المرشد الأسري
■■يقول قارئ: ابني (3.5 سنوات) ويخاف من الغرباء بصورة غريبة جداً، ويبتعد عنهم وتزداد نبضات قلبه بشكل ملحوظ، فماذا أفعل؟
■يجيب المستشار الأسرى عيسى المسكري، بأن شعور الطفل بالخوف في السنوات المبكرة من عمره مسألة شائعة، مثل خوفه من الغرباء أو بعض الحيوانات الأليفة، والخوف حالة طبيعة يتعرف الطفل فيها بصورة تدريجية إلى ما حوله ومن حوله.
والأطفال في هذه المرحلة يختلفون في كيفية التعرف إلى الأشخاص الغرباء، فبعضهم يغلبهم الخوف وبعضهم لا تظهر عليهم علامات خارجية واضحة، وقد يتعرض بعض الأبناء في حياتهم إلى رؤية مشاهد لا تتقبلها عقولهم، كرؤية رجل ما يعتدي على الأطفال بصورة مروعة، أو رؤية مقاطع على الهاتف النقال، ويقوم الطفل في حين غفله من أهله، بتقليب الصفحات فيرى مشاهد مخيفة تطبع في ذهنه، أو مشاهد مخلة بالآداب تتغلغل في داخله.
وتتفاوت حالة الخوف من طفل لآخر، فالخوف قد يكون حالة طبيعة أو حالة نفسية، تدل على مؤشرات ظاهرة لها دلالات مباشرة نتيجة لتعرض الطفل للعنف أو القسوة أو الاعتداء أو الاستغلال من داخل البيت أو خارجه، وتبقى لديه صورة المعتدي ذهنياً، وينسى الاعتداء، أو ينسى الفاعل ويبقى صورة الفعل، وفي بعض الحالات نلاحظ أن الطفل احتفظ بصورة الفاعل ونسي الفعل، والفاعل هنا يعبر عن رجل ما، بينه وبين هذا الطفل موقف سلبي، ويحدث ذلك بصورة مكثفة مفاجئة.
ويتعلق ذهن الطفل بصورة ذلك الرجل وقت الإساءة، فيصبح ذلك الرجل المسيء مبرمجاً على هيئة صدمة ذهنية مرئية، ويبقى الفاعل ماثلاً أمامه، فإذا تطابق المشهد الداخلي، لذلك الرجل بالمشهد الخارجي لرجل آخر، تحدث الإثارة النفسية، فتزداد ضربات قلبه، ويحمر وجهه، وترتجف أطراف جسده، وهذا سر خوف بعض الأطفال من الرجال.
وهناك بعض التعليلات، مثل رؤية الطفل الصغير، اعتداء الأب على الأم بالضرب أو الظلم أو الإساءة، فيضع أمامه بأن الرجال كلهم سيئون، وقد يكون بسبب تغيب الآباء عن المنزل بسبب العمل في دولة أخرى وعدم الاحتكاك بالرجال، أو بسبب التفكك الأسري أو الطلاق الذي يترك وراءه مشاهد الصراع بين الأب والأم بصورة متكررة متعمدة.
ويجب مساعدة الطفل من قبل أهله عاطفياً ونفسياً على حسن التعامل مع المخاوف، ويبدأ ذلك ببناء الشخصية، وتنمية الثقة بينه وبين الرجال، وإعطائه فرصة يعبر عن حالته النفسية، ودعمه برفق ومساندته بعطف، والاقتراب إليه بحب، وفتح حوار ودي لمعرفة الحالة وما وراءها من دوافع وأسباب، وإذا كانت الحالة مرضية فيجب زيارة استشاري مختص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news