تحدّت «منار» إعاقتها ونافست المبصرين في أداء مهامها الوظيفية حتى نالت جائزة دبي للأداء الحكومي المتميّز. الإمارات اليوم

«منار» تتحدى إعاقتها البصرية.. وتطمح إلى الدكتوراه

تطمح المواطنة الكفيفة، منار عبدالقادر الحمادي، إلى مواصلة طريق العلم حتى تنال درجة الدكتوراه، لكنها تواجه معوّقاً إدارياً في أداء امتحان «تحديد مستوى اللغة الإنجليزية»، ما يمنعها من الحصول على شهادة الماجستير.

و(منار) موظفة في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وفي الوقت نفسه تدرس بكلية الأفق الجامعية في الشارقة، واجتهدت وحصلت على درجة المؤهل العالي، وأكملت طريق العلم حتى أنهت درجة الماجستير، لكن عدم قدرتها على أداء امتحان مستوى اللغة الإنجليزية، أو ما يطلق عليه «آيلتس»، يحول دون الحصول على شهادة الماجستير.

وطالبت (منار) إدارة الكلية مراراً بتوفير قارئ يساعدها في أداء الامتحان، لكن طلبها لم يتحقق، على الرغم من مرور أشهر عدة على انتهاء الماجستير.

و«منار» نموذج للمواطنة المجتهدة الطموحة، كما يصفها زملاؤها في العمل، إذ تنطلق في السادسة من صباح كل يوم من منزلها في الشارقة، متجهة إلى مقر الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، لتؤدي مهام وظيفتها «مسؤولة رضا وظيفي».

وتحدّت (منار) إعاقتها، وتمكّنت من منافسة المبصرين في أداء مهامها الوظيفية، حتى نالت جائزة دبي للأداء الحكومي المتميّز، فئة «الجندي المجهول».

ولم تكتفِ بهذه الجائزة، بل نالت جائزة سفير التميّز، التي تُمنح للموظفين المبدعين والمتميّزين في وظائفهم.

إلى جانب تميّزها الوظيفي، انضمّت إلى مؤسسات تطوّعية وإنسانية لمساعدة المحتاجين، خصوصاً المرضى، إذ تطوّعت في جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وأمضت فترة طويلة في خدمتهم.

وقبل أن تتميّز وظيفياً وتطوّعياً، تميّزت علمياً ودراسياً.

وحتى تتسلم شهادة الماجستير، لابد أن تجتاز امتحان «آيلتس»، وهو امتحان يحتاج إلى مبصرين لاجتيازه.

وتقول (منار) لـ«الإمارات اليوم»: «ولدت كفيفة ولم أستسلم لإعاقتي، وقررت أن اجتاز المراحل التعليمية المختلفة، وبمساعدة أسرتي نجحت في طريقي التعليمي، حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية».

وتؤدي (منار) مهامها الوظيفية بمساعدة برنامج حاسب آلي ناطق، وفرته لها الإدارة، ووفرت لها أيضاً الإمكانات اللازمة للتميّز، حتى نالت جائزة دبي للأداء الحكومي المتميّز عام 2008.

وبعد تميّزها الوظيفي، تمضي (منار) في طريق التحصيل العلمي، إذ تدرس منذ عامين للحصول على درجة الماجستير من كلية الأفق الجامعية في الشارقة.

وتقول: «أنهيت دراسة الماجستير، وأنتظر فقط الحصول على الشهادة، لكن ما يعيق منحي هذه الشهادة هو إلزام الطلاب بالحصول على امتحان (آيلتس)».

وتكمل: «بوصفي كفيفة، طلبت مساعدتي في اجتياز هذا الامتحان الصعب، وخاطبت جهات عدة، منها وزارة التعليم العالي، وإدارة كلية الأفق، للتيسير عليّ»، مضيفة: «كل ما أحتاج إليه أن توفر لي الجامعة شخصاً يقرأ أسئلة الامتحان وينقل إجابتي».

وتابعت: «منذ أشهر عدة وأنا أنتظر الموافقة على طلبي، وطفت على أكثر من جهة طالبة التيسير على الطلاب المكفوفين في مثل هذه الامتحانات».

وتقول: «كل ما أتمناه أن تستجيب وزارة التعليم العالي، وإدارة الجامعة، وتسمح بتيسير إجراءات الامتحان، وتوفير قارئ لي، مراعاة لظروف إعاقتي».

من جانبها، قالت إدارة كلية الأفق الجامعية لـ«الإمارات اليوم»: «إنها حريصة على تيسير إجراءات امتحان (آيلتس) على الطالبة، وخاطبت الجهة المسؤولة عن الامتحان في بريطانيا، التي استجابت لطلبنا».

وقال مدير شؤون الطلبة في الكلية، الدكتور أسامة دوابة: «ستتواصل إدارة الكلية مع الطالبة، وستعمل على تطبيق الإجراءات التي تحتاج إليها، ما يساعدها أثناء الاختبار».

الأكثر مشاركة