المرشد الأسري
■■تقول أم لثلاثة أطفال إن زوجها هجرها وتعرف إلى فتاة أجنبية ويريد أن يتزوحها.. فماذا تفعل خصوصاً أنها وحيدة في الغربة؟
■■يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، بأن الحياة الزوجية لا تقوم على قواعد هشة، ولا على ركائز واهية، وإنما هي أساس الحضارة الإنسانية، منها القيم التي من أساسها قامت البشرية، وعليها تأسست المجتمعات الراقية بمواثيق سماوية وروابط من هدي الوحي، قامت هذه الحياة على طهارة نقية تسمو بالحب والرحمة، لا بالقسوة والجفوة، وتعلو بالمودة والتقدير، لا بالظلم والتهميش.
فالزوجة في غربتها ضعيفة لا أهل بجوارها تأنس بهم، ولا أقارب يشاركونها معاناتها، وحيدة بوحشتها، بعيدة عن موطنها، فريدة بغربتها، تركت أهلها من أجلك، وسافرت بعيدة عن أحبابها من أجل قربك وسعادتك، فلا تحتاج الزوجة إلى مزيد من المواجع ولا مشاعر سلبية تثير منها القهر وتغلي فيها الشعور بالظلم.
وقد يستخدم بعض الأزواج على سبيل المثال الهجران الجسدي بقصد سلبي، حتى تسعى الزوجة إلى طلب الطلاق بالضغط عليها.
ولا أنصح الزوج بهدم بيته الأول من أجل بناء بيت آخر، ولا أرى أن قراره صائب، ففي مثل هذه الظروف القاسية يشعل الزوج نار النزاعات المستعرة من دون مبالاة بالعاقبة، والخلافات المستعصية بلا رؤية مصلحة الأبناء، فلا بناء يستقر إذا الأسرة انهارت، ولا عش يهنأ اذا ضاع الأبناء، فسوف يصرف الزوج والزوجة ساعات إلزامية في المحاكم قد تصل إلى سنوات طويلة.
أنصحك أيتها الزوجة بالاستعانة بالله، والأنس بقربه، والتضرع بالدعاء لك ولزوجك ولابنائك بأن يقرب الله القلوب ويؤلف النفوس، عليك أيتها الزوجة بمجاهدة النفس بعدم إظهار مشاعرك السلبية أمام الأبناء، فقد تبقى صورتك الكئيبة في أذهانهم حتى الكبر، ثم الاهتمام بنفسك من النواحي النفسية والسلوكية والاجتماعية.وأنصح الزوج بالابتعاد عن الصحبة السيئة التي تثير الخلافات وتعمي البصيرة، وتغلق عليك أبواب الخير والتفاؤل، عليك برؤية الحياة بكل جوانبها الإيجابية وأبعادها المشرقة بدلاً من التشاؤم والاعتكاف في زنزانة الهم وجلد الذات، ويفضل في مثل هذه الحالة ادخال مصلح كوسيط يحاول بكل حكمة حل المشكلة بينكما، فما من مشكلة إلا ولها حل، النظرة الدائمة إلى الحلول المرضية والابتعاد عن الوساوس الشيطانية أو الأفكار الانتقامية، فالتفكير في بناء الأسرة وإن كان الزوج يمارس معك اساليب قاسية أفضل من التفكير في الهدم، وعليكما اغتنام الفرصة للتفاهم والتسامح وبناء علاقة جديدة بكل شفافية ومودة ورحمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news