب المدينة شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة وقوات الشرعية من جهة، وميليشيا التمرد وقوات المخلوع صالح من جهة، تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على التبة الحمراء والكرساح، بعد معارك عنيفة سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.

وفي جبهة المسراخ في منطقة صبر جنوب غرب المدينة، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة من صد هجوم عنيف للمتمردين، مساء الاثنين، على منطقة الكريف، استشهد فيها اثنان من المقاومة، وسقط أربعة جرحى، فيما قتل خمسة من المتمردين، وأصيب العشرات.وفي جبهة الشقب في صبر أيضاً، أوضح الحساني، أن مقاتلات التحالف شنت غارات على المنطقة، واستهدفت تجمعات للمتمردين في باب عدن واحد وباب عدن اثنين ومنطقة الصراط، ما أدى إلى مقتل 15 من المتمردين، وإصابة العشرات، في حين تمكنت المقاومة وقوات الشرعية من إحراز تقدم كبير بالمنطقة.

وأشار إلى أن المقاومة وقوات الشرعية تمكنتا من السيطرة على تبة الصالحين (أكمة الحود)، وغنمتا أسلحة متوسطة وخفيفة وقنابل يدوية وذخائر، وفي السياق ذاته، سقط خمسة شهداء، وهناك ستة جرحى من أفراد المقاومة.

في الأثناء ذكر القيادي في المقاومة الشعبية في المنطقة الغربية توفيق دبوان، لـ«الإمارات اليوم»، أن منطقتي الحصب وجولة المرور شهدتا مواجهات عنيفة بين المقاومة والمتمردين، تمكنت فيها المقاومة من إعطاب آلية عسكرية، وقتل اثنين من المتمردين.

وأشار دبوان إلى أن الجبهة الشرقية للمدينة تشهد مواجهات عنيفة في منطقة ثعبات، وأن مقاتلات التحالف شنت غارات على المنطقة لمساندة المقاومة وقوات الشرعية فيها، فيما تمكنت المقاومة والشرعية من صد هجمات مختلفة للمتمردين في المناطق الشرقية والغربية خلال الساعات الماضية.

وأوضح أن ميليشيا المتمردين واصلت قصفها لأحياء المدينة بالمدفعية، ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة 19 آخرين في أحياء عصيفرة والشماسي والتحرير وثعبات وحوض الأشراف، كما قصفت الميليشيات قرى في صبر بعد فشلهم في التقدم بمنطقة الشقب.

في الأثناء عزّزت قوات المتمردين من وجودها في منطقة القصر الجمهوري، ووصلت إلى المنطقة آليات عسكرية تابعة لها.

وفي محافظة البيضاء، واصلت قوات الشرعية والمقاومة هجماتها في مناطق ذي ناعم وآل حميقان، وذكر مصدر في المقاومة أن 13 من المتمردين قتلوا في تلك المواجهات، فيما اندلعت مواجهات جديدة بين الجانبين في منطقة ومة في منطقة الضحوة بمديرية الزاهر.وفي محافظتي حجة والحديدة على الساحل الغربي لليمن، تمكنت المقاومة في إقليم تهامة، من تنفيذ عمليات نوعية ضد المتمردين وقوات المخلوع صالح، أسفرت عن مقتل خمسة منهم، وإصابة أربعة آخرين.وشنت المقاومة في إقليم تهامة، عمليات هجومية عدة، استهدفت المتمردين في شارع الخمسين بالقرب من فندق الاتحاد بمدينة الحديدة الساحلية.

وفي محافظة حجة، هاجم رجال المقاومة بالرصاص الحي والقنابل اليدوية تجمعاً للحوثيين في أحد محال تغيير الإطارات بمنطقة كعيدنة، وأدى الهجوم إلى مقتل مسلحَين حوثيين وإصابة آخرين.

وبالتزامن مع المواجهات شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، اتساعاً كبيراً في الخلافات بين حلفاء التمرد والانقلاب في اليمن، (الحوثيين وصالح)، وصلت إلى حد التخوين والاتهامات بالتنصل وبيع القضية والخيانة.

وفي جنيف، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، في تصريحات صحافية أمس، إن محادثات السلام بشأن اليمن التي كانت مقررة منتصف الشهر الجاري لن تجرى في هذا الموعد، وقد تتأجل أسبوعاً أو أكثر.

وتابع فوزي أن الموعد كان محدداً غداً 14 يناير «ولكنني أعتقد أن هذا لم يعد مطروحاً، وأعتقد أن يوم 14 لم يعد واقعياً الآن». وقال إن المبعوث الأممي الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يفكر في موعد بعد اليوم الـ20 من الشهر الجاري.واختتم ولد الشيخ مباحثاته في صنعاء مع الانقلابيين دون تحقيق أي تقدم، بشأن إقناعهم بالعودة إلى طاولة المباحثات. وأكدت مصادر سياسية أن ممثلي المخلوع صالح والمتمردين الحوثيين أبلغوا ولد الشيخ رفضهم رفع الحصار عن تعز، وإطلاق سراح المعتقلين.واعتبر المبعوث الأممي تصريحات المخلوع صالح، برفض الحوار مع الشرعية، تصعيداً من شأنه إعاقة جهود الأمم المتحدة السلمية.وكان المتحدث باسم حكومة اليمن، راجح بادي، أشار إلى توجه لتأجيل موعد الجولة المقبلة من المحادثات لموعد آخر، معتبراً أن إعلان المخلوع علي عبدالله صالح، عدم المشاركة في المحادثات، وعدم التزام الحوثيين بتنفيذ وعودهم بإطلاق السجناء من بين الأسباب التي تدفع باتجاه التأجيل.من جهة أخرى، نقلت وكالة سبأ اليمنية للأنباء عن ولد الشيخ أنه اقترح جنيف مكاناً لمحادثات السلام اليمنية، وأنه طرح الاقتراح في الرياض أثناء لقائه عدداً من أعضاء حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعدداً من الفصائل السياسية اليمنية.واتهم المبعوث الأممي أطرافاً خفية بعرقلة الحوار والسلام في اليمن.وذكر المبعوث الأممي، في منشور مقتضب على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن هناك للأسف أيادي خفية تعمل جاهدة لعرقلة الحوار والسلام في اليمن.

تويتر