يصمم منازل حديثة تلبي احتياجات ذوي الإعاقة وكبار السن

«السلامي» يحوّل التكنولوجيا إلى أسلوب حياة في منازل ذكية

صورة

«عندما وجدت نقصاً بين توجهات الدولة في التحوّل إلى حكومة ذكية، وبين مشروعات الاستدامة في المدن، أردت تطوير مشروع يتناسب وطموحات الإمارات»، بهذه الكلمات بدأ مؤسس شركة «سمارتر ليفينج للتكنولوجيا»، المهندس محمد السلامي، حديثه موضحاً أن الشركة هي بداية لمشروعه الوطني الذي ينوي أن ينقله إلى كل منزل في الدولة، ويحول التكنولوجيا إلى أسلوب حياة.

منزل ذكي

قال مؤسس شركة «سمارتر ليفينج للتكنولوجيا»، المهندس محمد السلامي، إنه تخصص في هندسة الاتصالات والشبكات منذ عام 2003، وبدأ العمل في مجال التطوير العقاري منذ عام 2007، وتمكن خلال تلك الفترة من العمل على مشروعات البنية التحتية للتكنولوجيا والاتصالات ومراكز البيانات، ثم قرر استكمال دراسته العليا في مجال العلوم التطبيقية في إدارة نظم المعلومات ومجال البحوث في الأنظمة الذكية، التي بدأ من خلالها بوضع أسس شركته.

وفكر في تحويل منزله الخاص إلى منزل ذكي باستخدام الأنظمة الجديدة في التحكم بالإضاءة، والحرارة وأنظمة التكييف، واستهلاك المياه، إضافة إلى أنظمة الأمن والتحكم بالحركة.

ويخطط السلامي، لإنشاء مشروعات تتعلق باحتياجات ذوي الإعاقة وكبار السن، بحيث يصمم منازل متوافقة واحتياجاتهم الخاصة حتى يتمكنوا من العيش فيها من دون الحاجة إلى أية مساعدة خارجية.

وروى السلامي قصة تأسيس شركته «سمارتر ليفينج للتكنولوجيا»، لـ«الإمارات اليوم» قائلاً إنه فكّر في إنشاء شركة متخصصة في الأنظمة الذكية الخاصة بالمنازل أثناء إجراء بحث للحصول على شهادة الماجستير في عام 2014 في العلوم التطبيقية ونظم إدارة المعلومات عن الشركات والأسلوب التجاري في دولة الإمارات، مضيفاً «أجريت عدداً من البحوث في هذا المجال منها بحوث متخصصة في إدارة المباني وخدماتها، ولاحظت وجود فجوة بين توجهات الدولة في التحول إلى المدن الذكية والاستدامة خلال المشروعات التجارية والسكنية».

وأوضح أن التطبيق للخدمات الذكية محدود على أرض الواقع، خصوصاً في المشروعات السكنية، إذ إنه يمكن استغلال هذه التكنولوجيا في خدمة أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع من خلال تحويل المنازل إلى منازل ذكية واستغلال الموارد العلمية التي تملكها الدولة.

وأكمل أنه افتتح الشركة بعد دراسة مستفيضة للمشروع دامت ستة أشهر في منتصف 2015، واختص في حلول المباني الذكية، ومنها أنظمة التحكم بالإضاءة الذكية، والحرارة وأنظمة التكييف واستهلاك المياه، وأنظمة الأمن والتحكم في الدخول والخروج من المنزل، والمراقبة وترشيد استهلاك الطاقة والمياه.

وأضاف السلامي «أكبر تحدٍ واجهني عندما بدأت العمل في الشركة هو ندرة الأيدي العاملة الماهرة والمتخصصة في هذا المجال، إذ إن سوق العمل يحوي عدداً كبيراً من العمالة لكن غير المتخصصة في الأنظمة الذكية وهندسة الأتمتة التي تعتمد عليها الشركة»، موضحاً «اعتمدت على خبرتي ودراستي في تصميم الحلول الذكية والتسويق، لكن أعمال الشركة توسعت وكان لابد من الاستعانة بمتخصصين».

