المرشد الأسري

المستشار الأسري عيسى المسكري

■■يشكو أب أن ابنه إذا خرج لا يكاد يعود إلا بعد ساعات متأخرة من الليل، خصوصاً أيام الإجازات، يسهر خارج المنزل، فكيف يعالج هذه المشكلة؟

 

■■يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأنه ما لم تكن هناك خطة محفزة لأبنائنا في كيفية قضاء أوقاتهم، أو رؤية مستقبلية واضحة تحدد مسار حياتهم، أو مشاركة حوارية لمعرفة همومهم ورغباتهم، سيصبح بيننا وبينهم فراغ عاطفي، وفجوة في الحوار والعلاقات، فالتعامل مع الأبناء مهارة، ومعرفة شخصيتهم العمرية علم، وإدراك حوائجهم النفسية حكمة، وكل سلوك يحتاج إلى تقنيات متجددة، فالتعامل مع الطفل ليس كالتعامل مع الشاب، لما في هذه المرحلة من ذاتية النظر والقرار، إذ يعتقد الابن بأن تأخره عن البيت نوع من الحرية، والاستقلالية، وإثبات الشخصية.

 

وقد أكدت دراسات أن سهر الشاب ليلاً ﻳﻌﻄﻴﻪ إﺣﺴﺎﺳﺎً ﺑﺎﻟﺮﺟﻮلة، ﻭﻳﺸﺒﻊ ﺭﻏﺒﺘﻪ في اﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩة ﻭإﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ شقيقاته ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ.

والشاب في هذا العمر يختبر أهله بتمرﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ وأوامره وتوجيهاته الدائمة، متجرداً من كثير من القيم والعادات، ومن حياة الآباء التي يعتبرها من العصور القديمة.

وفي العادة، يتلقى الابن هذه الأفكار الخاطئة من رفقاء السوء، كما أن مواقع التواصل الإلكتروني تدفع الأبناء للتمرد، أو عصيان الأوامر، بما يتلقون فيها من رسائل هدامة، وخطابات سلبية تجرهم إلى بناء علاقات قد تكون غير سوية.

ولا تأخذ كل الأسر هذه القضية بجد وحزم، ما يشجع الابن على السهر واللهو، أو النوم خارج المنزل. وفي هذه الحال، سيحتاج إلى من يشاركه السهر، وقد يحاول تحفيز رفاقه على هذا السلوك ودفعهم إلى السهر معه في الشوارع والطرق.

من المهم، بالنسبة إلينا كأهل، أن نحلل شخصيات أبنائنا، ونتعرف إلى أصحابهم، ونفتح باباً للحوار معهم بكل ود، لا بالأوامر القاسية. بعمل بجد، في هذه الفترة، حتى نكسبهم ونحافظ عليهم، بدلاً من أن ننفرهم منا.

علينا أن نحاورهم، لا أن نتأمر عليهم، أن نفهمهم لا أن نوبّخهم، نبث الوعي فيهم بخطورة رفقاء السوء وعاقبة السهر ليلاً، بما فيه من استغلال مالي وجسدي وعاقبة وخيمة على المستويين الدراسي والاجتماعي.

وهناك قواعد يجب أن نفهمها، فبين العاطفة والسلوك ترابط نفسي، وبين التفكير والتواصل مسارات بنائية، وبين الشخصية والدوافع علاقة تحفيزية، فالخير يدفع القلب إلى الخير، والشر يحفز النفس إلى الشر.

 

 

تويتر