محدودية دخل الأسرة أهم عوائق الدمج

«رعاية المسنين» بالشارقة تدمج نزيلين مع أسرتيهما

الدار تسعى إلى دمج حالتين جديدتين من نزلائها. أرشيفية

أفادت مديرة دار رعاية المسنّين، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، مريم القطري، بأن الدار نجحت في دمج حالتين من مسنّي الدار مع محيطهما الأسري، خلال العام الماضي، مقابل ثلاث حالات نجحت في دمجها العام قبل الماضي، مؤكدة أن «الأسرة هي البيئة المثلى لتحقيق الاستقرار الاجتماعي، والتوافق النفسي للمسنّ».

رفيق المسنّ

تنظم دار رعاية المسنّين دورة «جليس المسنّ»، ومدتها ثلاثة أشهر، لتأهيل الأشخاص المعنيين بمرافقة المسنّين، والاعتناء بهم. وتبين الدورة للمستهدفين بها طرق العناية بالمسنّ من جميع النواحي، الصحية والاجتماعية والحياتية.

كما تحرص الدار على تأمين وتحقيق الاستقرار النفسي للمسنّ، من خلال برامج ترفيهية وتثقيفية تقدم له، للمساعدة على دمجه في مجتمعه الصغير، لافتة إلى أن الاكتئاب إحدى أكثر الحالات النفسية التي يتعرض لها المسنّون عند التحاقهم بالدار، بسبب تغير البيئة المحيطة بهم، فيما تواصل الدار تقديم الخدمات النفسية الأسبوعية للمسنّين عن طريق استشاري نفسي، حتى بعد عودتهم إلى أسرهم، واندماجهم فيها.

وأشارت القطري إلى أن «الدار بصدد دمج مسنّين آخرين مع أسرتيهما، بعد دراسة حالة المسنّ من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، والتأكد من توافر الشروط التي تحقق نجاح الدمج»، لافتة إلى أن «الدار قدمت خدماتها إلى 3755 مسنّاً منذ إنشائها قبل 20 عاماً حتى نهاية العام الماضي.

وشرحت أنه «لإعادة دمج كبار السنّ مع ذويهم، يدمجون بشكل جزئي في البداية، من خلال إجراء زيارات من المسنّ إلى أسرته، بحضور مشرفين من الدار. وتستمر الزيارة، عادة، لساعات عدة، قبل اتخاذ قرار الدمج الدائم، الذي يتمثل في مبيت المسنّ بين أفراد أسرته، في منزلهم، بعد أن يتحقق الانسجام الكامل بين الطرفين. ويواكب ذلك العمل على تأهيل الأهل (أو جليس المسنّ)، وتدريبه على التعامل معه، وخدمته. ولا تنقطع علاقة الدار مع المسنّ عند هذه المرحلة، إذ تواصل تقديم خدماتها الاجتماعية والنفسية والصحية له خلال وجوده داخل منزل ذويه، عن طريق (إدارة الرعاية المنزلية لكبار السنّ، التابعة للدائرة)، للتأكد من مدى تقبل الطرفين، الأهل والمسنّ، أحدهما للآخر».

وعزت القطري إخفاق عملية الدمج في بعض الحالات إلى وجود عوائق، مثل عدم تقبل بعض أفراد الأسرة لوجود المسنّ بينهم، واعتباره عبئاً ومسؤولية إضافية عليهم، أو بسبب عدم معرفتهم بأساليب التعامل مع الحالات المرضية من كبار السنّ، خصوصاً المصابين بداء «الزهايمر»، وهو مرض يتطلب عناية خاصة. كما أن الدخل المحدود لبعض الأسر يمثل العائق الأبرز أمام احتواء المسنّ، ودمجه وسط محيطهم، كونه يحتاج إلى خدمات مختلفة.

وأكدت أن الدار تسعى جاهدة لتوفير السبل الكفيلة بإنجاح عملية دمج المسنّ بين أفراد أسرته، من خلال توعية الأسرة والمسنّ معاً، موضحة أن الدار أخذت على عاتقها تأهيل جليس المسنّ، سواء كان أحد أفراد أسرته، أو من العمالة المساعدة، من خلال تأهيله وتوعيته ودعمه بحزمة من البرامج التدريبية والتثقيفية.

تويتر