وتابع أنه عندما لم يجد مهندسين مناسبين، قرر تعيين من يملك المقدرة الكافية على التعلم، وقام بتدريبهم بنفسه ليتمكنوا من إنجاز الأعمال الموكلة إليهم، مضيفاً «قد يستغرق تدريب موظف واحد على هذه الأعمال ستة أشهر، ما أعتبره استثماراً في قدراته لكي يبدع في عمله لاحقاً، ويكفي أن يكون لدينا في الدولة الموارد البشرية المتخصصة والقادرة على العمل في الاختصاصات الذكية».

وأشار إلى أنه عمل على عدد من المشروعات التي تهتم بتلبية احتياجات الأشخاص في المنازل مثل التحكم في استهلاك الطاقة أو الأنظمة الأمنية، موضحاً «في الشركة نحاول إيجاد حلول ذكية وفق المتطلبات، إذ إن بعض الأشخاص يريدون إضافة نظام أمني متكامل لمعرفة حركة الدخول والخروج من المنزل، والحلول التي نقدمها هي دراسة أي المناطق في المنزل تحتاج إلى وجود مستشعرات للحركة، سواء كانت على الأبواب أو النوافذ في المنزل، وعند وجود أي حركة غريبة في المنزل، فإن النظام يرسل اشعارات إلى صاحب المنزل من خلال الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني وغيرها».

وأضاف السلامي أنه يمكن تحويل المنزل إلى ذكي بشكل متكامل بعد دراسة العادات اليومية للقاطنين فيه، وما هي التغييرات التي تطرأ عليها، ليتكيف معها النظام ليقوم المنزل الذكي بتطبيق الإعدادات المناسبة لكل حالة مثل «السكون الليلي»، أو «وضعية الخروج من المنزل»، وبالتالي إطفاء الأنوار وإغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام وإرسال إشعارات في حال وجود حركة غير اعتيادية.

وذكر أن المشروعات التي يعملون عليها تستغرق فترات تراوح بين ستة إلى 18 شهراً بدءاً من حصر الاحتياجات والمتطلبات مروراً بإعداد التصميم والمستلزمات وانتهاء بالتنفيذ وفحص الجودة، موضحاً «نحن نعمل مع المتعامل منذ وضع المخططات والتصاميم الأولية للمنزل، وكيفية تطبيق هذه الحلول ومن ثم عند البدء في البناء، وتتفاوت المدة حسب حجم المنزل، ففي بعض الأحيان يطلب المتعاملون نظاماً ذكياً واحداً فقط لتطبيقه على مستوى المنزل مثل استهلاك الطاقة، والبعض الآخر يطلب تطبيق الأنظمة التي نقدمها على المنزل كافة، ما يحتاج إلى دراسة موسعة».

وأوضح أنه يعمل على العديد من المشروعات في أبوظبي ودبي والفجيرة لتصميم منازل ذكية متكاملة، مضيفاً «نعمل مع عدد من الاستشاريين والمهندسين المدنيين، ومهندسي الكهرباء، وغيرها من الاختصاصات التي تتعلق بتطبيق الدراسات التي وضعها الخبراء في الشركة، وفي الدولة لدينا البنية التحتية المناسبة والكفاءة في تنفيذ هذه الأعمال بشكل سريع».

وأضاف السلامي أنه يعمل على دراسة توفير خدمات المنزل الذكي لشرائح أخرى من المجتمع أهمها ذوي الإعاقة وكبار السن، وهو مشروع وطني مصمم وفق احتياجاتهم اليومية، بحيث يتيح لهم إمكانية المعيشة في منازلهم باستقلالية تامة باستخدام هذه الأنظمة الذكية التي يمكن ضبطها لتتناسب وطريقة معيشتهم.

وأوضح «ستكون هذه الأنظمة على اتصال مباشر مع مراكز العناية لكل شخص، بحيث ترسل المعلومات الأولية لهذه المراكز، وبالتالي تقليل عدد زياراتهم لهذه المراكز وإبلاغهم بصورة فورية عن أي حالة طارئة، بالإضافة إلى خاصية التخاطب الصوتي خصوصاً لمن يحتاج إليها من ذوي الإعاقة الحركية، ما يوفر إمكانية التحكم في الأنظمة بالأوامر الصوتية فقط».

 

تويتر