المرشد الأسري

المستشار الأسري عيسى المسكري

تسأل قارئة عن كيفية تحفيز أبنائها على ترك ألعاب الأجهزة الإلكترونية وتشجيعهم على قراءة الكتب؟

 

يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن مشكلة انشغال الأبناء بالهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وابتعادهم عن قراءة القصص والكتب، تعد من المشكلات العامة التي تواجه كثيراً من الأسر في الوقت الراهن، خصوصاً أن بعض الآباء والأمهات يجهلون خطورة هذا الأمر، وآخرون يتبعون وسائل خاطئة في تشجيع أبنائهم على القراءة، ما يجعلهم ينفرون منها، ويلجأون إلى الأجهزة الذكية الحديثة، لما تحتويه من مسليات ومغريات تجذبهم بطريقة أسهل وأكثر من القراءة.

 

وحل هذه المشكلة يبدأ من إدراك الأهل أنفسهم لأهمية القراءة في حياة أبنائهم، إذ ستعزز وتصقل مهاراتهم وشخصياتهم، وتنقلهم إلى عوالم أخرى بلا تأشيرة ولا جواز سفر، يكتسبون فيها الخبرة والمعرفة التي يستفيدون منها في واقعهم.

ولابد أن يدرك الآباء والأمهات أيضاً أن القراءة تبدأ من البيت، ونقصد بذلك أنهم يجب أن يكونوا قدوة للأبناء في القراءة، ولو تم ذلك بطريقة تمثيلية، بحيث يشارك جميع أفراد الأسرة في القراءة.

ولابد من تحويل القراءة عند الأبناء إلى وسيلة تشويقية، فالأجهزة الإلكترونية تجذبهم أكثر من الكتب، لأنها تحوي وسائل تشويقية، لذا يمكن البدء بمساعدتهم على اختيار الكتب المدعمة بالصور والألوان والأشكال الجذابة، إضافة إلى القصص التي تناسب أعمارهم وشخصياتهم، ومن الأهمية أن يترك قرار اختيار الكتاب إلى الأبناء أنفسهم، وإذا اكتشفنا أن الابن أحب كتاباً معيناً، نحاول معرفة أسباب اختياره له، ونحضر له كتباً مقاربة ومشابهة لمحتوى الكتاب الذي أعجبه.

أما بالنسبة للأبناء الذين يجدون صعوبة في القراءة، فأفضل طريقة هي الممارسة المستمرة، ونبدأ معهم بالتدرج، باختيار الكتب السهلة والواضحة الفكرة والمعالم، والتي تكون في مستوى تفكيرهم وقدراتهم، وأن نبتعد عن الكتب والقصص الغامضة وغير المفهومة التي قد تكرّه إلى الابن القراءة، ومع المواصلة يكتسب الطفل مهارات القراءة، ويشعر بالثقة والراحة النفسية.

ولا يمكن القول إنه يمكن منع الأبناء من استخدام برامج الأجهزة الذكية نهائياً، لكن يمكن المزج بينها وبين قراءة الكتب، وتشجيعهم على مواصلة ذلك، من خلال وسائل التحفيز، سواء المادية أو المعنوية، ويمكن تخصيص بعض الوقت في اليوم للقراءة، وكذا من الأهمية الحرص على اصطحاب الأبناء إلى المكتبات العامة ومعارض الكتب التي تنظم في الدولة بشكل دوري.

 

 

تويتر