الكرسي الأخضر
طوق الياسمين..
عهدنا قروناً من الثورات العربية والحركات السياسية على مدار الأزمنة، أصوات تتعالى وتناشد بالحرية والعدالة الاجتماعية، رموز تتشكل ودماء تسيل في سبيل حلم تنادى ونادى به الملايين.. ترى، أيجدر بنا مناداته بطوق الياسمين أم سوار الوحشية؟
• أيوجد تاريخ يروي انتصارات بُنيت على تخليف الدمار وتهجير اليتامى؟ |
لطالما تساءلت في نفسي عن سر اتهامنا بالإرهاب، لمجرد اعتقادنا بدين أساسه السلام، أينادي الإسلام بزرع جثثٍ بيضاء تتراقص حولها الذئاب؟! أيوجد تاريخ يروي انتصارات بُنيت على تخليف الدمار وتهجير اليتامى؟ إذاً، لماذا أرى هذا وذاك يدمي الإنسانية باسم الدين؟
أبسم الله تُقتل الطفولة؟ أبسم الدين نُغتصب في أرضنا وروحنا؟ وإن كان هذا ما نطلق عليه «الربيع العربي»، فلا حاجة لنا بألحان الأنين وبساتين الخريف، فأصبحنا نهاب الاختلاف كخوف الرضيع من رسوم ظله، ونسينا قوله تعالى: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».
وأي جاهل نسب «داعش» إلى اسم الإسلام؟ صُنعت تلك الجموع كلعبة الخزف الصينية، تخفي في داخلها مختلف وسائل الهيمنة الفكرية، وهنا يأتي دور القيادات والشعوب العربية، فنحن لم نُخلق لنفرق هذا عن ذاك، ولم تأتي الديانات لبث البطش ومسلسل الدماء، بل وجدت لتوحيد الإنسانية وتأليف القلوب بعيداً عن خلاف يفرق بين اللون والجنس وغيرهما.
ولعل دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل أبرز فخر للعرب، إذ إن وجود أكثر من 200 جنسية على أرضها بمختلف معتقداتهم الدينية، حيث يعيش على ترابها أكثر من تسعة ملايين شخص تحت سقف التعايش والاستقرار الاجتماعي، لم يمنع من بناء هذه الدولة التي عُمرت بوجود أديان عدة تحت سماء السلام الروحي والود والاحترام، وهذا هو طوق الياسمين.
مبادرة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز الشارقة الإعلامي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news