المرشد الأسري

■■تشكو قارئة إصابتها بالإحباط نتيجة ما يسببه أبناؤها من فوضى داخل البيت، وعدم الالتزام بتعليماتها لهم أو الأخذ بنصائحها.

■يجيب المستشار الأسرى، عيسى المسكري، قائلاً: تنشأ هذه المشكلة من خلال التركيبة الشخصية، أو البيئة المحيطة، أو الثقافة السائدة، والفوضى سلوك مكتسب كما أنه فطري البنية، يظهر هذا السلوك من خلال واقعنا أو تجاربنا اليومية، فقد يخرج ابن فوضوي من أسرة منظمة، كما يخرج ابن منظم نشأ في أسرة فوضوية.

فالشخصية الفطرية المنظمة تتأثر بالأسرة المحيطة، فتختفي مع الأيام جوانبها الإيجابية، كما تتبدل الشخصية السلبية الفوضوية إلى شخصية منظمة بالاحتكاك التربوي والمخالطة العملية، فالنظام سلوك فطري قابل للارتقاء، كما أنه سلوك مكتسب قابل للتطوير.

وغالباً لا تظهر مشكلة الفوضى إذا كانت الأسرة تتبع أنظمة واضحة وقوانين ثابتة في بيتها، وإدارة منظمة في حياتها، حرصاً منها على ترتيب أغراض أبنائها؛ ملابسهم الخاصة، كتبهم المدرسية، أدواتهم الدراسية، وإعادة كل الأشياء بعد استخدامها إلى أماكنها الصحيحة، ويتم ذلك بالمراقبة والمتابعة والمعالجة والمداومة بشكل مستمر من دون ملل.

ويحتاج الأبناء إلى التدريب العملي والتحفيز اليومي على كيفية ترتيب البيت بصورة عامة، وترتيب غرفتهم بصورة خاصة، وهناك دورات تربوية للأمهات اللواتي يعانين الفوضى في حياتهم، فغالباً لا يتم تغيير البيت إلى الأفضل من قبل الأبناء وإنما يتم ذلك أولاً من قبل الآباء والأمهات، بإدارة البيت بصورة مرتبة وبشكل منظم، والحياة بهذه الصورة المنظمة تمنح الأبناء الثقة والهدوء والتعاون والاستقرار.

والابن بحاجة إلى من يضع له الحدود في كل مجالات حياته اليومية؛ متى يستيقظ ومتى ينام، كيف يستحم، وكيف يختار ثيابه المناسبة، أين يضع ألعابه وثيابه وأغراضه الشخصية، ماذا يفعل عند دخول المنزل وعند الخروج، فتطبيق هذه الأنظمة السهلة البسيطة، يعالج مشكلة الفوضى، ويحد من آفات التسويف والإهمال والاتكالية لدى الأبناء، ويمنحهم شعوراً بالاهتمام والرعاية والعناية.

ومهما كانت سلبية السلوك لدى الأبناء، فلابد من البداية نحو التنظيم، ولابد من خطوات عملية مدروسة لتوجيههم، من دون استسلام للعجز، أو تراجع عن الإصرار، ولا انهزامية مع الصبر والإرادة القوية للتغيير إلى الأفضل.

الأكثر مشاركة