«قانون للقراءة» يحدد الأدوار والجهات المعنية بالقراءة
القرقاوي: 100 دراسة عالمية و4000 فكرة و«خلوة المائة» ومسح وطني أهم مدخلات «الاستراتيجية الوطنية للقراءة»
أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس اللجنة العليا لعام القراءة محمد بن عبدالله القرقاوي، خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي للإعلان عن السياسة الوطنية للقراءة في دولة الإمارات، أن الاستراتيجية الوطنية للقراءة أولوية حكومية ومتطلب تنموي أساسي لتحقيق قفزات حقيقية في المجالات كافة. وعن مدخلات استراتيجية القراءة، قال: «قمنا في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بتخصيص فريق للعمل على استراتيجية طويلة المدى للقراءة، اطلع على أكثر من 100 دراسة عالمية حول القراءة، واطلع أيضاً على استراتيجيات القراءة في سبع دول، وأجرى مقابلات داخلية مع 47 جهة محلية واتحادية معنية بهذا الموضوع، وأشرف على إجراء مسح وطني للقراءة هو الأول من نوعه، لنعرف أين نقف في مجال القراءة حالياً في دولة الإمارات».
|
محمد القرقاوي: «لدينا خطة واضحة واستراتيجية معتمدة لترسيخ مجتمع قارئ مثقف واعٍ وأجيال تقرأ». |
وأضاف أن «خلوة المائة»، التي شارك فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالإضافة إلى أكثر من 100 شخصية وطنية ثقافية وحكومية، شكلت مدخلاً رئيساً لصياغة السياسة الوطنية للقراءة حتى عام 2026، مشيراً إلى أن مشاركة المجتمع والأخذ بآراء المثقفين والمتخصصين في هذا المجال ومقارنة كل مع الدراسات العلمية الموثوقة، شكلت وثيقة وطنية مهمة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة بترسيخ القراءة في مجتمع الإمارات وفي الأجيال الجديدة.
وكشف القرقاوي عن نتائج المسح الشامل للقراءة قائلاً: «شمل المسح 12 ألف شخص، وبينت النتائج أن ما يقرأه الفرد لدينا في المنطقة 1.5 كتاب سنوياً، في حين أن 78% من البالغين لا يقرأون بشكل اعتيادي واختياري، كما بيّن المسح أن ما تضمه المكتبات المنزلية 20 كتاباً فقط في المتوسط، مقارنة بـ200 كتاب في المملكة المتحدة مثلاً، كما أن متوسط ما يقرأة الطالب سنوياً هو أربعة كتب مقارنة بـ40 كتاباً في كوريا الجنوبية مثلاً، وبين المسح الوطني أن 50% من طلبة المدارس والجامعات لا توجد عندهم عادة القراءة».
وعلّق على النتائج بقوله «اليوم لدينا خطة واضحة واستراتيجية معتمدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لترسيخ مجتمع قارئ مثقف واعٍ وأجيال تقرأ، وجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية ستكون شريكة في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة».
وأوضح أن سياسة الدولة في ترسيخ القراءة ستكون مبنية على أساس علمي وتطبق مجموعة من النظريات المتخصصة في آليات تغيير سلوك المجتمعات التي أثبتت نجاحها في الدول المتقدمة، وذلك لضمان التأثير الأسرع والأكبر وهي: التشريعات والسياسات والتحفيز والتقدير والقدوة القيادية والإقناع بالقيمة المضافة التي تحققها القراءة للفرد.
وأكد القرقاوي أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتأسيس صندوق لدعم القراءة بقيمة 100 مليون، سيعطي دفعة كبيرة لكل أنشطة القراءة في المجتمع، مشيراً إلى أن «الصندوق سيركز على الشباب وستشرف عليه وزيرة الشباب، وسيستهدف دعم الفعاليات المعرفية الشبابية وتوجيهات صاحب السمو الدائمة بالتركيز على تطوير مهارات وقدرات الشباب، لأنهم الأساس في جميع خطط التنمية الحكومية، وهم من سيحقق رؤية دولة الإمارات المستقبلية في المجالات كافة».
كما تطرق القرقاوي إلى تفاصيل الخطة الاستراتيجية للقراءة، وأوضح أنها تتضمن برنامجا تعليميا وبرنامجا صحيا وبرنامجا إعلاميا وبرنامجا لصناعة المحتوى وبرنامجا للقراءة مدى الحياة، تعمل بشكل متكامل ومتوازٍ لتغيير واقع القراءة في مجتمع الإمارات بحلول عام 2026 وجعلها أسلوب حياة .
وأضاف القرقاوي: «تستهدف الاستراتيجية الوطنية أن تصبح القراءة عادة لدى 50% من البالغين الإماراتيين، و80% من طلبة المدارس، وأن يكون متوسط ما يقرأه الطالب بشكل اختياري 20 كتاباً سنوياً على الأقل، وأن يقرأ 50% من أولياء الأمور المواطنين لأطفالهم».
وأوضح أنه سيتم إصدار دليل خاص بالاستراتيجية لكل الجهات المعنية بتطبيق الخطة الاستراتيجية، وستدخل مبادرات القراءة ضمن المؤشرات الاستراتيجية والتشغيلية لكل الجهات المعنية، وسيتم متابعتها عبر قطاع الأداء في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وسيتم رفع تقارير دورية لمجلس الوزراء حول التقدم الذي يتم إحرازه.
