المرشد الأسري
تشكو زوجة إهمال زوجها في تقديم هدايا لها في المناسبات الاجتماعية والشخصية من منطلق أنها بدعة؟
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري بأن الهدية بأنواعها المادية منها والمعنوية تشرح القلب، وتدخل بهجة إلى النفس، وتعمل على تجديد الحياة، وتقوية الروابط، وتزيل جليد الرتابة، والهدية ليست بقيمتها المالية أكثر من أنها رمز للحب والاحترام، وشعار للوفاء والتقدير، وقد تكون الهدايا المعنوية لها سحرها أكثر من الهدايا المادية، فالكلمة الطيبة هدية، والابتسامة الصادقة هدية، والمعاملة الحسنة هدية، وأجمل هدية من الزّوج لزوجته هي احترامها، فإنها لا تقدر بثمن، ولا تُهدى في المناسبات فقط، إنّما تهدى في كل لحظة، وعند كل لقاء، فكيف لو كان الاحترام هدية متعلقة بالمناسبات، لفسدت البيوت، وانهارت العلاقات، فالهدية تفقد رونقها إذا كانت محددة بوقت أو معلنة، فلو قال زوج إنه سيقوم غداً بإهداء زوجته هدية، وعلمت الزوجة بذلك، جاءت الهدية في قلبها بائتة ذابلة، بلا طعم ولا تأثير على الإطلاق.
ومن الرجال من يرى أن الهدية ليست مرتبطة بمناسبة الزواج بصورة إلزامية في كل عام، أو بما يسمى بعيد الحب، فهذا نوع من التكلف المذموم، على حسب القناعة أو التربية، ومنهم من يرى، كما يرى علماء أفاضل، بأن الهدية بمناسبة الزواج أو عيد الحب بدعة.
وأرى أن الزوج في هذه المسألة لا يملك دبلوماسية للتفاهم بأن يوضح لها حجته بأدلة واضحة، ويسرد لها أقوال العلماء باللين والحكمة، فالزوجة إذا أحبت زوجها رأت كل شيء فيه جميل، فلو قدم لها هدية قبل هذه المناسبة، ثم قدم لها رسالة توضيحية عن موقفه تجاه هذه الظاهرة التي لم تكن موجودة زمن آبائنا وأسلافنا.
ويرى بعض الرجال ما تقوم به الزوجة من غضبها بإهمال الزوج في تقديم الهدية لها في هذه المناسبات هو نوع من تسكيت غضبها فقط، وهذه الممارسات لها دوافعها من قبل الزوجة، فهي لا تطلب الهدية لأنها هدية خاصة من زوجها، وإنما تريد أن تفتخر بين زميلاتها. دوافع ثانوية تترك وراءها رواسب من الخلافات، فليست الهدية إلا من أجل إرضاء الآخرين، أو اظهار قيمتها عبر الوسائل الاجتماعية، فإن لم يقدم لها هدية في هذه المناسبات اعتبرته نوعاً من الإهانة والتجاهل، وهذا تعليل غير صائب.
الهدية اليوم أصبحت مهارة تدريبية لها طرقها الإبداعية، ووسائلها المتنوعة قد تكون أكثر فاعلية من أي هدية مقيدة بعادة سنوية، فهناك من لا يرى الهدايا إلا قبل الزواج، وبعضهم من يربطها بمناسبات، وبعضهم من ليس في حياته ثقافة الهدايا، وأفضلهم من يرى الهدايا ممارسات متجددة بين الزوجين تأتي عفوية بمناسبات عفوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news