الخجل الاجتماعي يحرم مرضى نفسيين العلاج
كشفت مدير إدارة «واحات الرشد» في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أمينة حسين سالم الرفاعي، أن الخجل الاجتماعي يؤدي إلى إحجام أسر مرضى نفسيين عن تأمين العلاج اللازم لهم، ويحرمهم تلقي حقهم في العلاج، ما يؤدي إلى تفاقم حالاتهم، خصوصاً عند النساء، مشيرة إلى أن دار واحات الرشد المخصصة للإناث استقبلت خمس نساء، بينهن ثلاث أمهات وفتاتان، منذ افتتاح المركز نهاية العام الماضي.
وأكدت أن المركز يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يعمل على تأهيل المرضى النفسيين، مؤكدة نجاح المركز في دمج العديد من الحالات بعد معالجتها، وإعادة تأهيلها.
وأوضحت الرفاعي أن الوصمة السيئة عن المرضى النفسيين التي سوقتها وسائل إعلام عربية، من خلال عرض أفلام سلبية، ووضعهم في إطار ساخر، زادت من حالة الخجل الاجتماعي من الاعتراف بحالة المريض النفسي، والبحث عن العلاج الملائم له، خصوصاً في حالات النساء، متابعة: «بدأنا نرصد تحسناً طفيفاً في القبول، والوعي الاجتماعي بضرورة العلاج بالنسبة لأسر المرضى».
واعتبرت أن عوامل اجتماعية عدة تحكم مسألة معالجة المرضى النفسيين من النساء، أهمها عامل الخجل، والعادات الاجتماعية في بعض الحالات التي تحتاج للإيواء، من حيث إقامة المريضة خارج منزلها، مبينة أن مركز واحات الرشد المخصص للنساء يعمل منذ مدة قصيرة، وأن استمراره سيؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية تلقي المرضى النفسيين للعلاج، من خلال حملات التوعية الاجتماعية، ونجاح المركز في معالجة الحالات وإعادة دمجها في المجتمع.
وقالت الرفاعي إن دار واحات الرشد للرجال تعمل في المجتمع منذ عام 2007، واستقبلت 49 حالة، وتحتضن الآن 13 حالة قيد التأهيل، وبات المجتمع أكثر قبولاً وانفتاحاً عليها، من خلال انتشار سمعتها الجيدة في المجتمع.
وأكدت وجود وعي لدى فئات مختلفة من المجتمع بضرورة علاج الاضطرابات النفسية للمصابين، غير أنها لاتزال قليلة، لافتة إلى أن النسوة الثلاث اللائي تستضيفهن الدار حالياً، تم إيصالهن من قبل أولادهن، الذين يزورونهن بشكل مستمر، ويسألون عن تفاصيل العلاج، وينتظرون إعادة تأهيلهن بفارغ الصبر لإعادتهن إلى منازلهن.
وأشارت إلى أن 60% من الحالات التي استقبلها المركز كانت مصابة بمرض الفصام، لافتة إلى أن حالات الفصام تكون طبيعية في البداية، ومن الصعب ملاحظة أي اختلاف بينها وبين الأشخاص الطبيعيين، غير أن المرض يظهر عليها في سن يراوح بين 16 و25 سنة في معظم الأحيان، وقد يظهر في عمر متقدم.
وبالنسبة للعلاج، لفتت الرفاعي إلى أن حالات الفصام تستغرق مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر لمعالجتها، وقد يستمر العلاج مدى الحياة، وفقاً لطبيعة كل حالة، واستجابتها، مبينة أن «واحات الرشد» تستقبل المرضى من عمر 18 وحتى 59 سنة، بينما يتم نقلهم إلى دار المسنين بعد ذلك بالنسبة للحالات المستمرة.