القبيسي: الإمارات تستشرف مستقبلها بخطى ثابتة مع إعلاء سياسة التسامح والسعادة والاستدامة
أكدت رئيس الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، إن دولة الامارات العربية المتحدة تستشرف مستقبلها بخطى ثابتة واثقة مع إعلاء سياسة التسامح، والسعادة، والتنمية المستدامة، والابتكار، والطاقة المتجددة وتمكين الشباب والمرأة، وفق أسس علمية تتعاطى بكفاءة عالية مع المتغيرات المتسارعة المحيطة بها، وأنها نجحت برؤية قيادتها والتزام حكومتها والعمل الجاد لأبنائها في تقديم نموذج يحتذى به في التفاهم والتسامح والعيش المشترك، والانفتاح على الآخر، والتناغم مع حضارات وثقافات العالم كافة باعتبار أن ذلك هو الطريق لمستقبل السعادة البشرية، وتطبيقا ً لهذه المبادئ أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة معنية بالتسامح والسعادة، والمستقبل إدراكا ًمنها لما يجب أن يكون عليه عالم الغد من سياسات ورؤى وطموحات".
جاء ذلك خلال إلقائها لكلمة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي اليوم الأحد الموافق 20 مارس 2016 في الاجتماع 134 للاتحاد البرلماني الدولي الذي انعقد في لوساكا بجمهورية زامبيا، برئاسة رئيس الاتحاد، ورئيس الجمعية الوطنية لزامبيا، صابر شودري، ومشاركة كل من رئيس مجموعة المجلس الوطني في الاتحاد البرلماني الدولي، علي جاسم ، وأعضاء المجلس حمد الغفلي، والدكتورة نضال الطنيجي، وعفراء البسطي وسعيد الرميثي ، والأمين العام للمجلس، الدكتور محمد المزروعي، والأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية، عبدالرحمن الشامسي.
وقالت القبيسي في الكلمة "إن هذه الدورة للاتحاد البرلماني الدولي تنعقد في ظل تحديات وأزمات تتصاعد يوما تلو الآخر في البيئة الدولية، مما يستوجب مضاعفة جهود برلمانات العالم، وتنسيق رؤاهم للإسهام الفاعل والمؤثر في منع اختلالات البيئات الدولية والإقليمية والوطنية".
وأضافت "أن الإرهاب البغيض أصبح سرطانا ًمستشرياً في قارات العالم كافة ويهدد الحضارات والإنسانية، ويدمر التنمية العالمية، ويقوض الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى التاثيرات السلبية نتيجة ما يحدث من تفجيرات وانبعاثات للغازات الدفيئة وما تسببه من تغيرات مناخية تهدد الإنجازات البشرية، وكذلك تدني مستويات النمو والإنجاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أكثر من نصف دول العالم، ما أدى إلى زيادة الفقر، والجوع، والبطالة والتصحر وتدني الخدمات الإنسانية، وجعل أكثر من ثلثي سكان العالم يعيشون في اقتصاديات مهددة بخطر الانهيار".
وأشارت القبيسي أن هذه الأزمات والتحديات العالمية تتطلب من البرلمانات إعادة النظر في دور الدبلوماسية البرلمانية والاتحاد البرلماني الدولي، حيث يتوجب على البرلمانيين مسؤولية التنسيق مع بعضهم بعضاً، بما يكفل الوصول إلى فهم أعمق يضمن معالجة التحديات الاستراتيجية المشتركة، التي تواجه العالم أجمع، وإشراك المجتمعات والشعوب في التصدي لها، مضيفة إنه على البرلمانيين العمل على تلبية آمال شعوبه وتطلعاتنا المشتركة، وقالت "نحن لا نمثل الشعوب فقط، بل إن دورنا يتضمن كذلك تعزيز العلاقات التي تربط الشعوب، وتمتين الروابط الإنسانية، التي تجردُنا من الاختلافات وتجمعنا في المصير، وتوظف طاقات العالم أجمع لضمان مستقبل أفضل للبشرية، وعلينا أن نجعل برلماناتنا منصة حقيقية للمستقبل، هذا المستقبل الذي يتمثل في الشباب، فالشباب هم جزء أساسي من حاضرنا وكل مستقبلنا، وهم الرافعة الاستراتيجية التي لا غنى عنها لبناء أوطاننا التي نصبو إليها ونحلم بها".
وأكدت رئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمتها على أهمية إعادة النظر في استراتيجية الاتحاد البرلماني الدولي (2017-2021) بحيث يكون غرضها الأساسي تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية وتمكين الشباب، بما تتضمنه من الاتحاد البرلماني الدولي، أو الاتحادات البرلمانية الإقليمية، أو البرلمانات الوطنية للتأثير في دوائر صنع القرار السياسي الدولي والإقليمي، وأن تتضمن برامج ومشروعات عمل محددة في شأن تفعيل قرارات الاتحاد ووضعها في موضع التنفيذ من قبل الحكومات وصياغة مبادرات دولية مشتركة تهدف الى تحقيق اهدافنا المستقبلية جميعا.
