المرشد الأسري
■يشكو والد طفل عمره 12 سنة، من صعوبة إرضاء صغيره في متطلباته التي لا تنتهي، فكلما لبى له طلباً يعود ويطلب غيره.. فماذا يفعل؟
■■يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن هذه المشكلة يمكن تحليلها وتشخيصها، من خلال ثلاثة محاور أساسية، الأول يتعلق بشخصية الوالد نفسه، إذ يكون لها دور كبير في التأثير في سلوك الطفل، من خلال الاستجابة الإيجابية والتحفيز، والتشجيع، وغالباً الأب ــ الذي يغلب عليه التفكير قبل الكلام، ويرتب أسلوبه في الحوار، ويكون منظماً عند إلقاء الكلمة، ويحترم الحوار المتبادل مع طفله ــ يستطيع أن يصل إلى نتيجة مُرضية في إرضاء طفله.
والمحور الثاني، أن يكون الأب قدوة في السلوك والأخلاق والقول، عند تعامله مع ابنه، فهناك أب يعد أطفاله بتلبية رغباتهم، لكنه لا يفي بما وعد به، يتكلم ولا يعمل، يأمر وهو أول شخص يتخلف عن ذلك، فيحاول أن يرضي ابنه بطريقته الخاصة، مثل أب يعد طفله بأن يشتري له لعبة معينة، ويقوم بشراء لعبة أخرى، أو يعده بأن يعطيه مصروفاً يومياً ويتخلف عن ذلك، أو يعده بهدية قيمة عند نجاحه لكنه يتراجع، وهنا تصبح الثقة المتبادلة بين الأب والابن معدومة، ويصبح الابن لا يثق في أبيه، ويضع جداراً عازلاً بينه وبين أبيه، ويترتب على ذلك أن قول الأب غير مقبول، وكلامه غير مسموع وسلوكه غير صادق.
والمحور الثالث في المشكلة، عدم وعي بعض الآباء بأن لدى الأبناء عالمهم الخاص، وطموحاتهم وأهدافهم تختلف عن رؤيتنا نحن الآباء أصحاب الخبرة والتجارب في الحياة، فلابد أن نحاول أن نربي أبناءنا بالكيفية التي تربينا عليها.
وهناك بعض الآباء ليس لديهم الصبر والوقت لمشاركة أطفالهم اللعب أو قضاء أوقات معهم، ويحاولون إرضاء أبنائهم بطريقة عسكرية، أو بتهديد، أو وضع الابن في منطقة إذعان ليس له خيارات.
ويجب أن تكون سلوكياتنا متساوية مع أقوالنا، والناس اليوم يتأثرون أكثر بالفعل، مثل الأب الذي لا يصلي ويأمر ابنه بالصلاة، أو يدخن وينصح ابنه بالابتعاد عن التدخين لأضراره الصحية، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولابد أن نحاول أن نرضي أبناءنا في احتياجاتهم الإيجابية وبما يرضينا، وبما نراه أنها الطريقة الصحيحة للتربية السليمة، وأن نميز عندما نرضي أبناءنا بين الخير والشر.
إذ يجب أن نرضيهم في الأمور الإيجابية فقط، ونحاورهم في الأمور السلبية، ونقنعهم بأسباب عدم إمكانية تلبية رغباتهم في مثل هذه الأمور، بما لا يؤدي إلى مفسدتهم، ولا يجب أن نرضي أبناءنا في أشياء تضرهم، لأنهم لا يستوعبون النتائج المترتبة، ونحاول أن نلبي احتياجاتهم الإيجابية مبكراً، قبل أن نصطدم بمتطلباتهم السلبية لاحقاً.