انطلاق مؤتمر «إدارة الطوارئ والأزمات» بمشاركة خبراء محليين وإقليميين وعالميين

طحنون بن زايد: ما يواجه عالمنا العربي اليوم يتطلب تخطيطاً استراتيجياً سليماً

مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2016 يسعى إلى مناقشة محاور بالغة الأهمية تعبّر عن نبض المرحلة الحساسة للمنطقة. وام

شدد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، على أن «ما يواجه عالمنا العربي اليوم من تحديات وأخطار جمة، وتطورات متسارعة ومؤثرة في الأمن الوطني، سواء بالفكر المتطرف للجماعات الإرهابية، الذي يستهدف الروابط بين الدول والشعوب، ويعمل على تفكيك النسيج المجتمعي لها، والتفرقة بين مواطنيها أو بالأعمال الإرهابية والتخريبية، التي تستهدف البشر والشجر والحجر والتاريخ والإنسانية، يتطلب منا تخطيطاً استراتيجياً سليماً، وخطاباً إعلامياً قوياً ومؤثراً، ووعياً وإدراكاً، ومشاركة شعبية واسعة، حتى نتمكن من مواجهته، والتصدي له، والحد من آثاره، والقضاء عليه بشكل تام، لتتمكن مجتمعاتنا من العيش بأمان واستقرار، ولتستعيد الشعوب قاطبة دورها الحضاري والتاريخي والإنساني».

الجلسة الثانية

ترأس الجلسة الثانية، التي ناقشت الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات، مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الدكتور سيف جمعة الظاهري، وتحدث فيها مدير مساعد بإدارة التدريب ومعايير الجاهزية في الأمانة العامة للطوارئ المدنية بمكتب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة، الدكتور روبرت ماكفرلين، عن الأساليب المبتكرة في التصدي للكوارث.

وقال في كلمة وجهها إلى مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2016 في دورته الخامسة، التي افتتحتها أمس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في أبوظبي، والذي يقام تحت رعاية سموه، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والإقليميين والعالميين، إن «إدارة الأزمات والكوارث شكلت في عالمنا المعاصر هاجساً وخوفاً يؤرق الكثير من دول العالم، تارة بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والإدارة الجيدة، وتارة أخرى بسبب عدم التنبؤ بها واستشرافها، خصوصاً أن البعض يرى أننا نعيش فترة أزمات صعبة، متعددة المستويات، ومتشعبة المحاور، سواء أكانت حروباً واضطرابات داخلية، أو هجمات إرهابية، أو حتى كوارث طبيعية مدمرة، ما يحتم علينا التدارس والنقاش والتفكير لمواجهتها ومكافحتها والتصدي لها ولتوابعها، بطرق علمية سليمة، تقوم على البحث العلمي الممنهج الدقيق النتائج».

وأضاف أنه ليس من قبيل المصادفة المحضة، ولا هو بالغريب، أن يأتي هذا المؤتمر بشعار «أساليب مبتكرة لوطن آمن»، فقد حمل المؤتمر شعاراً استثنائياً ومتميزاً، يعبر عن استراتيجية مهمة، تحمل معاني كبيرة، وتحقق الأمن والقوة، وتستلزم أساليب مبتكرة في التعامل مع الكوارث والأزمات.

من جانبها، قالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، إنه «لمواجهة الكوارث والأزمات علينا أن نعمل على تهيئة كل الفرص للمشاركة المجتمعية الفعالة، لتسهم فيها كل شرائح المجتمع، بأطيافها المتنوعة، في مواجهة الأزمات والكوارث وآثارها، فأضحت تشكل ركيزة أساسية من ركائز التصدي المخطط المدروس الذي تنتهجه الدول والجهات المعنية بالطوارئ والكوارث والأزمات».

وأكدت في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، ألقاها بالنيابة عنها عضو المجلس الوطني الاتحادي، سالم عبيد الحصان الشامسي، أن «قيادتنا الرشيدة وفّرت البيئة التشريعية التي شملت قوانين واضحة وصارمة، تحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات، وتؤدي في نهاية المطاف إلى سيادة القانون».

وأوضح وزير الصحة ووقاية المجتمع، الدكتور عبدالرحمن العويس، أن الأمن الصحي يشكل جزءاً لا يتجزأ من منظومة الأمن الشامل، وقد أولت قيادتنا الرشيدة القطاع الصحي أهمية كبيرة، ووضعت استراتيجيات صحية وطنية قادرة على تقييم التحديات الصحية المختلفة، بصورة علمية دقيقة، تستوعب التقنيات والمعارف الحديثة.

وقال مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الدكتور جمال محمد الحوسني، في كلمته الترحيبية إن المؤتمر يسعى إلى مناقشة محاور قيمة بالغة الأهمية، تعبر عن نبض المرحلة الحساسة التي نمر بها، مشيراً إلى أن المتغيرات العالمية الخطرة والمؤثرة استوجبت علينا أن نضعها في أجندة المؤتمر، للوقوف على أسبابها وتداعياتها وحلولها لدراساتها وتحليلها.

وخلال جلسة العمل الأولى في المؤتمر، تحدث مدير الدراسات في أكاديمية الإدارة الوطنية، والقائد العام السابق للدفاع المدني الفرنسي المحافظ هنري هاس عن الأزمات من منظور أمني، وأشار إلى أن فرنسا وضعت استراتيجية خاصة تمكنها من التعرف إلى المخاطر التي تواجهها، وخطط الاستجابة المناسبة لها.

وتناول رئيس مركز هداية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور مقصود كروز، موضوع وقاية المجتمعات من الفكر الإرهابي، عرض فيها آلية فهم التطرف العنيف، وأنواع الأيديولوجيات، ومنها الدينية، والمشكلات الفردية والسياسية.

فيما أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث من السعودية، الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، أن أمن الخليج لا يتجزأ، والجزيرة العربية من جنوب العراق وحتى جنوب اليمن تشكل كياناً جيوبولوتيكياً موحداً، يمثل وحدة جغرافية متصلة لا تحتوي على عوائق طبيعة، ووحدة سكانية وعرقية موحدة وتاريخية متجانسة، وتخضع هذه المنطقة الجغرافية لضغوط التهديدات الخارجية التي مصدرها التطورات في المناطق المحيطة بها.

تويتر