وقالت الدكتورة أمل القبيسي "لقد شهدنا خلال الفترة القصيرة الماضية تحولا كبيرا في جهود دول العالم للتصدي لخطر الإرهاب، حيث إن الجهود الدولية في سوريا لمكافحة داعش إضافة إلى تكوين التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة التطرف يمثل جهدا مهما للتصدي لمحاولات استغلال الإسلام لانتهاك حقوق البشر وشرعية الدول، والجهود الدولية في ذلك الصدد شاملة، ففي الوقت الذي تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بإظهار عزمها على التصدي للإرهاب عسكريا فإنها تظهر أيضا عزمها على التصدي للفكر المتطرف من خلال برامج دولية مثل المركز الدولي لمكافحة التطرف العنيف (هداية ) الذي يعتبر اول مركز دولي أنشأته دولة الإمارات العربية المتحدة لمكافحة التطرف، ويكرس أعماله للحوار والتدريب والتعاون والبحوث لمكافحة التطرف العنيف، وفي ذات الإطار كان للإمارات دورها الرائد في إنشاء مركز (صواب) لتفنيد الادعاءات الباطلة للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وكذلك من خلال مبادرات إعادة الأمل والجهود الكبيرة التي تبذل للتنمية وإعادة الإعمار، إعمار البشر و البنية التحتية وخدماتها كافة بالإضافة بتقديم المساعدات الإنسانية بكل صورها للاجئين".
وأضافت رئيسة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي "إننا بصدد تهديد جديد يكاد يكون أكثر خطرا من شر الإرهاب لأنه بدأ يكتسب شرعية جديدة وخفية، إن الخطر التي تمثله المليشيات المسلحة التي تلعب دور الأجنحة العسكرية لأحزاب وقوى سياسية بدأت تنتشر في المنطقة وتتحول إلى عامل عدم استقرار ونشر لفكر استخدام السلاح في ترسيخ الأيديولوجيات أو المكاسب السياسية"، مشيرة أن المنطقة عانت كثيرا من التجاوزات المسلحة للمليشيات، حيث يعد تواجدها انتهاكا صارخا لمفهوم التداول السلمي للسلطة، وإن تلك المليشيات المسلحة سرعان ما تسقط فريسة القوى الإقليمية التي تحاول دعم أجنداتها الإقليمية من خلال تغذية تلك المجموعات المسلحة وتحولها إلى أداة عدم استقرار تفتت عضد الدولة الوطنية".
وشددت القبيسي أنه على المجتمع الدولي والبرلمانيون أولا، الوقوف وقفة حق أمام تلك الظاهرة قبل تفشيها في باقي دول العالم، وقبل أن تتحول المواجهات الحمائية في أوروبا إلى مواجهات مسلحة، وقالت "باسم الشعبة البرلمانية لدولة الإمارات أدعوا جميع برلماني العالم لإدانة المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء دولة وطنية، وإن هذا الموقف الحازم من انتشار المليشيات المسلحة سيحد من تداعيات انتشار الأسلحة والمواقف السياسية المتطرفة التي تمثل بوابة الإرهاب الفعلية".
وعبرت القبيسي في كلمتها عن بالغ القلق من تطورات الأوضاع الميدانية والإنسانية في اليمن الشقيق، وأن العنف الذي يمارسه الحوثيون والدول الداعمة لهم وللإرهاب تقوض المسار السياسي والشرعية الدستورية للدولة اليمنية ومكتسباتها، مؤكدة على أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة ثابت وحازم في رفض تغيير الشرعية بالعنف، وأهمية احترام القانون الإنساني الدولي ومبادئ الشرعية، وأنه لابد من الالتزام بقرارات مجلس الأمن خصوصا القرار رقم 2216 وببنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مضيفة أننا نؤكد كإماراتيين حكومة وشعبا مواصلة دورنا في دعم الشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية من أجل إعلاء مبادئ الشرعية الدولية ودحر الإرهاب ومكافحة التطرف.
وقالت القبيسي "إن الشعبة البرلمانية الإماراتية تأكد على مبدأ احترام القانون الدولي واحترام سيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فمبدأ حسن الجوار هو الكفيل بتحقيق التعاون بين الأمم، فالأزمات الدائرة في بعض دول الشرق الأوسط تتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار، وضرورة التعايش السلمي واحترام مبدأ السيادة الوطنية، وفي هذا الإطار فإننا نجدد موقفنا الثابت والرافض للاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى"، ونطالب باستعادة السيادة الكاملة لدولتنا على جزرنا الثلاث، وندعوكم إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لحل هذه القضية إما عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية".
وقدمت القبيسي في كلمتها إلى روسيا الاتحادية وممثلي الشعبة البرلمانية الروسية بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا في تحطم طائرة رحلة فلاي دبي، وقالت "نقول لهم قلوبنا معكم ومع أسركم في مصابكم هذا"، كما قدمت باسم الشعبة البرلمانية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشكر الجزيل والتقدير لجمهورية زامبيا الصديقة وبرلمانها، على الإعداد والتنظيم المتميز والتحضير الفعال لأعمال دورتنا الـ 134 للاتحاد البرلماني الدولي.
كما شارك وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي اليوم في الاجتماع 198 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، والذي تم فيه قبول عضوية برلمانات جمهورية مصر وجزر القمر وغيانا في الاتحاد، وأنه بانضام هذه الدول أصبح عدد الدول الأعضاء في الاتحاد 170 عضواً، واطلع المشاركون على تقارير اللجنة التنفيذية ونشاط رئيس الاتحاد والأمين العام، والبرامج التي تم تنفيذها وفق استراتيجية الاتحاد.
وتركز اجتماعات لجان الدورة 134 للاتحاد البرلماني الدولي على مناقشة سبل تجديد الديمقراطية في ضوء الحاجة المتزايدة إلى تعزيز ثقة المواطنين في السياسيين والمؤسسات السياسية، وتسلط الضوء أيضاً على قضايا الإرهاب وحماية التراث الثقافي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news