حاكم الشارقة: إحدى مشكلاتنا كعرب أننا نسمي الأشياء بغير مسمياتها
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن «التقدم والتطور مطلب إنساني، لكنه يجب أن يتم في إطار حماية المجتمعات والأخلاق على حد سواء، وأنه علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا ينقلب الفعل إلى نقيض المعنى. إن إحدى مشكلاتنا نحن كعرب أننا نسمي الأشياء بغير مسمياتها، فكلمة استعمار جاءت من تعمير الأرض، وعندما جاء الإنجليز استعماراً لهذا البلد هدموه وأغرقوا سفنه، كان يجب أن يسموهم التدمير وليس التعمير».
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: • من يتساءل منكم ماذا اكتشفت أقول: غداً ستبحثون في مكتبتي وستجدون رسالتي الأخيرة. • علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا ينقلب الفعل إلى نقيض المعنى. مداخلات حاكم الشارقة عبر «الخط المباشر» تطرق مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، محمد خلف، خلال تقديمه فعاليات افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، إلى مداخلات صاحب السمو حاكم الشارقة، عبر برنامج الخط المباشر الذي يذاع من خلال إذاعة وتلفزيون الشارقة، انطلاقاً من حرص سموه على التواصل مع المواطنين عبر المحطات الفضائية. وقال إن صاحب السمو حاكم الشارقة يفضّل التواصل المباشر من المواطنين، دون الإعداد المسبق لمداخلات سموه. |
وقال إن «التقدم في نظرنا يحتاج إلى خطة علمية مدروسة، ميدانها التقدم العلمي مرفوداً بالتقدم الأخلاقي والاجتماعي، والتطور في سياق هذا التقدم العلمي سيكون بطيئاً حقاً، لكنه مستدام. إن فكرة التقدم قديمة، تعود إلى العهد الإغريقي، وليست كلمة مرتبطة بالحداثة. إن تحسن الجنس البشري هو أصل التقدم، والتقدم ردة فعل ضد الانحطاط، لذا علينا أن نحذر من أن نكون أمام تقدم يؤدي إلى الانحطاط، فالأمم التي تقدمت زادت من قدرتها على التدمير، والتقدم اليوم على المحك، ويجب أن يعاد النظر فيه، ومحاكمته بمعايير التنمية الحقيقية والمستدامة، فلا يعد تقدماً ما يجعل الإنسان اليوم سعيداً على حساب مستقبله». وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: «التقدم الذي نسعى إليه علم وفكر، وليس أهواء ولا ارتجالاً».
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها، صباح أمس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي. وتطرق سموه في بداية كلمته إلى شعار المنتدى في هذه الدورة «نحو مجتمعات ترتقي»، مشيراً سموه إلى أن كلمة ارتقاء تعني في اللغة العربية التغير والتبدل، وقال: «نقول ارتقى الجبل أي انتقل من مكانه، ومجتمعات ترتقي يعني مجتمعات تتبدل وتنتقل، وكان يجب أن يكون شعار المنتدى نحو مجتمعات تتقدم، فالخوف هنا هو أن ننقلب في مسارنا نحو التقدم إلى الضد، فنصبح كمن يتجرع السم ولا يحسه».
وختم سموه كلمته قائلاً «قد يقول البعض منكم أنني كل يوم آتي بجديد، لكنني بعد أن بلغت الثمانين من العمر لازلت أفكر وأبحث عن سبل التقدم السليم، ولكل من يتساءل منكم ماذا اكتشفت، أقول: غداً ستبحثون في مكتبتي، وستجدون رسالتي الأخيرة فيها ما تبقى من فكر لإصلاح هذا المجتمع».
من جانبه، قال وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، ضيف شرف المنتدى في دورته الخامسة، كلمة، أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يعكس القيم التي نشأ المجتمع عليها، والتي تشمل الاعتدال والتسامح والانفتاح على ثقافات العالم واحترام الآخـر.
وأشار إلى دور الإعلام الوطني في مكافحة التشدد والتطرف والأفكار الهدّامة التي تُغذّي الإرهاب، لافتاً إلى ضرورة المثابرة على ترسيخ الأفكار الإيجابية، ونبذ ثقافة الهدم، وتعزيز ثقافة البناء. وأوضح أن الإعلام والاتصال الحكومي يشكلان أدوات رئيسة للتواصل المستمر الذي يعد السبيل الأمثل لبلوغ الأهداف وتحقيقها، وبناء مجتمعات ترتقي وتنهض وتستشرف المستقبل.