الحمادي: خطة لتعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة وغرسها كمفهوم أصيل في نفوسهم
|
حسين الحمادي: «(التربية) رصدت ميزانية كبيرة لتزويد المكتبات المدرسية بالكتب والمراجع المنوعة». |
قال وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، إن توجهات الدولة النابعة من رؤية القيادة الرشيدة في جعل عام 2016 عاماً للقراءة خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لدفع عجلة التعليم قدماً لارتباط القراءة ارتباطاً وثيقاً بالتحصيل العلمي للطلبة، وهو الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم للعمل بوتيرة متسارعة ومدروسة عبر وضع خطة تعزز أهمية القراءة لدى الطلبة، وتغرسها كمفهوم أصيل في نفوسهم.
وأوضح أن البرنامج التعليمي للخطة الاستراتيجية للقراءة يركز على أربعة توجهات رئيسة هي: تعزيز القدرات اللغوية للطلبة لاسيما لدى صغار السن وترسيخ القراءة كجزء أساسي في النظام التعليمي، فضلاً عن تأهيل الكوادر التعليمية في ما يتعلق بكيفية غرس حب القراءة في نفوس الطلبة، وتوفير المحتوى الداعم وبيئة مصادر التعلم المناسبة.
وقال إنه في هذا الصدد جرى اعتماد برنامج موسع لترسيخ ثقافة القراءة لدى الطلبة خصوصاً والحقل التربوي عموماً، ويتضمن حزمة من المبادرات الداعمة لتوجهات الحكومة الرشيدة، منها تبني خطة مدرسية مبتكرة تربط المناهج والتقويم مع الأنشطة اللاصفية الداعمة لثقافة القراءة وتطوير المكتبات المدرسية لتصبح مكتبات مبتكرة بمختلف عناصرها عبر خطة تحسينية، وفق معايير متقدمة، إذ تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من المكتبات المدرسية الخاصة في التعليم الأساسي للحلقة الأولى بواقع سبع مكتبات، والبدء في المرحلة الثانية بواقع ست مدارس في مراحل «رياض الأطفال والحلقة الثانية والحلقة الثالثة»، بحيث تكون بيئة محفزة وداعمة لنشر وترسيخ ثقافة القراءة بين الطلبة وأفراد المجتمع المحلي.
وأضاف الحمادي أن الوزارة رصدت ميزانية كبيرة لتزويد المكتبات المدرسية بالكتب والمراجع المنوعة وتم فعلياً رفد مكتبات المدارس بجزء كبير منها، فيما تعكف الوزارة على تزويد مكتبات مدارس إضافية عبر تخصيص مبالغ مالية لشراء الكتب الهادفة من معرض أبوظبي للكتاب، وسيتم توريدها للمكتبات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وذكر أنه جرى أيضا في هذا السياق إطلاق منصة للقراءة التفاعلية «دارفة» المستندة إلى معايير «اقرأ - استمتع - استلهم - تحد - ابتكر - تميز»، وتحوي كتبا وقصصا إلكترونية وتفاعلية ومسابقات وألعاباً وتحديات يعايشها الطالب بجانب تخصيص حيز من اليوم الدراسي يتيح للطالب القراءة اليومية.
وأشار إلى أنه تم إدراج معيار القراءة في الخطة التشغيلية السنوية للمدارس وربطها بمؤشرات محددة، وتضمين معيار القراءة في تقييم أداء المدارس السنوي لقياس فاعلية برامج ومبادرات المدارس، وسيتم تنظيم مهرجان القراءة السنوي في أكتوبر 2016، إذ سيتم عرض مبادرات وفعاليات قرائية مبتكرة، وإيجاد أفكار جديدة للقراءة وتكريم المدارس المتميزة في مبادرة القراءة .
كما تم إطلاق سفراء القراءة بمشاركة طلبة وتربويين ونخبة من أفراد المجتمع من الشرائح كافة في كل مدرسة، وعلى مستوى الوزارة، وتخصيص ركن مبتكر للقراءة في كل مدرسة «نادي القراءة» وإطلاق مبادرة «اقدر للكتابة» بالتعاون مع برنامج اقدر للكتابة لتأهيل 50 كاتباً وكاتبة من الطلبة والمعلمين في كل عام ليكونوا كتاباً لرفد الساحة المحلية الأدبية بشباب إماراتي متميز على صعيد التأليف والكتابة، وإنشاء صفحة على موقع الوزارة «كشكول» تحتوي على كل ما هو مرتبط بعام القراءة وترسيخ ثقافة القراءة في أجندة فعاليات الوزارة السنوية للقراءة عبر إبراز فعاليات المدارس، وعرض أفضل الممارسات العالمية في مجال القراءة.
| للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط. |
ولفت الحمادي إلى أنه تم وضع تصور للارتقاء بمهارات المعلمين وأمناء المكتبات اختصاصي مصادر التعلم، عبر تنفيذ ورش عمل ودورات تأهيلية واقتراح ساعات تطوعية للقراءة وربطها بالهدف الرابع في وثيقة الأداء السنوي للمعلمين، علاوة على اقتراح دبلوم إدارة مكتبات للعاملين في المكتبات المدرسة لتأهيل اختصاصي المكتبات، وعقد شراكات مجتمعية مع الجهات المختلفة لدعم مشاريع القراءة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
