العمل الخيري يجذب المنصوري من الشرطة إلى «إسلامية دبي»

يرى المدير التنفيذي لقطاع شؤون المساجد في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، علي خلفان المنصوري، أن العمل الخيري والإنساني صفة متأصلة في شعب الإمارات ومن مكونات المجتمع، وليست مهنة.

مفهوم العمل الخيري

أكد المدير التنفيذي لقطاع شؤون المساجد في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، علي خلفان المنصوري، أن مفهوم العمل الخيري والإنساني أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فرد من أبناء الدولة وأهل الإمارات تربوا على عمل الخير والبر والإحسان إلى الناس، لذا نجد أن خيرات الإمارات وصلت إلى العالم بأكمله، مشيراً إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان يولي اهتماماً كبيراً في الجانب الخيري والإنساني، ما جعل الإمارات من كبرى دول العالم في المساعدات الإنسانية، موضحاً أن الشيخ زايد كان يركز على بناء الإنسان ليتمكن من بناء الدولة، فكلما كان الإنسان راقياً في علمه وفكره كانت دولته راقية في علمها وفكرها.

اشتهر المنصوري بحبه للعمل الخيري والإنساني ما جعل المسؤولين يمنحونه الثقة للعمل في هذا المجال لأكثر من 26 عاماً منذ نقله من العمل الشرطي إلى الخيري.

وقال المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إنه وُلد في منطقة جميرا في دبي، على مقربة من البحر، وعاش طفولة هادئة لا تخلو من بعض شقاوة الشباب مع أقرانه من أبناء الحي، وكان هناك انسجام كبير بين البحر وأهالي المنطقة، كونه مصدر رزق أهل المنطقة الذين كانوا يخرجون في رحلات بحرية لصيد الأسماك، لافتاً إلى وجود رابط تاريخي وعلاقة مترابطة بين أهالي الحي بحكم التنقل اليومي بين سكان المناطق المختلفة.

وتابع أنه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة آل مكتوم، وانتقل بعدها إلى مدرسة الإمام الشافعي الإعدادية ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة الإمام مالك للتعليم الثانوي بنين، ثم قرر الالتحاق بدورة ضباط شرطة دبي لحبه الكبير للعمل الشرطي، وتخرج بعد أربع سنوات من التدريب والدراسة برتبة ملازم وحصل على شهادة الليسانس في القانون، إضافة إلى دبلوم الإدارة الاستراتيجية وبعدها انتقل إلى العمل في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في منصب مدير إدارة المؤسسات الخيرية، وترقى ليصبح المدير التنفيذي لقطاع شؤون المساجد، وكان يقضي أوقات ما بعد الدوام في تطوير الذات.

وأضاف المنصوري أنه دخل في دورات تخصصية عدة في بريطانيا والأردن بهدف تطوير قدراته وتحسين مهاراته، لافتاً إلى أن العمل الخيري والإنساني متأصل لدى شعب الإمارات ومن مكونات المجتمع وشيء أساسي في سياسة الدولة، مشيراً إلى أن دبي تعد عاصمة للعمل الخيري، سواء في جانب المساعدات الإنسانية أو الممارسات والخدمات التي تقدمها للمؤسسات الإنسانية حول العالم.

وأوضح أنه واجه في بداية مشواره تحديات عدة أبرزها كثرة المهام وقلة الوقت وصعوبة الحياة في ذلك الوقت، إلا انه استطاع التغلب عليها بدعم والديه وعائلته، مضيفاً «بالعزيمة والصبر والأمل ودعم الوالدين والعائلة يستطيع الإنسان التغلب على الصعاب مهما كانت»، مؤكداً أهمية التغيير من أجل تحقيق التقدم الوظيفي وضرورة مواكبة العصر الذي يتسم بالسرعة.

وأشار المنصوري إلى أنه يقضي أوقات الفراغ والإجازة الأسبوعية في ممارسة الهوايات مثل الجري والمشي والسباحة والقراءة، وقضاء وقت مع الأسرة والأهل، مؤكداً أنه يحرص على قراءة الكتب المعنية بالجوانب الإدارية والخيرية والإنسانية، ويرى أن الرفقة الصالحة مكسب في حياة الفرد لما لها من آثار ايجابية في التطور الوظيفي لأنها تخلق تنافساً لتطوير الذات.

وأشار إلى أنه يخصص معظم الأوقات في الإجازة الأسبوعية في تعويض أسرته المكونة من سبعة أبناء أكبرهن سارة وعبدالله وحصة وخلفان وسلامة وحمدان وأصغرهم زايد (جميعهم في المقاعد الدراسية) عن انشغاله طوال الأسبوع، من خلال قضاء وقت كافٍ معهم والخروج معهم إلى المراكز التجارية والأماكن السياحية.

ولفت إلى أنه كثير السفر في العمل مع وفود من الجمعيات الخيرية والإنسانية، للتعرف إلى احتياجات بعض الدول، أو الاطلاع على المشروعات المنفذة هناك، مشيراً إلى أنه زار دولاً كثيرة في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وشدّد المنصوري على أهمية التوفيق بين وقت العمل والوقت المخصص للأسرة نظراً لأهميتها على الانسان، وما قد ينعكس عليه بالسلب على اداء واجباته، لذا فإن إدارة الوقت من أهم الأمور التي يجب أن يهتم بها كل شخص يريد التميز والابتكار والنجاح والتقدم.

قرية الصيادين

تعتبر منطقة جميرا إحدى مناطق دبي القديمة الراقية، ويمر عبرها شارع الشاطئ، ومن أبرز معالمها الدينية والسياحية مسجد جميرا، وتمتاز بعدم ارتفاع مبانيها وتكثر فيها المقاهي والمطاعم والعيادات الخاصة وبعض مراكز التسوق الأنيقة مثل ميركاتو، وتاون سنتر جميرا، ومركز الشاطئ.

وكانت جميرا قرية للصيادين سابقاً، وسر تسميتها بهذا الاسم أن الصيادين عند عودتهم من صيد السمك ليلاً تتراءى لهم أضواء القرية كأنها جمرات من نار تدلهم إلى طريق العودة وهكذا اطلقوا عليها اسم جميرا.

واكتشفت فيها آثار تعود إلى عصر الخلافة الأموية تدل على ازدهار هذه المنطقة بحرياً وتجارياً، حيث إن الآثار تدل على أهمية المركز الأموي في جميرا.

ويمتد شاطئ جميرا من الشمال إلى الجنوب في دبي ويعتبر شريانها الأكبر، ويضم العديد من المنتجعات وتوجد فيه «مدينة جميرا» ذات الطابع المميز.

الأكثر مشاركة